تسرب أجهزة الأمن الإسرائيلية، الجيش والشرطة والشاباك، في الآونة الأخيرة معلومات من خلال وسائل الإعلام حول تصاعد إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة وأنها ستؤدي إلى إشعال الضفة. والهدف من هذه التسريبات هو تنصل هذه الأجهزة، والحكومة، من المسؤولية عن جرائمها في كافة المجالات وبضمنها عمليات القتل الواسعة بحق الفلسطينيين.
وجاء في آخر هذه التسريبات، اليوم الجمعة، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اجتمع مع قادة الكتائب في الجيش، أمس، وبحث معهم في خطوات تتعلق بالضفة، واستعرضت خلال ذلك معطيات الجيش الإسرائيلي تُظهر تصاعد إرهاب المستوطنين، الذي يوصف بـ"جرائم قومية"، ضد الفلسطينيين.
وحسب هذه المعطيات، فإنه جرى تقديم تقارير حول أكثر من 130 اعتداء إرهابي نفذه مستوطنون في أنحاء الضفة، وأصيب فيها 27 فلسطينيا، وخاصة في منطقتي نابلس ورام الله، وفق ما ذكر موقع "واللا" الإلكتروني.
وأضاف "واللا" أنه "يدعون في الجيش الإسرائيلي أن أحداث الجرائم القومية قد تشعل مناطق يهودا والسامرة واستدراج الجمهور الفلسطيني، المنضبط بمعظمه رغم أن هذه فترة قابلة للاشتعال، إلى الشوارع وإلحاق ضرر إستراتيجي بإسرائيل".
وقال قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، يهودا فوكس، إنه "ليس بإمكان الجندي والضابط الوقوف جانبا، وعليهم الجري ومنع أحداث، واعتقال أشخاص إذا دعت الحاجة إلى ذلك".
إلا أن الغالبية العظمى من المشاهد والصور والشهادات، التي يقدمها الفلسطينيون والمنظمات الحقوقية والناشطون في إسرائيل، تؤكد أن المستوطنين ينفذون اعتداءاتهم الإرهابية على الفلسطينيين بوجود قوات الجيش الإسرائيلي ومساندة المستوطنين في اعتداءاتهم.
ولا تقتصر جرائم الجيش الإسرائيلي على مساندة إرهاب المستوطنين. وتنفذ إسرائيل، بحكومتها وأجهزتها الأمنية، جرائم أكبر بكثير من جرائم المستوطنين، مع استمرار الاحتلال وتوسيع الاستيطان ومصادرة الأراضي وإغلاق أراض زراعية أمام أصحابها الفلسطينيين تمهيد لسرقتها وعمليات القتل الواسعة.
وهاجم مستوطنون ملثمون، اليوم، قاطفي زيتون فلسطينيين وناشطين إسرائيليين في قرية جيبيا في منطقة رام الله، ووثق مقطع فيديو المستوطنين وهم يلقون حجارة باتجاه سيارات مركونة، وكسروا نوافذ 10 – 15 سيارة.
كذلك أصدر الجيش الإسرائيلي بيانا كاذبا، اليوم، جاء فيه أنه اعتقل جنديا إسرائيليا ينشط في صفوف المنظمات اليسارية، بزعم أنه ألقى مع فلسطينيين حجارة باتجاه جنود الاحتلال في جنوب جبل الخليل.
وأفاد موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني بأن شريطا مصورا من المكان لا يُظهر أي إلقاء حجارة باتجاه الجنود وعدم اعتقال أي فلسطيني. وقال ناشط إسرائيلي تواجد في المكان إن الناشطين الإسرائيليين لم يلقوا حجارة على الجنود ولم يهاجموهم، وأنهم حضروا إلى المكان من أجل مرافقة رعاة أغنام فلسطينيين.
وأضاف الناشط، الذي تحدث للصحيفة، أنه والجندي حضرا إلى المكان، ولدى وصولهما شاهدا جنودا يتحدثون مع راعي أغنام وطالبوه بمغادرة المكان بادعاء أن هذه "منطقة عسكرية مغلقة". وتابع أنه "في مرحلة ما بدأ الجنود بدفعنا".
وأوضح الناشط أن راعي الأغنام والناشطين ألقوا حجارة من ارتفاع 20 سنتيمتر باتجاه الأغنام، وأن هذه طريقة لدفع الأغنام نحو اتجاه معين، وأن هذا حدث بعيدا عن مكان تواجد الجنود.
إلا أن هذه الحقائق لم تمنع وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، من "التنديد بشكل حازم" بإلقاء الحجارة الذي لم يحدث، وأن "هذا حدث خطير وسيتم التعامل بشكل عميق للغاية". كذلك زعم كوخافي أن "هذا تصرف إجرامي مخز ومشين، يتطلب استنفاد القانون بسرعة وشدة. والجنود الإسرائيليون يعملون بحزم ضد الإرهاب دفاعا عن مواطني إسرائيل ولا يعقل أن يعاجمهم هؤلاء المواطنين (أي الجندي) بشكل عنيف".