البطش: صدى الصوت للمؤسس لم يتلاشَ رغم ارتفاع أصوات أمواجِ بحر غزة الهادرة

الأربعاء 26 أكتوبر 2022 03:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
البطش: صدى الصوت للمؤسس لم يتلاشَ رغم ارتفاع أصوات أمواجِ بحر غزة الهادرة



غزة/سما/

أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الأربعاء 26/10/2022، تمسكها بالمقاومة بكل أشكالها وفي مقدمة ذلك الكفاح المسلح كطريق لاستعادة الحقوق وطرد الاحتلال وعودة لاجئينا إلى ديارهم التي أخرجوا منها عام 1948، مشددةً على أن الشهيد المؤسس فتحي الشقاقي وضع المنهج والرؤيا والتي أضحت نبراساً لحملة مشتعل التحرير في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق.

وشدد خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، في كلمة حركة الجهاد الإسلامي خلال اللقاء الوطني (هذا نهجك والشهداء مداد) الذي تُقيمه، على شرف الذكرى الـ 27 لاستشهاد الأمين المؤسس د. فتحي الشقاقي، عن رفضها لكل أشكال التسوية السياسية مع الاحتلال الصهيوني بما في ذلك صفقة القرن الأمريكية واتفاقيات "أبرامز" أو الاعتراف المتبادل معه تحت أي ظرف من الظروف؛ فهو عدو إحلالي لا يمكن التعايش معه أو الوصول معه إلى تسويات فمكانه ليس هنا وليس في منطقتنا وسنبقى نقاتله حتى يرحل من حيث جاء.


كما رفضت كل أشكال التطبيع مع الاحتلال أو فتح العواصم أمام مستوطنيه ومن غير المفهوم والمقبول هذا التبرير من بعض الدول  لتسويغ هذه العلاقة مع المحتل .

وجددت الحركة دعوتها إلى وحدة الأمة العربية والإسلامية رغم ما أصاب الأمة من اهتزاز جراء تداعيات ما يسمى بالربيع العربي الذي ساقه الأمريكي بكل أسف إلى أتون الفتنة المذهبية والعرقية والإيغال في دماء الأمة، فيما بقي كيان الاحتلال آمنا من تداعياته ومن  مفخخاته  ولم تتجه جحافله إلى حدود فلسطين بل اتجهت للأسف إلى قلب وأكباد بعضنا البعض.

ورفضت فكرة العدو البديل ونؤكد على وحدانية العدو فلا عدو لامتنا غير الاحتلال ورعاته من الإدارات الأمريكية المتعاقبة .


وتوجهت الحركة، في ذكرى الشهادة إلى أبطالنا المقاومين  في الضفة الغربية  والقدس  وإلى كتائبنا  الضاربة هناك وفي مقدمتها كتائب سرايا القدس وعرين الأسود ولواء الشهداء .

وشددت على أن الانتفاضة الباسلة في الضفة الغربية  تسير في تشابه كبير لما واجهه المحتل قبل اندحاره  من القطاع، لذلك فلتستمر المقاومة،. ولتستمر وحدة المقاتلين في خندق المواجهة ضده.

واعتبرت الحركة، أن خطوات تحرير الضفة الغربية قد بدأت بفعل تضحيات شعبنا الذي وصل به السيل للزبى بعد أن تأكد من زيف كل الحلول والوعود الدولية البراقة التي استباحت كرامته ولم تأتِ  له بدولة ولم تحفظ له أرضه.


كما دعت الحركة إلى استعادة الوحدة الوطنية، ولذلك بذلت جهودها منذ اللحظة الأولى للانقسام لتحمي النسيج الوطني والاجتماعي ولتحمي بندقية المقاومة لوتحافظ على مسارها الطاهر، وسَعت مع كل القوى الوطنية والإسلامية لتحقيق الوحدة، وقد قدم أمينها العام السابق د شلح مبادرة النقاط العشر لذلك، كما قدم أمينها العام أبو طارق النخالة مبادرة جسر العبور للوصول إلى الوحدة على قاعدة بناء المرجعية الوطنية وحماية مشروع المقاومة.

