سارعت وسائل الإعلام العبرية أمس الثلاثاء، لكشف معلومات جديدة حول عملية اعتقال بحق 3 فلسطينيات اعتقلن في العشرين من أغسطس/ آب الماضي، متحدثًا عن هجوم نوعي خططن له عند ما يسمى "معبر إلياهو" جنوب قلقيلية.
وسردت قناة ريشت كان بالأمس، بعض التفاصيل الجديدة من خلال التحقيقات مع المعتقلات، أنهن خططن للهجوم انتقامًا للقيادي في كتائب الأقصى، الشهيد إبراهيم النابلسي، وأنهن بالأساس من نابلس التي تحولت في الأشهر الأخيرة لمنطقة مشتعلة أمنيًا، كما يرى الاحتلال.
والمعتقلات هن، تحرير أبو سرية (29 عامًا)، ومريم عرفات (29 عامًا)، و ولاء طنجة (26 عامًا)، حيث أعلن الاحتلال في ذاك التاريخ عن اعتقالهن لدى محاولتهن تنفيذ عملية إطلاق نار عند المعبر، وأنه تم كشفهن من قبل حراس الأمن التابعين لوزارة جيش الاحتلال، وضبط بحوزتهن على سلاح ووصية مكتوبة.
"أبو إبراهيم" أحد قادة كتائب شهداء الأقصى في مخيم بلاطة شرق نابلس، قال لصحيفة القدس المحلية، إن أبو سرية وعرفات من الأسيرات المحررات، واعتقلت الأولى لمدة 13 شهرًا، وهي ابنة أخت الشهيد باسم أبو سرية "القذافي"، والثانية اعتقلت لمدة عامين، ثم اعتقلت مدة 6 أشهر في فترة اخرى وتحررت بداية 2022، في حين أن الثالثة (طنجة) فهي شقيقة القيادي المطارد محمد طنجة الملقب بـ "الزنكلوني"، وكانت تخدم في الأمن الفلسطيني قبل أن تستقيل منذ فترة.
ويؤكد أبو إبراهيم، أن الأسيرات لهن وصية يؤكدن فيها انتمائهن لكتائب شهداء الأقصى، وأن هذا العمل انتقامًا لشهداء فلسطين.
وزود القيادي في المقاومة، الصحيفة بمقطع صغير من وصية المعتقلات قبيل توجههن للعملية، إلى جانب صور أخرى لهن وللسلاح الذي كان بحوزتهن.
ولم ينفي أبو إبراهيم إدعاءات وسائل إعلام عبرية رسمية ومنها قناة ريشت كان في تقريرها بالأمس، أن المعتقلات تواصلن مع أحد النشطاء من غزة.
وقال القيادي في كتائب شهداء الأقصى، أنهم يتلقون الخبرات والدعم من قيادة كتائب الأقصى في قطاع غزة والذين تربطهم بهم علاقة وطيدة.
وكشف أبو إبراهيم عن تنفيذهم سلسلة عمليات تم تنفيذها بالتنسيق وبدعم من قيادة كتائب الأقصى بغزة، ولكن لم يتم تبنيها لأسباب أمنية مختلفة منها حماية قادة الكتائب في القطاع من اغتيالات غادرة قد تنفذها بحقهم قوات الاحتلال.
وقال أبو إبراهيم إن هذا التنسيق مع غزة يأتي في إطار إكمال مشروع المقاوم الممتد على كافة ساحات الوطن، للرد على جرائم الاحتلال التي لا تتوقف والتي تطال قياداتنا وكوادرنا وأبناء شعبنا وكافة المقاومين من مختلف الفصائل.
ولفت إلى أنه خلال العدوان من قبل الاحتلال على قطاع غزة في أيار 2021، اتخذ قرارًا بمهاجمة حافلات المستوطنين وقوات الجيش، وأنه في الثلاثين من أغسطس/ آب الماضي تم إطلاق النار على مركبة للمستوطنين ومن ثم إحراقها بعد أن تسللت إلى نابلس وأصيب في تلك العملية 5 مستوطنين، ولم يتم الإعلان عن تبني تلك العملية حفاظًا على سلامة إخواننا الذين نتواصل معهم بغزة.
ووفقًا لتقارير عبرية، فإن المعتقلة أبو سرية كانت تتواصل مع ناشط من غزة يدعى "أبو سيف" من قادة كتائب الأقصى بغزة.
وبعد التحري من قبل الصحيفة، تبين أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، اتهم الناشط "أبو سيف" بالوقوف خلف تجنيد عامل من غزة لتنفيذ عمليات داخل الخط الأخضر، حيث اعتقل العامل بعد إحراق عدة حافلات في الرملة، وخط شعارات تحمل اسم "كتائب الأقصى" في المدينة، واتهمه جهاز الشاباك بتلقي تعليمات من "أبو سيف" لشراء أسلحة وتجنيد أشخاص لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
ووفقًا لتقارير عبرية، فإن "أبو سيف"، هو مصطفى الكحلوت قيادي في كتائب الأقصى وكان على تواصل مع أبو سرية، ونسق معها الرد على اغتيال النابلسي، وقدم لها ولرفيقاتها الدعم المالي لشراء السلاح لتنفيذ عمليات إطلاق نار، كانت إحداها ضد برج عسكري في محيط مستوطنة كدوميم.
وبعد بحث عبر الانترنت، تبين أن الكحلوت كان قد تعرض لمحاولات اغتيال إسرائيلية سابقة أبرزها بقصف مركبة كان على متنها عام 2007 حين كان يقود العمليات لمجموعات أيمن جودة التي تنشط بغزة منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، وكانت تنفذ هجمات مع فصائل أخرى منها بغزة والضفة والداخل المحتل، وكان يتزعمها محمد حجازي الذي نجا هو الآخر من سلسلة اغتيالات.