قالت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعد، وفق ما يراه خبراء، لـ"تصعيد كبير" في النزاع مع أوكرانيا، مضيفة أن ساكن الكرملين مصمم على إظهار نيته استخدام أسلحة الدمار الشامل من خلال إجراء تجربة نووية على الحدود الأوكرانية.
وأضافت الصحيفة أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" قد يكون أرسل تحذيراً للدول الأعضاء المنضوية ضمنه من إقدام بوتين على إجراء اختبار نووي وشيك، موضحة أن الكرملين أظهر نيته في الآونة الأخيرة بشأن استعداده للتصعيد بعد الهزائم التي تعرض لها الجيش الروسي على ميدان المعركة.
وكشفت "ذا تايمز" أن المخاوف بشأن تلميحات بوتين السابقة بشأن إمكانية لجوئه لمثل تلك التكتيكات تضاعفت أمس الأول الأحد بعد أنباء عن توجه قطار روسي تقوده وحدة سرية مختصة بالأسلحة النووية نحو أوكرانيا.
وأوردت الصحيفة أن المختص بشؤون الدفاع المقيم ببولندا، كونراد موزيكا، قال إن القطار الذي شوهد بروسيا الوسطى مرتبط بالمديرية الثانية عشرة بوزارة الدفاع الروسية، مضيفاً أن تلك المديرية "مسؤولة عن الذخائر النووية، وتخزينها، وإصلاحها، ونقلها، وتوزيعها على الوحدات العسكرية".
في المقابل، أوردت الصحيفة عن مصدر عسكري رفيع، لم تكشف هويته، قوله إن ما يجري هو في سياق إظهار مدى استعداد بوتين لكون استخدام الأسلحة النووية قد يصل مداه إلى البحر الأسود.
وفيما أعرب المصدر ذاته عن اعتقاده بأن يلجأ الروس على الأغلب لإظهار قوتهم النووية، قال إنه لا يمكن استبعاد أن يستخدم بوتين سلاحاً نووياً تكتيكياً بأوكرانيا. وأضاف أنه في حال إقدامه على ذلك فإن الرئيس الروسي يواجه خطراً كبيراً. وأوضح المصدر نوعية ذلك الخطر بالقول: "قد يخطئ القصف هدفه ويتم عرضياً قصف إحدى المدن الروسية المتاخمة للحدود الأوكرانية مثل بلغرود".
إلى ذلك، قالت "ذا تايمز" إنه يعتقد أن حلف شمال الأطلسي قد أرسل تقريراً استخباراتياً للدول الأعضاء والحلفاء لتحذيرهم من الخطط الروسية لاختبار حاملة التوربيدات المسيرة ذات القدرات النووية، التي تحمل اسم "بوسايدون" وتعرف بأنها "سلاح نهاية العالم".
ونقلت الصحيفة أن الغواصة الروسية "كي-329 بلغود" التي تحمل "بوسايدون" يعتقد أنها في طريقها نحو القطب الشمالي، مضيفة عن صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية أن الروس على وشك إجراء الاختبار بمنطقة بحر كارا، شمالي سيبيريا.
تعليقاَ على ذلك قال الأستاذ الجامعي البريطاني، اندروا فوتر، المختص بالأسلحة النووية، إن الغواصة النووية بإمكانها تنفيذ العديد من المهام التكتيكية، وهي ليست فقط بنية حاملة لأسلحة ذات قدرات نووية. وأشار إلى أنه، كما الحال بالنسبة للقطار النووي، فإن روسيا تحاول إرسال تحذيرات للغرب للكف عن التدخل في الصراع مع أوكرانيا.
أما مدير البحث بمجلس الشؤون الاستراتيجية في بريطانيا، جايمس روجيرز، فقال إنه لا يستبعد تنفيذ ضربة نووية روسية لوقف تقدم القوات الأوكرانية، مهما بدا الأمر غير محتمل وقوعه.
وجاء في تصريحه للصحيفة: "بالنظر إلى جودة اتخاذ القرار بالكرملين في الوقت الراهن، لا يمكن استبعاد أي شيء. الروس بات يعتريهم اليأس أكثر، لكن قد يكون ذلك تصعيداً دراماتيكياً وقد تندد به بالتأكيد دول مثل الهند والصين".
وبخصوص طبيعة الرد الغربي في حال شن روسيا ضربة نووية بأوكرانيا قالت "ذا تايمز" إنه لم يتضح بعد. وعن ذلك، رجح روجرز أن تكون من بين الردود الغربية المحتملة في حال تنفيذ روسيا ضربة نووية بأوكرانيا شن هجمات إلكترونية موسعة، وكذلك تشديد "الخنق الاقتصادي وتخصيص المزيد من الدعم للحكومة والقوات الأوكرانية".