مستكشف معادن أسترالى يفاجأ بكنز ثمين داخل صخرة

الإثنين 28 نوفمبر 2022 12:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
مستكشف معادن أسترالى يفاجأ بكنز ثمين داخل صخرة



وكالات / سما /

يعتمد الباحثون عن المعادن في دول أوروبا على لعبة الحظ في العثور على الكنوز بباطن الأرض، حيث يمسكون بأجهزة الكشف عن المعادن ويجوبون في المساحات الشاسعة منتظرين الصدفة التي تصل بهم إلى مرادهم الذى غالبا ما يكون قطع ذهبية تعود إلى العصور الوسطى والملوك القدامى، لكن المنقب الأسترالى ديفيد هول، كان في انتظاره شيء أكثر قيمة وأهمية عندما بدأت التنقيب عام 2015 في حديقة ماريبورو الإقليمية بالقرب من ملبورن، بأستراليا.

اكتشف ديفيد هول، بجهاز الكشف عن المعادن خلال جولته التي مضى عليها 7 سنوات، شيئًا غير مألوفًا عبارة عن صخرة ثقيلة جدًا ضاربة إلى الحمرة مغطاة ببعض الطين الأصفر، والذى أخذها إلى المنزل وجرب كل شيء لفتحها، وتأكد من وجود كتلة صلبة من الذهب داخل الصخرة، خاصة أن المكان الذى اكتشف فيه الصخرة في ماريبورو بمنطقة غولد فيلدز، تشتهر بوجود الكثير من الذهب الأسترالى الذى يعود للقرن التاسع عشر.

لكسر اكتشافه، جرب هول منشارًا صخريًا، وطاحونة زاوية، ومثقابًا، وحتى غمر الشيء في الحمض، ومع ذلك، لا يمكن حتى لمطرقة ثقيلة إحداث صدع به، وهذا لأن ما كان يحاول جاهدًا فتحه لم يكن كتلة صلبة من الذهب، حيث أنه اكتشف بعد سنوات أنه نيزكًا نادرًا، وذلك وفقًا لما نشره موقع "sciencealert".

ومن جانبه، قال عالم الجيولوجيا في متحف ملبورن، ديرموت هنرى، لصحيفة سيدنى مورنينج هيرالد، في عام 2019: "لقد كان هذا المظهر المنحوت والمغمور عليه، ويتكون هذا عندما تأتى عبر الغلاف الجوى، فهى تذوب من الخارج، والجو ينحتها".

وبينما لم يكن "هول" قادرًا على فتح "الصخرة"، لكنه كان لا يزال مفتونًا بها، لذلك أخذها إلى متحف ملبورن للتعرف عليها، وقال هنرى للقناة العاشرة الإخبارية: "لقد نظرت إلى الكثير من الصخور التى يعتقد الناس أنها نيازك"، وأضاف "في الواقع، بعد 37 عامًا من العمل في المتحف وفحص آلاف الصخور، اثنين فقط من المعروضات اتضح أنهما نيازك حقيقية، وكان هذا واحدًا من الاثنين"، فيما أوضح عالم الجيولوجيا في متحف ملبورن، بيل بيرش، لصحيفة سيدنى مورنينغ هيرالد: "إذا رأيت صخرة على الأرض مثل هذه والتقطتها، فلا ينبغى أن تكون ثقيلة جدًا".

نشر الباحثون ورقة علمية تصف النيزك الذى يبلغ عمره 4.6 مليار عام، والذى أطلقوا عليه اسم ماريبورو نسبة إلى البلدة القريبة من مكان العثور عليه، والذى يزن 17 كيلوجرامًا (37.5 رطلاً)، وبعد استخدام منشار ماسى لقطع شريحة صغيرة، اكتشف الباحثون أن تركيبته تحتوى على نسبة عالية من الحديد، مما يجعلها من نوع H5 الكوندريت العادى، وبمجرد الفتح، يمكنك أيضًا رؤية القطرات المتبلورة الصغيرة من المعادن المعدنية الموجودة في جميع أنحاءه، والتى تسمى الغضروف.

ويشير التأريخ الكربونى إلى أن النيزك كان على الأرض بين 100 و1000 عام ،وكان هناك عدد من مشاهدات النيازك بين عامي 1889 و1951 والتي يمكن أن تتوافق مع وصوله إلى كوكبنا، فيما يجادل الباحثون بأن نيزك ماريبورو أندر بكثير من الذهب، مما يجعله أكثر قيمة بكثير للعلم، حيث أنه واحد من 17 نيزكًا فقط تم تسجيله على الإطلاق في ولاية فيكتوريا الأسترالية، وهو ثاني أكبر كتلة غضروفية، بعد عينة ضخمة يبلغ وزنها 55 كيلوغرامًا تم تحديدها في عام 2003.

وقال هنرى للقناة العاشرة الإخبارية: "هذا هو النيزك السابع عشر الذى تم العثور عليه في فيكتوريا، بينما تم العثور على الآلاف من شذرات الذهب"، وأضاف "بالنظر إلى سلسلة الأحداث، يمكن القول، إنه أمر فلكى لم يتم اكتشافه على الإطلاق".