تتجه أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي إلى تبني إستراتيجية الاغتيالات في محاولة لمواجهة مجموعة "عرين الأسود" في نابلس، وذلك بحسب ما أفادت التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء الأحد، في أعقاب استشهاد القيادي في "عرين الأسود"، تامر الكيلاني، في عملية اغتيال بعبوة لاصقة زرعها الاحتلال.
وأشار المحللون العسكريون في وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، ووزير أمنه، بيني غانتس، تبنيا توصيات الشاباك بتجنب المواجهة المباشرة بين قوات الاحتلال مع مقاتلي مجموعات "عرين الأسود" التي تنشط في منطقة بنابلس، حفاظا على أرواح جنود الاحتلال.
وفي حين لم يتبن الاحتلال رسميا عملية الاغتيال التي أسفرت عن استشهاد الكيلاني، أفادت التقارير الإسرائيلية بأن الشاباك أوصى القيادة السياسية في إسرائيل، باتباع نهج الاغتيالات ضد مقاتلي "عرين الأسود"، وأشارت تقديرات أجهزة أمن الاحتلال التي أوردتها القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن الأيام المقبلة قد تشهد تنفيذ المزيد من عمليات الاغتيال التي تستهدف مقاتلي "عرين الأسود".
وقال المراسل العسكري للقناة، نير دفوري، إن "لبيد وغانتس وافقا على توصية الشاباك ضد مجموعات ‘عرين الأسد‘، وتقرر التصرف بشكل مختلف هذه المرة وتغيير أسلوب العمل"، مشيرا إلى حالة التأهب التي أعلنها الاحتلال في صفوف قواته في منطقة نابلس، خشية من إقدام الشبان الفلسطينيين على عمليات تستهدف قوات الاحتلال انتقاما من تصفية الشهيد الكيلاني.
واعتبر دفوري أن عملية اغتيال الكيلاني "تدل على اختراق استخباراتي وقدرة استخبارية عالية، وذلك عبر الوصول إلى الشخص المطلوب في أكثر الأماكن التي يشعر فيها بالأمان"، في إشارة إلى أحياء البلدة القديمة في مدينة نابلس، شمالي الضفة المحتلة.
وزعمت التقارير الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية تعتقل 10 عناصر من أجهزتها الأمنية في أريحا، للاشتباه بارتباطهم بشكل أو بآخر في عمليات نفذت ضد قوات الاحتلال في الضفة، معتبرة أن الأجهزة الأمنية هي ذاتها نقطة ضعف إذا ما نجحت مجموعات "عرين الأسود" في تجنيد أو استمالة عناصر في أمن السلطة للمقاومة المسلحة، واصفة الأجهزة الأمنية "عقب أخيل" السلطة.
من جانبه، وصف المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلي ("كان 11")، روعي شارون، عملية اغتيال الشهيد الكيلاني بأنها "تصعيد لسياسة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المتمثلة في استخدام القوة" ضد المقاومين الفلسطينيين الذين ينشطون شمالي الضفة.
وأضاف أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن "السلطة الفلسطينية غير قادرة على التعامل مع مجموعات ‘عرين الأسود‘"، فيما أفادت "كان 11" بأن عملية اغتيال الكيلاني ستصعب أنشطة أجهزة أمن السلطة في البلدة القديمة في نابلس، في إشارة إلى ملاحقة مقاتلي "عرين الأسود".
وذكرت القناة أن أجهزة أمن السلطة توصلت إلى خلاصة من خلال التواصل الاستخباراتي مع جهات مقربة من مجموعات "عرين الأسود"، وهي أن عمليات الاغتيال لن تردع مقاتلي "عرين الأسود" عن تنفيذ المزيد من العمليات ضد قوات الاحتلال، وأضافت "إنهم عازمون ومصممون ولا يخشون أن يقتلوا من أجل القيام بهجوم انتقامي" على عملية اغتيال الكيلاني.
من جانبه، ذكر موقع "واينت" أن لبيد وغانتس طالبا جيش الاحتلال والمستوى الأمني بتجنب تنفيذ عملية عسكرية واسعة في الضفة خلال الفترة المقبلة، بسبب اقتراب موعد الانتخابات العامة الإسرائيلية، وتقليص عدد الضحايا في جيش الاحتلال، وفي محاولة للسماح بتعزيز السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية تفاديًا لانهيارها.
ورأى المحلل العسكري للموقع، رون بن يشاي، أن التصعيد في المقاومة الشعبية المتمثل بإلقاء الحجارة والزجاج الحارق الذي بدأ قبل ثمانية أشهر لن ينحسر، بل إنه يتعاظم، طالما أن بؤرتي العمل المقاوم (مخيم جنين ونابلس) نشطتان، معتبرا أن ذلك ما دفع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، باتخاذ قرار، في الأسبوع الماضي، بالتعامل بشكل عاجل مع "عرين الأسود" والمقاتلين الذين ينطلقون من مخيم جنين.
ونشرت "عرين الأسود"، ظهر الأحد، مقطع فيديو يوثق لحظة زرع أحد العملاء القنبلة اللاصقة على دراجة بقيت مركونة في المكان وانفجرت لحظة مرور الشهيد الكيلاني. وأوردت "العرين" في بيان لها أن "الاحتلال الغادر وضع (للشهيد) عبوة (تي أن تي) لاصقة على طريقة اغتيال الناني جوابرة (أسامة جوابرة) رحمه الله والقذافي أبو سرية (باسم أبو سرية) رحمهم الله جميعاً"، مضيفة أن "هذا الاحتلال لا يواجه بشرف العسكرية ولا يعلم عنها شيئا ولم يدرسها ولم يدرس إلا طرق الخسة والنذاله والغدر هو ومعاونوه، إننا في مجموعة عرين الأسود نعدكم ونقسم أن نكشف تفاصيل اغتيال الشهيد تامر ونعد الاحتلال وكوخافي في ليلته الأخيرة برد قاسٍ وموجع ومؤلم".