معارك وتحديات كبيرة ستقرر مصير فلسطين الى أجيال قادمة..

مرحلة ما بعد الانتخابات الاسرائيلية..

السبت 05 نوفمبر 2022 09:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
مرحلة ما بعد الانتخابات الاسرائيلية..



كتب نواف الزرو:

في اعقاب نتائج الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية وصعود “كبار الزعران” لديهم الى سدة الحكم بقيادة الثلاثي الفاشي نتنياهو وسموتريتش وبن غفير الذين يتقاطعون ببرامجهم ومخططاتهم وأهدافهم الاجرامية ضد الفلسطينيين، يجب ان لا يغيب عن البال، وعن الذاكرة، وعن الاجندة السياسية والاعلامية الفلسطينية والعربية، ان الاجماع السياسي الصهيوني ذاته، يقف وراء مشروع الحروب الصهيونية العدوانية تجاه تجاه القدس والضفة الغربية من جهة اخرى وتجاه غزة من جهة اخرى، وكذلك تجاه اهلنا في المناطق المحتلة عام 1948، ويجب ان لا يعتبر الفلسطينيون من جهتهم، ان الاحتلال ينتهي عند حدود الرفض والاحتجاجات الاممية والاوروبية على قرارات الضم والتهويد الاحتلالية القادمة، أو احتجاجا على “اتفاقات ابراهام”التطبيعية  مثلا، بل ان تلك الاجراءات الاحتلالية المفروض منطقيا ان تفتح كل الجبهات مع الاحتلال، فلا مجال للاستكانة والهدوء،  ويمكن ان نقول ان هناك معارك استراتيجية باتت في الافق الفلسطيني.

والتحديات وحقول الالغام التي تواجه الفلسطينيين من الان فصاعدا، مفتوحة وبلا سقف او حدود او مساحة، فنحن نتحدث هنا عن ملفات استراتيجية كبيرة، وعن معارك استراتيجية كبيرة وطاحنة من شأنها ان تقرر مصير القضية والشعب الفلسطيني الى أجيال قادمة، فهناك اولا ملف المدينة المقدسة، التي تواجه في هذه الايام اجتياحات تهويدية وجدران حصارية خانقة، وهناك ملف مدينة خليل الرحمن التي تجمع المؤسسة السياسية والدينية الاسرائيلية، على ان الاماكن الدينية فيها مثل الحرم الابراهيمي، وكذلك البلدة القديمة تابعة لهم، وكذلك كل الاماكن الاخرى التي ترى فيها تلك المؤسسة انها اماكن دينية يهودية، يجب ان تبقى تحت السيطرة اليهودية، ناهيكم عن ملف تكتلات المستوطنات، التي يجمعون هناك في”اسرائيل”، على ضرورة ضمها الى السيادة الاسرائيلية،  يضاف الى ذلك، وقبل كل ذلك ملف تهويد الاغوار على امتداد نهر الاردن وهو الاخطر مستقبلا، وملف السيطرة على مصادر المياه، وملف الجدار، والملف الاكبر، الاكبر، وهو ملف اقامة الدولة الفلسطينية على امتداد اراضي الضفة والقطاع وفق برنامج التسوية الراحل، ويبدو ن أفق الدولة قد انتهى حاليا، ناهيكم عن معركة توحيد جناحي غزة والضفة لمواجهة هذا التصعيد الاحتلالي الخطير الذي يهدد باختطاف كامل الضفة الغربية، وهذه المعركة ستكون كبيرة وصعبة جدا..؟!!
ونقول.. اذا كان المشهد الفلسطيني الراهن، ترفرف في فضاءاته في هذه الايام رايات الصمود والتحدي والعمليات البطولية على امتداد الارض المحتلة، فان التحديات الآتية امام الفلسطينيين كبيرة واستراتيجية من الوزن الثقيل، وفي طريقهم حقول الغام لا حصر لها، تحتاج من اجل تفكيكها وتحييدها الى:

 *جملة شروط واشتراطات فلسطينية في مقدمتها تعزيز وتكريس اللحمة الوطنية الداخلية وتصليب جدرانها.
* وتحتاج ايضا في مقدمة ما تحتاجه الى جبهة عربية حقيقية(وهذه الجبهة اصبحت  حلما على الرغم من بيان القمة العربية الداعي للعمل العربي المشترك)، تتصدى الى الاجندة الصهيونية والامريكية البريطانية المتحالفة معها، الى جانب الفلسطينيين وليس من ورائهم..؟!!!
ونعتقد انه من الاولى  والاكثر جدية للعرب العروبيين او من بقي منهم، ان يكون على جدول اعمالهم دائما(ونتمسك هنا بآمالنا وطموحاتنا العروبية برغم مشهد التفكك والهوان الراهن):
-القيام بمسؤولياتهم القومية والتاريخية تجاه القدس وفلسطين والشعب الفلسطيني.
-تحشيد كل الطاقات والامكانات الممكنة وراء الشعب الفلسطيني دعما لصموده وبقائه…!
-البحث عن، وبلورة آليات عمل جادة في التصدي لقطار التطبيع مع العدو الذي يقوده الاعراب…!
– المطالبة بتأمين الحماية الدولية الفورية للشعب العربي الفلسطيني أولاً، والعمل بالسرعة القصوى من أجل تأمين الحماية العربية للفلسطينيين ثانياً.
– الوقوف ببالغ الجدية والمسؤولية القومية أمام الحرب الاستعمارية التهويدية التي تشنها وتواصلها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس والضفة.
– المطالبة بعقد محاكمة دولية لمجرمي الحرب الصهاينة بدلا من الذهاب معهم الى مؤتمرات السلام الاكذوبة…
فمن الطبيعي والمنطقي والمشروع والملح أن تسير أمور القوى العربية العروبية في هذا الاتجاه الصحيح والعاجل، وان يلملم العرب انفسهم في هذه المرحلة العصيبة والمفصلية اكثر من اي مرحلة سابقة ….؟!
كاتب فلسطيني
Nzaro22@hotmail.com