كشفت القناة الإسرائيلية العامة "كان 11"، مساء اليوم الثلاثاء، أنّ الأوامر التي أصدرتها القيادة السياسية في إسرائيل بشأن عملية اجتياح نابلس شمالي الضفة الغربية، الليلة الماضية، قضت باغتيال زعيم مجموعة "عرين الأسود" وديع الحوح، وعدم الاكتفاء باعتقاله، رغم بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، قال فيه إنّ هدف العملية كان "اعتقال مطاردين".
وذكرت القناة الإسرائيلية العامة، أنّ قوات من وحدة النخبة (سيرت متكال) في جيش الاحتلال، شاركت في عملية اجتياح نابلس، وأسفرت عن استشهاد 5 من عناصر "عرين الأسود".
وهدد وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، مساء اليوم الثلاثاء، بأنّ دولة الاحتلال ستواصل مطاردة عناصر المقاومة في كل مكان، رافضاً التطرق إلى عمليات الجيش بالتفاصيل، مضيفاً أنّ عناصر مجموعة "عرين الأسود" "ظنوا أنهم في مكان آمن وقد فوجئوا بعكس ذلك"، وستعمل إسرائيل في كل مكان يلزم.
وبشأن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، قال غانتس: “نحن سعداء بهذا التنسيق ونعمل عليه منذ فترة طويلة، ولكن حيث يوجد خطر على الإسرائيليين لن نمتنع عن العمل ضد الإرهاب”. وفق تعبيره.
وحول لقاءاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جدد غانتس أقواله القديمة: “أتحدث إلى كل من هو ممكن، وأقاتل من هو ضروري”.
ونفى أن تكون لعملية نابلس أي علاقة بانتخابات الكنيست أو أنها خطوة سياسية، مؤكدًا على أنها نفذت لاعتبارات أمنية فقط
من جهته قال كوخافي، إن ما جرى الليلة الماضية في نابلس يثبت أنه لا يوجد “مخبأ للإرهابيين”، وسنصل إلى كل مدينة وحي ومنزل وسرداب، ونهاية كل “إرهابي” إما الاعتقال أو القتل.
وادعى كوخافي في حفل لإحياء ذكرى قتلى إسرائيليين، إن العملية نفذت بعد الحصول على معلومات استخباراتية قوية ودقيقة، ضد نشطاء وصفهم بـ “الإرهابيين” ألحقوا الأذى بالإسرائيليين والجنود.
وبين أن قواته تخوض حربًا معقدة منذ سبعة أشهر بعد بدء عملية “كاسر الأمواج”، والتي تم خلالها اعتقال نحو 1500 فلسطيني، وقتل العشرات، وإحباط المئات من الهجمات، مشيرًا إلى أن الجيش والشاباك يديران إجراءات مضادة تعتمد على الكثير من “المهارة والمهنية عالية الجودة” والعمل في أكثر الأماكن خطورة.
ولفت إلى أن قواته لديها حرية العمل الكامل لإزالة أي خطر من أجل “محاربة الإرهاب”. وفق تعبيره.
وكان المراسل العسكري للقناة أشار أيضاً إلى أنّ جيش الاحتلال تواصل مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بعد بدء المعارك التي دارت وخلالها.
وغرد غانتس، اليوم الثلاثاء، ناشراً صورة تجمعه برئيس الشاباك رونين بار، فيما كان رئيس حكومة الاحتلال يئير لبيد قد أبلغ الإذاعة العامة "ريشت بيت"، صباح اليوم، بأنّ العملية كانت "معقدة وشائكة، واستغرقت عدة أيام من التحضير".
واستشهد خمسة فلسطينيين، بينهم قيادي في مجموعة "عرين الأسود"، خلال عملية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة في مدينة نابلس، ليل الإثنين الثلاثاء، فيما استشهد شاب في قرية النبي صالح شمال غربي رام الله وسط الضفة.
واستشهد القائد الميداني وديع الحوح، وأصيب عدد آخر من المقاومين الفلسطينيين بجراح، بعد قيام قوات الاحتلال بمحاصرة منزل كانوا يتواجدون فيه في منطقة حوش العطعوط بالبلدة القديمة، حيث شرعت قوات الاحتلال بقصفه وتفجيره بصواريخ مضادة للدروع، وبقنابل متفجرة باستخدام الطائرات.
وأسفرت العملية العسكرية، التي لم تشهد نابلس مثلها منذ عملية "السور الواقي" عام 2002، عن استشهاد خمسة فلسطينيين: هم الحوح، وحمدي القيّم، وعلي عنتر، وحمدي شرف، ومشعل بغدادي، فضلاً عن إصابة 20 آخرين بجراح، وصفت المصادر الطبية إصابة بعضهم بالخطرة.