قرار لبلدية بئر السبع يثير موجة غضب عارمة في النقب

الجمعة 18 نوفمبر 2022 10:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
قرار لبلدية بئر السبع يثير موجة غضب عارمة في النقب



النقب/سما/

أثار قرار بلدية بئر السبع برصد منح دراسية للطلاب الأكاديميين الذين ينضمون إلى مليشيا "بارئيل" اليمينية المسلحة التي جرى تشكيلها مطلع العام الجاري بدعم من حزب "عوتسما يهوديت"، غضبا عارما في منطقة النقب وهناك من اعتبره بأنه يندرج ضمن سياسات البلدية والحكومة الإسرائيلية العنصرية تجاه المواطنين العرب.


وأقرت البلدية خلال جلسة لها، الشروع بجباية مئة شيكل من حساب ضريبة المسقفات (الأرنونا) من سكان المدينة لصالح قرارها بالمنح الدراسية للأكاديميين المنضمين إلى المليشيا اليمينية المسلحة.

ورأى المحامي، شحدة بن بري،أن "هذه محاولة أخرى من بلدية بئر السبع للتعاطي والانخراط مع اليمين الفاشي، إذ أن البلدية تحتضن القوى الأكثر تطرفا في المدينة، سيما وأنها قامت في الفترة الأخيرة بإنشاء وحدة خاصة من البلدية للحراسة ولم تكتف بذلك إذ قررت تحويل قسم من أموال الضرائب للمليشيات تحت مسميات مختلفة، وذلك على أشكال دعم ومنح لمن ينضم لهذه المليشيات المتطرفة".

وأشار إلى أن "رئيس البلدية قام قبل يومين بزيارة جامعة بئر السبع برفقة عضو الكنيست المتطرف، ألموغ كوهين، وخلال الزيارة تحدثا عن أوكار إرهابية في جامعة بئر السبع، وهذا مؤشر خطيرا جدا، إذ أن التخطيط لإنشاء مليشيات داخل الجامعة لاستهداف الطلاب العرب في المؤسسة التعليمية يعد بمثابة تخط للحدود، كما أن كوهين نفسه أقدم على الاعتداء على الطلاب داخل الجامعة العام الماضي، وقبل ذلك اعتدى على المعتقلين العرب والتبول عليهم وهم مكبلون عندما كان شرطيا".

وحول مدى خطوة قرارات كهذه من بلدية بئر السبع، قال بري إن "كل ما تقوم به البلدية هو في غاية الخطورة، إذ أننا ندرس إمكانية التوجه إلى المحكمة من أجل إلغاء كل هذه الخطوات التي تعتبر غير قانونية عن طريق المحكمة".


وبيّن أن "أهالي النقب يعانون في ظل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، إذ أن الحكومة السابقة كانت أشد قسوة عليهم، وذلك بدعم جزء من أبناء جلدتنا لهذه الحكومة المتطرفة، وكل ما يتعلق بالهدم والاقتلاع سيستمر، لكن من الواضح أن الحكومة القادمة متطرفة إذ أن الجو العام في إسرائيل أصبح متطرفا وعنصريا وما يميز هذه الحكومة دخول فاشيين إليها أمثال سموتريتش وبن غفير".

وشدد بري على أن "طرق مواجهة السياسات العنصرية فقط عن طريق النضال الشعبي واللجان الشعبية، لأنني لا أعول على الأحزاب السياسية في وضعها الحالي، وأن تكون منصات النضال ضد الفاضية في كل قرية ومدينة، بالإضافة إلى تجنيد لجنة المتابعة لأن الاعتماد على الأحزاب السياسية في ظل وضعها الحالي من الصعب أن يأتي نتائج".

وذكر عضو بلدية رهط والناشط السياسي، سليمان العتايقة، أننا "ندرك بأن بلدية بئر السبع تتعامل مع المواطنين العرب في النقب بشكل عنصري منذ عدة سنوات، وقد ازدادت حدة هذا التعامل منذ هبة الكرامة في أيار/مايو 2021، ونحن لا نعوّل على هذه البلدية ورئيسها".

ودعا العتايقة إلى الالتزام بالنظام والقوانين وذلك لمنع إعطاء هذه المليشيات الفرصة بغية الاعتداء على شبابنا، إذ أننا سنبقى نزور بئر السبع ولن نسمح لهذه المليشيات العربدة علينا.

وأوضح "نحن لا نتوقع خيرا من حكومات إسرائيل، لأنها أثبتت أنها لا تريد الخير للعرب وذلك على مدار السنوات السابقة، وإذ نطالب الجهات المختصة والقانونية إلغاء هذه المليشيات التي تخطط للاعتداء على المواطنين العرب بدوافع عنصرية".

وتطرق العتايقة إلى محاولات تشويه صورة النقب بالقول، إن "وسائل الإعلام والمسؤولين الإسرائيليين، لطالما يحاولون تشويه صورة النقب بمختلف الطرق والتحريض على أهاليها منذ سنوات، هذه الصحافة الإسرائيلية لا تقوم بتغطية الجوانب الإيجابية في النقب إنما تنتظر أن يحصل أمرا سيئا من أجل تغطيته ومن خلاله تقوم بالتحريض علينا".

وقال عضو اللجنة الشعبية في رهط، الشيخ يوسف أبو جامع، إن "لا شك أننا كعرب فلسطينيين في الداخل نعيش أمورا استثنائية في ظل صعود اليمين إلى سدة الحكم والآن المتطرفين، إذ أننا عانينا في الماضي وبالطبع سنعاني في المستقبل، وخطوة دعم المليشيات ليس بجديد على هذه البلدية التي خلفيتها يمينية متطرفة وخصوصًا رئيسها".

ولفت إلى أن "العرب الفلسطينيين في البلاد وخصوصًا أهالي النقب والداخل الفلسطيني مرّ عليهم الكثير خلال السنوات السابقة، وثباتهم في بيوتهم وعلى أرضهم في ظل كل ما تعرضوا له دليل على قوتهم، لذلك فإن كل ما تقوم به بلدية بئر السبع من دون فائدة لأن أصحاب الحق والأرض هم الفلسطينيون".

وختم أبو جامع حديثه بالقول إن "المطلوب أن تكون لجنة متابعة عليا قوية ومنتخبة من الجمهور وأن يكون لها دور مبارك ومؤثر، كما لجان متفرعة كلجنة التوجيه العليا لعرب النقب، وتكون منتخبة من أهالي النقب، وهذا هو الحل الوحيد الذي من خلاله نستطيع إغلاق كل أبواق العنصرية".

عرب 48