ورحبت الحركة بكل الجهود العربية المخلصة لتحقيق الوحدة الوطنية لا سيما الجهود المصرية الشقيقة والحثيثة والجهود الجزائرية الأخيرة وتعاطت بإيجابية مع كل الدعوات الوطنية لإنهاء الانقسام،  ولا يعني عدم نجاح جهود هذه الدولة أو تلك أنها فشلت،  فالمصالحة رغم أنها تخضع لتأثيرات متعددة لكنها ما تزال قراراً فلسطينياً يستحق أن يدفع الأطراف ثمناً من أجل الوصول إليه وتحقيقه . . وفي هذا السياق تدعو الحركة جماهير الأمة وقادتها إلى دعم صمود شعبنا في القدس والعمل على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من محاولات التهويد والأسرلة.

وجددت الحركة، دعوتها لكل الأمة والمجتمع الدولي إلى ضرورة فك الحصار الظالم عن شعبنا في القطاع فمن غير المعقول أن يستمر صمت الدول العربية والإسلامية على حصار أهلنا في القطاع في الوقت الذي ترسل فيه أمريكا   دعما غير محدود  لأوكرانيا وهي بعيدة عنها آلاف الكيلومترات. 

وبينت أن فلسطين كما قال المؤسس "لا تتسع لأكثر من شعب واحد ولا تتسع  لدولتين وسيادتين ، وعلينا أن نختار إما أن تكون السيادة  بأيدينا أو أن نكون عبيدا لدى الكيان البغيض ،هذا الكيان ورغم الفرق في موازين القوى إلا أنه يمكن هزيمته وإحراز النصر عليه فالمجاهدون في كل الساحات قد شحذوا سيوفهم لمعركة التحرير والعودة.


وقال البطش :" في الرابع من يناير عام 1951 أشرقت الأرض بنور ربها  ليصدح  في أرجائها صوت الأمل لفتحي الشقاقي بالعودة إلى الديار، ومقاومة الاحتلال والتمسك بالحقوق رغم اقتلاع الاحتلال لعائلته من بلدتهم الأصلية قرية زرنوقة؛ إحدى  قرى قضاء الرملة بفلسطين عام 1948، حين هجّر العدو بدعم بريطاني وبخيبةٍ عربية كبيرة حوالي مليون فلسطيني من بيوتهم وممتلكاتهم، ليزرع مكانهم شذاذ المستوطنين من  أصقاع الأرض كلها."

وتابع :" صدى الصوت للمؤسس لم يتلاش رغم ارتفاع أصوات أمواجِ بحر غزة الهادرة ، والتي ولد في إحدى خيام مهجريّها في معسكر الشاطئ التي اقتلعتها الرياح كما اقتلعت  عصابات المستوطنين عائلته الصابرة ."

وأضاف :" سبعة وعشرون عاماً مرت بعد أن حط فارسنا المجاهد مؤسس حركة الجهاد الإسلامي رحاله شهيداً في  مالطا على خطى الصحابي الجليل" أبا أيوب الأنصاري"،   وعلى مقربة منه متسلحاً بعزم  الصحابية - أم حرام بنت ملحان  زوجة الصحابي الجليل عبادة بن الصامت التي دفنت خلال فتح قبرص "  لتلتقي روح أبو أيوب الأنصاري وروح أُم حرام بروحِ باعثِ مشروع وحدة الأمة، ومقاومة الاحتلال،  وباعث روح الجهاد والثورة في الشباب على أرض فلسطين ، وزارع بذرة الجهاد الإسلامي على أرضها شهيدنا  المفكر الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله ، وذلك بعد أن طالته يد الموساد الصهيوني لتغتاله وتصفي معه حساباً مفتوحاً مع مقاتلي شعبنا منذ النكبة في العام 1948م  عندما زادت فاتورته بفعل ضربات حركة الجهاد الإسلامي التي لم تتوقف منذ بدايات الفكرة وإرهاصاتها بدءاً بطعنات وتكبيرات الأبطال في ليال القدر في الأقصى حين كان يصدح بصوته هناك،  وصولاً لعملية بيت ليد عام 1995 أيقونة جهاد شعبنا لتلتقي أرواح استشهاديينا "الحبيب أنور سكر وصلاح شاكر" بأرواح شهداء معركة القسطل وضحايا  دير ياسين".

