نتنياهو يثير غضب قادة الحزب الديمقراطي الأميركي بعد تصريحاته عن روزفلت

الإثنين 05 ديسمبر 2022 03:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
 نتنياهو يثير غضب قادة الحزب الديمقراطي الأميركي بعد تصريحاته عن روزفلت



القدس المحتلة/سما/

أغضب رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، بنيامين نتنياهو، قادة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، بتصريحات أدلى بها، اتهم فيها الرئيس الأميركي الأسبق، فرانكلين روزفلت بأقوال لم يتفوه بها، وصلت حد الادعاء بأنه لم يمنع مذبحة اليهود في «معسكر أوشفتس».

فقد ذكر نتنياهو أن قادة الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وبينهم والده بن تسيون نتنياهو، طلبوا من روزفلت أن يقصف «معسكر أوشفتس» في بولندا ليوقف المحرقة ضد اليهود، فترة الحرب العالمية الثانية، لكنه رفض ذلك بالقول: «على جثتي يصدر أمر كهذا. لن يقصف أوشفتس أي طيار أميركي».

وحاول نداف إيال، المحرر السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» معرفة الحقيقة حول أقوال روزفلت هذه، فأكد له 12 باحثاً من كبار المتخصصين بالتاريخ الألماني وتاريخ المحرقة اليهودية، عدم وجود تصريح كهذا. وأكدوا أن هذا الأمر لم يطرح أمام روزفلت في أية مرحلة من التاريخ.

وكان نتنياهو قد شارك في لقاء مع المفكر الإسرائيلي اليميني، د. ميخا غودمان، محاولاً الدفاع عن سياسته إزاء إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، والصدامات معه، ومحاولة تأليب الكونغرس ضده، وتحيزه إلى جانب الحزب الجمهوري ضد أوباما.

فقال إن والده المؤرخ بن تسيون نتنياهو عاش في الولايات المتحدة في عام 1944، عندما كان النازيون الألمان يبيدون اليهود جماعات جماعات في أفران الغاز. وإنه اكتشف أن الرئيس روزفلت كان يدير سياسة معادية للصهيونية بشكل حاد. وتساءل: «ماذا فعل والدي في مواجهة هذا الموقف من روزفلت؟ لقد لجأ إلى قادة الحزب الجمهوري».

ويقول الصحافي إيال إنه توجه إلى مجموعة من كبار الخبراء والباحثين المعروفين، وغالبيتهم يهود، فلم يجد من يؤيد هذه الرواية ويذكر تصريحاً كهذا باسم روزفلت. بل أكد بعضهم أن الولايات المتحدة تقاعست فعلاً عن قصف أوشفتس في ذلك الوقت، لكن القرار بهذا الشأن لم يصل إلى مكتب الرئيس، وأن صاحب القرار بهذا الشأن كان نائب وزير الدفاع لشؤون الحرب.

وقال له البروفسور مايكل بيرنباوم، المحاضر في جامعة لوس أنجليس في الشؤون اليهودية، إن «نتنياهو يتصرف هنا كما يتصرف عادة، فيقتبس من التاريخ أموراً وهمية لا أساس لها من الصحة؛ لكي يدافع عن سياسته ويبررها. يستند إلى ذاكرة الناس القصيرة، والجهل بالتاريخ».

وقال إيال: «إن هذه الحكاية تثير موجة غضب في الحزب الديمقراطي الأميركي الحاكم، إذ تبين كم نتنياهو بعيد عن إمكانية فتح صفحة جديدة مع هذا الحزب في ظل إدارة الرئيس جو بايدن».

وأضاف: «هذا ليس مجرد خطأ يقدم عليه رئيس وزراء إسرائيل بنشره اقتباسات باسم زعيم كبير مثل روزفلت. ولست واثقاً من أن هذه هي الطريقة السليمة لبدء عهد جديد في حكم نتنياهو مع الحزب الديمقراطي الأميركي».