تشكيل الحكومة الإسرائيلية: الليكود يدير مباحثات مع غانتس ولبيد بضغط أميركي

الأربعاء 16 نوفمبر 2022 06:55 م / بتوقيت القدس +2GMT
تشكيل الحكومة الإسرائيلية: الليكود يدير مباحثات مع غانتس ولبيد بضغط أميركي



القدس المحتلة/سما/

في الوقت الذي بدت المفاوضات عالقة بين حزب الليكود وأحزاب كتلة اليمين المتطرف التي أوصت لدى الرئيس الإسرائيلي بتكليف رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، بمهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، طفت الخلافات بين أحزاب المعارضة، متمثلة بـ"ييش عتيد" برئاسة يائير لبيد، و"المعسكر الوطني"، برئاسة بيني غانتس، إلى السطح.

يأتي ذلك فيما أفادت صحيفة "معاريف"، بأن "هناك محادثات مكثفة مستمرة منذ عدة أيام بين مقربين من بنيامين نتنياهو ومساعدي لبيد وغانتس". ووفقا للصحيفة، فإن "على أجندة هذه المباحثات إمكانية تشكيل حكومة وحدة بمشاركة الليكود وييش عتيد والمعسكر الوطني، مع دخول الأخير إما بتشكيلة كاملة أو بدون حزب غدعون ساعر".

وأشارت الصحيفة إلى أن المباحثات الجارية جاءت بضغط من واشنطن شرعت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بممارسته بعد الانتخابات الإسرائيلية مباشرة، إذ توجهت إلى نتنياهو بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات، وأوضحت له أن "الإدارة الأميركية ستجد صعوبة في التعامل مع كبار المسؤولين في حكومة حريدية - يمينية، خصوصا إذا ما تسلم قادة الصهيونية الدينية حقائب وزارية رفيعة".

وبحسب تقرير الصحيفة فإن نتنياهو رد على التوجه الأميركي بالقول إنه "لا يرى إمكانية لتشكيل حكومة وحدة واسعة، وذلك بسبب عدم وجود شريك في المعسكر يسار الوسط، وأن كلا من لبيد وغانتس أعلنا عدة مرات أنهما لن ينضمان تحت أي ظرف من الظروف إلى الحكومة التي سيرأسها، إلى جانب الأحزاب الحريدية و‘الصهيونية الدينية‘ و‘عوتسما يهوديت‘".

ولفت التقرير إلى أن "الإدارة الأميركية توجهت إلى جهات في ‘ييش عتيد‘ و‘المعسكر الوطني‘ للضغط باتجاه إجراء حوار مع الليكود ‘خلف الكواليس‘، وبذل جهود لصالح تشكيل حكومة واسعة تمثيلية ومتوازنة، تحظى بشرعية واسعة وتعمل على التعاون الكامل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الغربية".

وبحسب "معاريف" فإنه في سياق الضغط الأميركي في هذا الاتجاه، ولمنح الشرعية لخطوة من هذا القبل، تم تقديم الإحاطات بواسطة مسؤولين في الإدارة الأميركية مؤخرا، حول صعوبة التعاون الواسع بين واشنطن وبين حكومة إسرائيلية يمينية ضيقة، كم نشرت استطلاعات رأي تشير إلى أن ناخبي المعسكر المناوئ لنتنياهو يؤيدون تشكيل حكومة وحدة واسعة.

ووفقا للتقديرات، فإن نتنياهو الذي يسعى إلى تفكيك معسكر لبيد، يتطلع إلى توظيف كتلة المعارضة والتقارب مع بعض أقطابها كورقة ضغط على كتلة أحزاب اليمين الفاشي الممثلة بالأحزاب الحريدية وتحالف "الصهيونية الدينية"، من أجل تقديم تنازلات تتعلق بالحقائب الوزارية ولتسريع عملية تشكيل الحكومة.

الليكود: تقدم ملحوظ في المفاوضات مع "عوتسما يهوديت"

وفي وقت ألغى نتنياهو جلسات المفاوضات التي كانت مقررة مع "الصهيونية الدينية" و"يهدوت هتوراه"، التقى رئيس الحكومة المكلف، اليوم الأربعاء، برئيس حزب "شاس" أرييه درعي، لمناقشة مسألة حقيبة المالية في الحكومة المقبلة، كما أعلن الليكود عن "تقدم ملحوظ" في المفاوضات مع "عوتسما يهوديت".

وأفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بأنه في الاجتماع بين درعي لنتنياهو، الذي انتهى بعد 20 دقيقة، شدد درعي على أنه حازم في موقفه بالحصول على حقيبة المالية، وهي الحقيبة التي يطالب بها رئيس تحالف "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، في حال عدم استلامه وزارة الأمن.

وأوضح الموقع الإلكتروني بأنه لم يتم إحداث اختراق لمواقف أحزاب كتلة اليمين التي تصر على مواقفها ومطالبها بشأن الحقائب الوزارية، وهو الأمر الذي يعيق مفاوضات تشكيل الحكومة.

وفي واقع يعكس التصدع في معسكر لبيد وعدم وحدة صف كتلة المعارضة المستقبلية، تبادل أعضاء كنيست عن "المعسكر الوطني" وعن "ييش عتيد"، انتقادات شديدة اللهجة في اليوم الأول لافتتاح دورة الكنيست الـ25.

وانتقد مسؤول في "المعسكر الوطني" عضو الكنيست بوعز توبوروفسكي من "ييش عتيد" الذي صرح بأنه هناك تقارب ما بين غانتس وحزب الليكود، وتنسيق، وذلك من خلال الحديث عن توزيع المناصب البرلمانية والعضوية في لجان الكنيست، وحتى مفاوضات سرية بين الليكود وغانتس لاحتمال انضمامه لحكومة نتنياهو.

ووصف المسؤول كلمات توبوروفسكي بأنها "كاذبة"، قائلا "لقد أثبت لبيد أنه لا يملك القدرة على قيادة المعارضة أو الائتلاف، ما زلنا ننتظر أن نسمع منه أنه يتحمل مسؤولية إخفاقاته في الانتخابات".

ووفقا للمصدر نفسه في حزب بيني غانتس، فإن "لبيد وجماعته يفعلون ما يجيدون فعله، وهو التشهير بالآخرين، وسنواصل العمل والقيام بما هو جيد لمصلحة إسرائيل بطريقة واقعية وليس في طريقة تخدم احتياجات لبيد، والتي رأيناها بالفعل إلى أين تقود".

وتأتي الانتقادات المتبادلة بين "ييش عتيد" و"المعسكر الوطني"، عقب قرار رئيس اللجنة المنظمة، عضو الكنيست يوآف كيش، عن حزب الليكود، منح عضو الكنيست أحمد الطيبي عن تحالف الجبهة والتغيير منصب نائب مؤقت لرئيس الكنيست، بدلا من السماح للمعارضة بقيادة لبيد اختيار ممثلها.