وزاد :" نعم إنه الشقاقي الأمين والمؤسس الذي اختط طريق الوعي والإيمان والثورة مجسداً روح التضحية والفداء، فسار على خطاه آلاف الاستشهاديين وعشرات آلاف المجاهدين من أبناء المقاومة الفلسطينية من أبطال سرايا القدس  وكتائب القسام وكتائب الأقصى  وأبو على مصطفى والمقاومة الوطنية وبقية الأجنحة العسكرية المقاتلة، ومعهم الكثير من المقاتلين في ساحات عربية وإسلامية أخرى ممن صار يؤمن أنه بدون استعادة فلسطين تبقى الأمة منقوصة الكرامة والسيادة."


وأكد القيادي البطش، أن الدكتور الشقاقي وضع المنهج والرؤيا، والتي أضحت نبراساً لحملة مشتعل التحرير في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق، وباتت معايير ومحددات الصراع التي وضعها الدكتور الشقاقي برفقة إخوانه المؤسسين تشكل طوق نجاة في أخطر الأزمات وأشد الظلمات حلكة في عالمنا العربي خاصة في عشرية ما يسمى بالربيع العربي ، فلم تهتز محددات الموقف الجهادي من وحدانية العداء للمشروع الصهيوني، ولا من مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية والإسلامية، ولا من التمسك بمشروع  وحدة الأمة الكبرى بمكوناتها الفقهية والعرقية والقومية والإسلامية والمسيحية العربية التي تقاتل الاحتلال، حيث تقف كل هذه المكونات لتحمي حقوق الأمة وتمنع المحتلين من سرقة خيراتها وهدر كرامتها، ولا بد من ضرورة وحدة البنادق في خندق المواجهة مع المحتل بين المقاتلين كما تجسدها اليوم كتائب جنين وقائدها الشهيد جميل العموري وكتيبة طوباس وكتيبة طولكرم وكتيبة نابلس وكذلك مجموعات لواء الشهداء ومقاتلي "عرين الأسود في نابلس، والتي فشل الاحتلال أمس في  تصفيتها وبقيت شامخة شموخ جبال جرزيم وعيبال وجبال الخليل ،فتحية إلى مقاومتنا الباسلة في الضفة الغربية والتحية إلى شهدائها الأبرار ،  

وقال :" في ذكرى الدم والشهادة .. ذكرى الوفاء للمؤسس ورفاقه الأوفياء من الشهداء والأحياء من قادة حركتنا الأبية التي لم ينقطع المدد الإلهي لها ، حيث صار خليفته الدكتور رمضان شلح على نهجه وحمل الأمانة بصدق وإخلاص ليحمي وصيته ويصون عهده، ويمضي المشروع  ليتسع ويتعزز وصولاً لأمين  الدم والشهادة  الأخ المجاهد أبو طارق النخالة حفظه الله، ليستكمل مفردات الشقاقي ومحددات شلح في إبقاء جذوة الصراع متقدة في مواجهة العدو الصهيوني وصولاً لتقاطع بنادق مقاتلي حلف القدس ومحور المقاومة على أرض فلسطين تجسيداً لمفهوم وحدة الساحات التي وضعتها الحركة كإحدى الخطوات الضرورية لتحقيق النصر على العدو ."

