استقبلت جماهير حاشدة من أبناء شعبنا، بالهتافات والأغاني الوطنية، الرئيس محمود عباس، لحظة وصوله أرض الوطن، اليوم الأحد، عائدا من نيويورك بعد خطابه المهم الذي ألقاه في الأمم المتحدة، ولاقى ترحيبا شعبيا واسعا.
ولحظة وصول موكب الرئيس منتصف جمع المواطنين، الذين اصطفوا على جانبي الطريق من مدخل البيرة الشمالي، أحاطت جماهير غفيرة بالسيارة التي كان يستقلها، فاجأهم بالترجل منها والسير بينهم ومصافحتهم والتحدث إليهم، فيما حمله المواطنون على الأكتاف بينما كان يلوح للمحتشدين وسط هتافات صاخبة تجدد البيعة له.
وكان على رأس الحشود المستقبلة للرئيس السيدة لطيفة أبو حميد، والدة الأسير المريض ناصر أبو حميد، حيث حرص الرئيس على مصافحتها والتحدث إليها، والتي بدورها شكرته على موقفه الثابت من قضية الأسرى في سجون الاحتلال، وخاصة قضية نجلها ناصر، والتي كانت حاضرة شخصيا في الأمم المتحدة حين ذكر الرئيس في خطابه قضيتها وقضية ابنها الذي يصارع الموت وسط إهمال طبي من سلطات الاحتلال.
وكانت أعداد كبيرة من المواطنين، بينهم مسؤولون وقياديون فصائليون ونقابيون ورجال دين، بدأت منذ ظهر اليوم بالتجمع عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة وعلى طول الطريق المؤدية إلى منزل الرئيس، يحملون علم فلسطين وصور الرئيس ولافتات تؤكد التفاف الشعب الفلسطيني حول سيادته، معبرين عن فخرهم بخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أكد فيه على الثوابت الوطنية وعبر عن صوت وطموح شعبنا، ونقل معاناته إلى أعلى هيئة أممية، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته حول ضرورة التدخل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن بين اللافتات: "فلسطين كلها معك يا سيادة الرئيس أبو مازن"، و"ابو مازن صوت فلسطين، وصوت اللاجئ والشهيد، وصوت الأسير والجريح"، و"معك لأن فلسطين في قلبك"، و"أبو مازن حامي القرار الفلسطيني المستقل"، و"معك يا سيادة الرئيس لن نتزحزح عن الثوابت"، و"فلسطين لا تخضع – فلسطين تنتصر"، و"لا وطن لنا إلا فلسطين ولا أرض لنا إلا فلسطين"، ومعا نحو مستقبل مشرق لأشبال وزهرات فلسطين".
وتعاقب عدد من المتحدثين، من المواطنين، على إلقاء كلمات أعربوا فيها عن الفخر بخطاب الرئيس في الأمم المتحدة، وقال أحدهم إنه حدد ملامح المرحلة المقبلة، داعيا المجتمع الدولي للاستجابة لما ورد فيه.
وقال متحدث آخر إن الرئيس ثبت على الحق، وكان الخطاب رسالة للمجتمع الدولي أن الشعب الفلسطيني يكافح لينتصر.
وكان الرئيس قد ألقى خطابا تاريخيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 77 بنيويورك، أول من أمس الجمعة، قوبل بتصفيق حار من ممثلي ومندوبي الدول، طالب فيه بمعاقبة إسرائيل وتعليق عضويتها في المنظمة الدولية، في حال رفضت الانصياع وعدم تنفيذ قراري الجمعية العامة رقم 181 الذي شكل أساسا لحل الدولتين في عام 1947، وكذلك القرار رقم 194 المنادي بحق العودة.
وقال الرئيس "سلمنا طلبا رسميا إلى الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ قرار الجمعية العامة" لتنفيذ هذين القرارين بشكل فوري.
وفي الخطاب أيضا، أكد سيادته "أننا لا نقبل أن نبقى الطرف الوحيد الذي يلتزم باتفاقات وقعناها مع إسرائيل عام 1993، اتفاقات لم تعد قائمة على أرض الواقع، بسبب خرق إسرائيل المستمر لها".
كما طالب سيادته كلا من بريطانيا وأميركا وإسرائيل، بالاعتراف بمسؤوليتها عن الجرم الكبير الذي ارتُكِبَ بحق شعبنا والاعتذار وجبر الضرر، وتقديم التعويضات للشعب الفلسطيني التي يُقرها القانون الدولي.