بلغ المنتخب المغربي الدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022 للمرة الأولى في تاريخه، ليصبح بتغلبه على البرتغال 1-صفر أول بلد عربي وإفريقي يبلغ هذا الدور في نهائيات كأس العالم.
وعلى ملعب “الثمامة” في الدوحة، سجل يوسف النصيري هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 42، مانحاً القارة السمراء البطاقة الأولى في تاريخها إلى دور الأربعة للعرس العالمي. ويلتقي “أسود الأطلس” في الدور المقبل مساء الأربعاء على ملعب “البيت” في الخور، مع الفائز من ربع النهائي الآخر بين إنكلترا وفرنسا حاملة اللقب.
وواصل المنتخب المغربي تسجيل اسمه بأحرف من ذهب في النسخة الحالية، وكما كان المنتخب المغربي أول بلد عربي وإفريقي يبلغ ثمن النهائي، فعلها مرة ثانية وبات أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ الدور نصف النهائي محققاً ما عجزت عنه منتخبات الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).
ورد المنتخب المغربي التحية للبرتغال التي أطاحته من النسخة الماضية في روسيا عندما تغلبت عليه 1-صفر في الجولة الثانية، وأخرج سيليساو أوروبا للمرة الثانية من العرس العالمي بعدما فعلها عام 1986 في طريقه إلى إنجازه التاريخي بتخطي الدور الأول للمرة الأولى.
واستبسل رجال المدرب وليد الركراكي أمام البرتغال التي سحقت سويسرا 6-1 في ثمن النهائي، وحافظوا على شباكهم نظيفة طيلة 56 دقيقة مؤكدين أحقيتهم بأحسن دفاع حتى الآن في البطولة بعدما استقبلت شباكهم هدفاً واحداً بالخطأ من مرماهم سجله مدافعهم نايف أكرد الغائب الأكبر عن مباراة اليوم بسبب الإصابة.
وفرض النصيري نفسه نجماً للمباراة بتسجيله الهدف الوحيد والثاني له في النسخة الحالية والثالث في مشاركتين في العرس العالمي، وكذلك حارس المرمى ياسين بونو الذي ذاد عن مرماه ببراعة واختير أفضل لاعب بها. وأكمل المغرب المباراة بعشرة لاعبين إثر طرد مهاجمه البديل وليد شديرة في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع. وفي المقابل، فشلت البرتغال في بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخها بعد الأولى عام 1966 عندما حلت ثالثة و2006 عندما حلت رابعة.
وخاض المغرب المباراة في غياب مدافعيه نصير مزراوي ونايف أكرد بسبب الإصابة، ودفع مدربهما وليد الركراكي بقطب دفاع بلد الوليد الإسباني جواد الياميق ومدافع الوداد البيضاوي يحيى عطية الله مكانهما. وشارك القائد رومان سايس أساسياً بعدما حامت الشكوك حوله بسبب إصابة في الفخذ تعرض لها ضد إسبانيا لكنها لم تمنعه من إكمال المباراة التي حسمها أسود الأطلس 3-صفر بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي صفر-صفر)، لكنه اضطر الى الخروج في الشوط الثاني.
في المقابل، أبقى مدرب البرتغال فرناندو سانتوس على نجمه كريستيانو رونالدو على دكة البدلاء مجدداً، مفضلا مرة أخرى الدفع بمهاجم بنفيكا الواعد غونسالو راموس (21 عاما) صاحب هاتريك في الفوز العريض على سويسرا 6-1 في ثمن النهائي. وأجرى سانتوس تعديلاً واحداً على تشكيلته حيث أشرك لاعب وسط ولفرهامبتون الاتكليزي روبن نيفيز مكان لاعب وسط ريال بيتيس الاسباني وليام كارفاليو. وبقي الركراكي وفياً لخطته التكتيكية بالسماح للخصم بالاستحواذ على الكرة مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، فسد جميع المنافذ إلى مرمى بونو. وبدا بونو مركزاً منذ البداية بتصديه الرائع لرأسية لجواو فيليكس من مسافة قريبة اثر ركلة حرة جانبية الى ركنية (5). ورد النصيري برأسية اثر ركلة ركنية انبرى لها زياش فوق العارضة (6)، وأبعد الياميق تسديدة قوية لرافايل غيريرو وهي في طريقها الى المرمى قبل ان يشتتها الدفاع (13). وجرب زياش حظه بتسديدة بيسراه من خارج المنطقة بجوار القائم الابسر (19)، ثم لعب زياش ركلة حرة جانبية تابعها النصيري برأسه بجوار القائم الأيسر (26). ورد فيليكس بتسديدة من خارج المنطقة ارتطمت بالياميق وكادت تخدع بونو (31).
ومرر يحيى عطية الله كرة عرضية الى املاح داخل المنطقة سددها فوق العارضة (35)، ثم سدد بوفال كرة قوية من خارج المنطبية بين يدي الحارس ديوغو كوستا (36). ومرر غيريرو كرة عرضية سددها فيليكس “على الطاير” فوق المرمى (39). ونجح النصيري في افتتاح التسجيل بضربة رأسية اثر تمريرة عرضية لعطية الله من الجهة اليسرى فطار لها فوق الحارس كوستا ومدافع مانشستر سيتي روبن دياز وتابعها داخل المرمى (42). وهو الهدف الثاني للنصيري في البطولة بعد الاول في مرمى كندا والثالث له في مشاركتين في العرس العالمي بعد الاول في مرمى اسبانيا في النسخة السابقة، والسابع عشر في 55 مباراة دولية.
وبات النصيري الهداف التاريخي لبلاده في المونديال بفارق هدف واحد أمام عبدالرزاق خيري وصلاح الدين بصير وعبدالجليل هدا كاماتشو الذين سجل كل منهم هدفين في العرس العالمي بثنائية الأول في نسخة 1986، والثاني والثالث في نسخة 1998.
وحرمت العارضة برونو فرنانديز من إدراك التعادل بردها تسديدته الجانبية (45). وكاد زياش يفعلها من ركلة حرة جانبية ابعدها الحارس كوشتا بصعوبة وارتدت من الياميق الى خارج الملعب (50). وكاد كوستا يدرك التعادل بضربة رأسية من مسافة قريبة اثر نمريرة من أوتافيو مرت بجوار القائم الأيسر (58). وسدد فرنانديز كرة قوية من خارج المنطقة فوق العارضة بسنتيمترات قليلة (64). ونزلت البرتغال بكل ثقلها في الدقائق الأخيرة وتألق بونو ببراعة وأبعد تسديدة قوية لفيليكس إلى ركنية (82)، ثم تصدى لتسديدة قوية لرونالدو من خارج المنطقة (90+1). وتلقى المغرب ضربة موجعة بطرد البديل شديرة لتلقيه الانذار الثاني (90+3). وأهدر أبو خلال فرصة قتل المباراة إثر هجمة مرتدة فانفرد بالحارس ولعبها في جسمه (90+6).