خبر : جامعة الأزهر تفتتح المؤتمر العلمي " محمود درويش- شاعر فلسطين القضية والإنسان"

الأحد 25 أكتوبر 2009 05:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
جامعة الأزهر تفتتح المؤتمر العلمي  " محمود درويش- شاعر فلسطين القضية والإنسان"



غزة / سما / افتتحت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الأزهر بغزة فعاليات المؤتمر العلمي المحكم "محمود درويش شاعر فلسطين القضية والإنسان"، وذلك في فندق الحلو الدولي بالمدينة. وحضر الفعاليات الشيخ يوسف سلامة نائب رئيس مجلس الأمناء وأعضاء المجلس، والدكتور جواد وادي رئيس الجامعة، والدكتور عبد الكريم نجم النائب الأكاديمي، والدكتور جبر الداعور النائب الإداري والمالي ومجلس الجامعة، وعدد كبير من الشخصيات الرسمية والاعتبارية والأكاديمية، ورؤساء الجامعات الفلسطينية والمثقفين وأساتذة الجامعات وممثلي الفصائل الوطنية، وحشد من موظفي وطلبة الجامعة. وتحدث د. سلامة عن مكانة درويش بين أبناء شعبه وأبناء أمته، وقال إنه استطاع تجسيد قضيته فلسطين التي عاش من أجلها ورحل من أجلها ومات مدافعاً بقلمه وصوته عن شعبه المظلوم المضطهد الذي هجر عن أرضه وسلبت حقوقه وكان له شرف التوقيع على وثيقة الاستقلال في الجزائر ليتجذر في أعماق فلسطين الحبيبة. وأشار إلى المكانة الأدبية والشعرية التي حظي بها درويش الذي كان نموذجا وطنياً يحتذى به، مؤكداً على أهمية الشعر في حياة الشعوب وكيف اهتم الشعراء الأوائل أمثال زهير بن أبي سلمى بالأخلاق والفضائل الحميدة، موضحاً أن الشاعر درويش كان علماً من أعلام الأدب في الشعر العربي في أشعارهم إلى جانب العديد من العلماء والأدباء ممن أنجبتهم فلسطين فكانوا نبراساً على الطريق. وقال د. وادي إن درويش لم يكن شاعرًا أسطورياً فحسب بل مناضلا عبر بكلماته عن عميق انتمائه لقضيته وإحساسه المرهف لمعاناة الإنسان الفلسطيني فحارب الاحتلال ورفض التنازل وطبب الجراح وحاكى العقول وخلجات النفس. وأضاف أن المؤتمر يأتي كصرخة مدوية في وجه المحتل ومخططاته، ليؤكد على صمودنا واستمرارنا فوق أرضنا وقدرتنا على الإبداع والبحث العلمي.  وقدم وادي الشكر للقائمين على المؤتمر وللعلماء والمفكرين والمشاركين والمساهمين في هذا الانجاز والحدث العلمي الكبير، الذي تمتزج خلاله القيم العلمية والفكرية والثقافية لتوثيق إنتاج علمي وبحثي متقدم ومتميز وهادف. بدوره، أشاد الدكتور محمد صلاح أبو حميدة رئيس المؤتمر وعميد كلية الآداب بكل من ساهم في إنجاح المؤتمر الذي يقام تقديراً لشاعر مبدع مثل رمزاً من الرموز الوطنية، مشيراً إلى أن الجامعة والقائمين يشعرون بالاعتزاز والفخر بعقد هذا المؤتمر العلمي لعلم من أعلام الشعر الفلسطيني والعربي ممن تركوا بصمات واضحة على صفحات عقول أطفالنا وشبابنا وشيوخنا ونساءنا ليجسد معاناتهم في اللجوء والاغتراب. وأشار أبو حميدة إلى أن درويش نفذ شعره إلى قلب كل عربي وسكن بقصائده في الشرايين ليعانق المشاعر المتوهجة فأحب الوطن وظل مسكوناً بحبها وعشقها مما جعله لأن يكون أنموذجاً فنياً جديد وأن تحمل إبداعاته كافة المحافل الأدبية وتفوق طاقاته إمكانات النقاد وأرباب