تحت عنوان: هؤلاء الإسرائيليون لم يعودوا يؤمنون ببلدهم، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن العديد من اليهود والعلمانيين واليساريين لم يعودوا يجدون أنفسهم في تشكيلة حكومة نتنياهو المستقبلية.
وأوضحت الصحيفة أن مجموعة “الديمقراطيين المستنيرين” التي تم إنشاؤها عام 2020 على منصة “الواتساب” خلال الاحتجاجات المناهضة لنتنياهو، تشهد نشاطًا جديدًا في الأسابيع الأخيرة. بالنسبة للمشاركين الذين يبلغ عددهم بضع مئات، وكلهم يساريون وعلمانيون، فإن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة كانت بمثابة “الصاعقة”.. ويعترف أحدهم: “قلنا لأنفسنا إنه لم يعد هناك مستقبل لنا في هذا البلد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن بنيامين نتنياهو بعد أن حقق عودة ناجحة في الأول من نوفمبر الجاري بفضل التحالف الذي تم تشكيله مع الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة واليهود المتعصبين في الصهيونية الدينية، يتعين عليه الآن تشكيل حكومة، وهي مهمة تبدو صعبة حتى بالنسبة لهذا المخضرم في السياسة الإسرائيلية، تقول “لوفيغارو”.
لكن بالنسبة لمؤيدي الكتلة المعارضة، هناك شيء واحد مؤكد: على أي حال، سيكونون خاسرين، في ظل تراجع بل احتفاء أحزابهم بالتوازي مع صعود حلفاء “بيبي”. وتلك حالة حزب ميرتس اليساري، والذي لن يتم تمثيله في الكنيست بعد أن فشل في تجاوز نسبة 3.25٪ في المئة. في الوقت الذي سيكون لحزب العمل، أربعة مقاعد فقط.
وأوضحت “لوفيغارو” أنه في هذا البلد حيث تجري الانتخابات من خلال التمثيل النسبي الحقيقي، فإن هذه النتائج ليست انعكاسا للميول السياسية فحسب، بل تعبر عن واقع ديموغرافي. فالتصويت في إسرائيل غالباً ما يكون مسألة تقاليد عائلية. وهي مسألة يدركها أعضاء مجموعة “الديمقراطيين المستنيرين” جيدًا. سيكون وزن اليهود الأرثوذكس المتطرفين حاسمًا بشكل متزايد.
وتابعت “لوفيغارو” القول إن الإصلاح المقترح للمحكمة العليا الإسرائيلية، والذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة خضوع السلطة القضائية للسلطة التنفيذية، يقلق الكثيرين، إذ يرون في ذلك “نهاية الديمقراطية الإسرائيلية” التي هي بصدد “التفكك لأسباب شخصية مرتبطة بمحاكمة نتنياهو الجارية”، يقول أحدهم. كما أن الوزن السياسي المتزايد لليهود الأرثوذكس المتشددين يعد مصدر قلق للكثيرين، الذين يقول أحدهم للصحيفة إنه “لا يرى نفسه يعيش في بلد يحكمه متدينون متطرفون، وإنه يشجع أطفاله على مغادرة إسرائيل”.
وتقول ابنة هذا الأخير التي تزوجت لتوها بعد أن أمضت ثماني سنوات في الجيش، إنها تستعد للمغادرة إلى فرنسا، معتبرة أنه مع سنوات “بيبي”، تضاءل ارتباط الناس بالديمقراطية، ونُصبت فكرة أن الفساد مقبول، كما أنها قضت على الأمل في أن يتم حل الوضع في الضفة الغربية. كل ذلك جعل هذه الأخيرة تقول إنها “تعتقد أننا نعيش نهاية الحلم الصهيوني”.
وتساءلت “لوفيغارو “هل دولة إسرائيل الفتية، التي ستحتفل بعيدها الخامس والسبعين العام المقبل، تعفّنت بالفعل بالفساد؟ مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أنه في الأيام التي أعقبت الانتخابات التشريعية الأخيرة، نشر الفيلسوف أسا كاشير، أستاذ الأخلاق في جامعة تل أبيب، نصًا قصيرًا على فيسبوك، تم سحبه على الفور، ويشير فيه إلى الوزن المتزايد للحريديم والمستوطنين في إسرائيل. يقول فيه: “هذا الشعب اليهودي ليس شعبي اليهودي […] أردنا بناء ديمقراطية نموذجية […] لكن التوازن بين الديمقراطية والطبيعة اليهودية للدولة مهدد. إذا تم إنكار البعد الديمقراطي لإسرائيل، فإن دولة الفصل العنصري في انتظارنا”.