وبين القيادي البطش أن الشقاقي، أعادَ تموضع الحركة الإسلامية في مواجهة الاحتلال والمشروع الغربي بالمنطقة ، كما تبنى فكرة تصحيح العلاقة بين القومي والإسلامي للنهوض بالأمة واستعادة دورها ونهضتها إدراكاً منه لأهمية هذه المكونات.

"كما  نجحت في تجاوز المذهبية الفقهية وصولاً إلى رحابة الإسلام المحمدي الذي جاء به سيدنا محمد ص، وإعادة الاعتبار للبندقية المقاتلة كي تقاتل وفق مشروع حضاري واضح، وليس لأجل مشروع سياسي مرهون بموازين القوى التي تصب في غير صالحنا الآن."

وبين القيادي البطش أن د. فتحي الشقاقي أعلن بوضوح في غير محفل رفضه لكل مشاريع التسوية مع المحتل والتخلي عن المقاومة وأكد تمسكها بسلاح القسام والحسيني والقاوقجي، وغيرهم من قادة شعبنا.

كما أكد على اعتبار فلسطين قضية الأمة المركزية ومعيار كرامتها وعزتها وصحوتها، ودعا منذ التأسيس والنشأة إلى وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة مقاتليه في خندق الجهاد والمقاومة.


وقال البطش :" فلقد قتله العدو في مالطا لكنه لم يقتل فكرة الجهاد في نفوس مجاهديه وتلاميذه ورفاق دربه فحمل الراية من بعده رفيق دربه د رمضان شلح ليسقي غرس الجهاد ويحمي عرين الشقاقي ويثار له ولجنده الميامين بسلسلة من عمليات الثأر المبارك التي أعلن  عنها  أمين عهده أبا عبد الله، بل ازدادت قوة الحركة وتوسعت حاضنتها الشعبية."

وتابع:" لقد كان لحركة الجهاد شرف لا تدعيه في شق طريق العمليات الاستشهادية بدءاً من محاولة المجاهدة عطاف مروراً بأنور عزيز  وبيت ليد، وصولاً لعشرات العمليات التي قادها محمود الخواجا والدبش ومقلد حميد والدحدوح والشيخ خليل، وقيادة معركة جنين التي قدمت فيها سرايا القدس قادتها الكرام طوالبة وبدير ولؤي السعدي وصوالحة والعبيدي،  وقائمة طويلة من الشهداء الكرام البررة. "

واستطرد :" لقد كان ميلاد الشقاقي الحقيقي ليس الرابع من يناير عام 1951 بل يوم إعلان مشروعه الثوري " الإسلام .فلسطين. الجهاد."، نعم لقد اغتالوك في السادس والعشرين من  أكتوبر 1995 لكنهم لم ينجحوا باغتيال المشروع، ولم يغيروا مسار حركة الجهاد الإسلامي التي صارت رقماً صعباً إلى جانب قوى المقاومة على أرض  فلسطين."

وتابع :" لقد عمّدت الحركة بدماء شهدائها في معركة زقاق الموت ومعركة جنين وما تخوضه كتائب سراياها  المقاتلة في شمال الضفة الغربية روح الأمل من جديد في ربوع الضفة الغربية وربوعها بفعل  إنجاز أبطال جلبوع في نفق استعادة  الحرية  للأبطال " محمود-محمد- يعقوب- أيهم –مناضل –زكريا " ليستلهم البطل / جميل العموري قوة اللحظة ويؤسس كتيبة جنين المباركة ويكسر حاجز  السور الواقي  الثقيل   وليعطي شرارة البدء لانتفاضة الضفة المحتلة لتتسع يوماً بعد يوم ، ولتستمر الحركة في عطائها ولتقدم خيرة قادتها في معركة وحدة الساحات "القائد الحبيب  تيسير الجعبري والقائد الحبيب خالد منصور ومن قبلهم صيحة الفجر ثأراً لدماء الشهيد بهاء أبو سليم وأبو هربيد والقائمة تطول من التضحيات .