العلوم. وتحدث الدكتور صادق أبو سليمان رئيس اللجنة التحضيرية عن مراحل الإعداد للمؤتمر، مشيراً إلى أن الجامعة رأت من الواجب الاحتفاء بعميد الأدب العربي المعاصر والفارس الفلسطيني، الذي ترجل ليترك أمانة التسابق نحو الإبداع، مشيرا إلى الاحتفاء الأول للراحل، الذي جرى العام الماضي في ندوة متخصصة، تحت عنوان ’محمود درويش شاعر القامة والهامة’. وأشار د. أبو سليمان إلى جهود اللجنة التحضيرية للمؤتمر وبمعاونة عدد من دوائر الجامعة وأقسامها، والتي دعت الباحثين والدارسين في مختلف كليات الآداب في الجامعات الفلسطينية واعدت مطوية تعريفية بالمؤتمر ومحاوره بالرغم من الحصار الخانق على غزة  الذي أثر على المشاركات الخارجية. ودعا الجامعة وكلية الآداب إلى اعتبار هذا اليوم انطلاقة لمؤتمراتها العلمية السنوية يبدأ الإعداد له منذ هذه اللحظة ليكون منارة علمية وتوجه بالشكر والامتنان لكل من أسهم في إنجاح المؤتمر تجهيزاً وتصميماً ومشاركةً وتشجيعاً ورئيس وإدارة الجامعة والكليات والدوائر والأقسام المختلفة واللجنة التحضيرية لدورهم الكبير في إنجاز المؤتمر. وقدم القاص والأديب الفلسطيني غريب عسقلاني شهادات أدبية عن حياة الشاعر الراحل درويش تعلقت بإبداعاته الشعرية ومشاركاته الأدبية والأوسمة، التي حصل عليها وأشهرها وسام الفارس لدوره في إثراء الثقافة الإنسانية باعتباره علامة بارزة في العصر الحديث. وترأس الجلسة الأولى للمؤتمر، د. حماد أبو شاويش، الذي أكد في كلمته على قدرة الشاعر درويش في توظيف التراث لما فيه أصالة فنية وطاقات تعبيرية غير محددة وتوجيه الخطاب إلى المحتل، وإرسال رسالة له محملة بالمعاني الإنسانية وكذلك قدرته على توظيف عدد من الرموز الدينية للتعبير عن مأساة الشاعر وشعبه.  وتحدث د. سعد العزايزة عن توظيف درويش للتراث التاريخي والإسلامي في شعره، حيث وصفه بأنه  كان مبدعاً في التعبير عن ماضي وحاضر ومستقبل شعبه.  أما د.خضر محجز فتحدث عن البنية السردية في قصيدة الراحل للبحث عن إجابات لأسئلة شعبه الكبرى فقدم قصيدة الدايلوج التي تعتمد على الحوار. وتطرق الدكتور محمد صلاح أبو حميدة إلى الإبداعات الشعرية في الرسائل بين محمود درويش وسميح القاسم فكان تواصلاً أدبياً جسد القضية الوطنية وما عانى منه الإنسان الفلسطيني. وفي الجلسة الثانية قدم الدكتور فاروق مواسي ورقة عمل تحت عنوان ’ المالئ الجديد للدنيا والشاغل للناس، درويش المتنبي الأخر’ مقدماً صفحات جميلة من حياته الأدبية. وأشار د. صالح رجب إلى المفارقة في شعر درويش وديوانه عاشق من فلسطين من فلسطين. وتحدث د. عبد الجليل صرصور عن تجليات الضمائر في قصيدة درويش ’ رب الأيائل يا أبي ربها للشاعر’. وكان حفل الافتتاح اشتمل على العديد من العروض الفنية والدبكة الشعبية والإلقاء الشعري، كما تم عرض فلم تسجيلي عن حياة ونشأة الشاعر محمود درويش من إنتاج كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الأزهر. وتستمر فعاليات المؤتمر يوم غد الاثنين في قاعة المؤتمرات بمبنى الكتيبة بالجامعة، وسيشمل عرضاً وتقديم العديد من الأبحاث وأوراق العمل، التي تتحدث عن إبداعات فارس المؤتمر الشاعر محمود درويش.