خبر : سيناريوهات تصعيد اعلامي وانقسام وقطيعة بعد مرسوم الانتخابات الفلسطينية

السبت 24 أكتوبر 2009 05:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
سيناريوهات تصعيد اعلامي وانقسام وقطيعة بعد مرسوم الانتخابات الفلسطينية



غزة رام الله توقع محللون فلسطينيون تصعيدا اعلاميا غير مسبوق بين حركتي فتح وحماس بعد قرار الرئيس محمود عباس تنظيم الانتخابات والذي رفضته بقوة حركة حماس, وحذروا من سيناريوهات انقسام سياسي كامل وقطيعة دائمة.واصدر الرئيس عباس مساء الجمعة قرارا رئاسيا لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في 24 كانون الثاني/يناير المقبل في كافة الاراضي الفلسطينية.وسارعت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الى رفض الدعوة واعتبرتها "غير شرعية وغير دستورية".وتوقع استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة مخيمر ابو سعدة تصعيدا كلاميا وحربا اعلامية "اكبر" بين فتح وحماس, خصوصا بعد التصعيد الاعلامي الذي شهدته الاسابيع الثلاثة الماضية.وما يمهد لهذا التصعيد ان قرار عباس ياتي بعد اتساع الهوة بين مواقف طرفي النزاع الفلسطيني الداخلي اثر تبادل الاتهامات القاسية بعد تاجيل التصويت على تقرير غولدستون الذي يتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة, والذي اقره لاحقا مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة.وما زاد من الفجوة بين الحركتين بحسب ابو سعدة هو رفض حركة حماس توقيع اتفاق المصالحة الذي ترعاه مصر بسبب "تحفظات" عن بعض البنود فيه. وكان مقررا عقد حفل التوقيع في 25 تشرين الاول/اكتوبر الجاري في القاهرة, في وقت وقعت فتح هذه الوثيقة.واعلنت حماس انها لن تسمح باجراء الانتخابات في قطاع غزة من دون توافق وطني معها.وتبدو اخطر تداعيات اجراء الانتخابات في الضفة الغربية وحدها "ضياع النظام السياسي الفلسطيني والبرنامج الوطني" بحسب استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاسلامية وليد المدلل.وفي هذا الاطار, لم يستبعد ابو سعدة اقدام حماس "مستقبلا" على اعلان انتخابات رئاسية وتشريعية في قطاع غزة وحده وهذا "يعني انقساما سياسيا وقطيعة دائمة".ويختلف مصطفى الصواف رئيس التحرير السابق لصحيفة "فلسطين" الصادرة من غزة مع ابو سعدة ويرى ان حماس "لن تقدم" على انتخابات في غزة "لاننا سنصبح في كيانين وكاننا دولة في غزة ودولة في الضفة وحماس تدرك ان الكل الفلسطيني يرفض هذا التوجه".ومن السيناريوهات التي يراها المدلل "انه يمكن اجراء الانتخابات في الضفة والاعتراف عربيا ودوليا بمشروعية الرئيس ابو مازن والاستفراد به وبالتالي عزل حماس, واعطاء مبرر لاسرائيل بانه لا يوجد شريك سياسي فلسطيني".وعليه حذر النائب المستقل في المجلس التشريعي الفلسطيني المقيم في رام الله حسن خريشة في تصريح لفرانس برس من انه "اذا جرت الانتخابات من دون التوافق مع حماس فان الاراضي الفلسطينية ستصبح بلدين (الضفة وغزة) والسلطة سلطتين".لكن الصواف الذي يصف قرار ابو مازن بخطوة "تكتيكية" لدفع حماس الى توقيع ورقة المصالحة, يعتقد ان مصر ستقوم باعادة فتح ورقة المصالحة والاخذ بالتعديلات التي تريدها حماس وفصائل اخرى باتجاه تنظيم انتخابات عامة "تشكل الحل, لان الانتخابات في الضفة فقط تعني الانتحار السياسي لابو مازن وتكريس الانقسام".ولم تحدد مصر موعدا للقاء مع حماس بعد رفض الاخيرة توقيع الورقة.ويرى ابو سعدة ان اجراء فتح للانتخابات في الضفة وحماس في غزة سيدخل الفلسطينيين في ما هو "اسوأ من نفق مظلم" وقد يدفعهم الى القبول "بتدويل القضية او بوصاية عربية".وبحسب ابو سعدة ربما تراهن حماس على انجاز صفقة تبادل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط لتحقيق "بعض القبول الدولي وتخفيف الحصار عن غزة وهذا امر وارد".فيما يرى المدلل العكس ويقول ان اجراء الانتخابات في الضفة "سيزيد من حصار غزة وسيغري اسرائيل للقيام بعدوان اكبر خصوصا على القدس".وابقى ابو مازن الباب مفتوحا للمصالحة, وقال في كلمة امام المجلس المركزي لمنظمة التحرير في رام الله السبت "نؤكد اننا مصممون على المصالحة, ولا بد ان نصل الى المصالحة". وتابع ان "الانتخابات استحقاق قانوني ودستوري ودرسناه جيدا في المؤسسات الفلسطينية قبل ان نعلنه وخاصة بعد افشلت حركة حماس الجهود المصرية للمصالحة".ويعتقد الصواف ان ابو مازن قد يؤجل الانتخابات في قرار لاحق. ويتوافق ابو سعدة مع هذا الموقف. ويقول ان لجنة الانتخابات المركزية ستدعو الى ارجاء الانتخابات بعد تاكدها من عدم امكان اجراء تحضيرات في غزة لعقدها.وتنص الورقة المصرية على تاجيل الانتخابات الى حزيران/يونيو العام المقبل.ويحذر المحللون من ان "الصراع مع الاحتلال والاستيطان والقدس لم تعد هي القضايا الاساسية للفلسطينيين بل اصبحت المشاكل الداخلية اساسا, وهذا امر في غاية الخطورة على مجمل القضية الفلسطينية". من عادل الزعنون