أمير قطر: على مجلس الأمن تحمل مسؤوليته بإلزام "إسرائيل" بإنهاء الاحتلال

الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 10:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
أمير قطر: على مجلس الأمن تحمل مسؤوليته بإلزام "إسرائيل" بإنهاء الاحتلال



الدوحة/سما/

 جدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، التأكيد على تضامن بلاده الكامل مع الشعب الفلسطيني في تطلعه للعدالة، وضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤوليته بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال أمير قطر “لا أعتقد أن الحاضرين يحتاجون إلى التذكير بأن القضية الفلسطينية ما زالت دون حل.. وأصبح الاحتلال الاستيطاني يتخذ سياسة فرض الأمر الواقع، مما قد يغير قواعد الصراع وشكل التضامن العالمي مستقبلا”.

كما تطرق الأمير، في كلمته في الدورة الـ77 للجمعية العامة، إلى الأزمة السورية، قائلا إن “المجتمع الدولي عجز عن محاسبة مجرمي الحرب في سوريا على ما ارتكبت أيديهم.. وأصبح البعض يسعى لطي صفحة مأساة الشعب السوري دون مقابل ويتجاهل تضحياته الكبيرة دون حل يحقق تطلعاته ووحدة سوريا”.

وقال “لا يجوز أن تقبل الأمم المتحدة أن يتلخص المسار السياسي في القضية السورية في ما يسمى اللجنة الدستورية تحت رعايتها”.

أصبح البعض يسعى لطي صفحة مأساة الشعب السوري دون مقابل ويتجاهل تضحياته الكبيرة دون حل يحقق تطلعاته ووحدة سوريا

ولفت آل ثاني إلى أن قطر تقدر عاليا دور الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين، “ولكن لا يسعنا إلا أن نذكر أن علينا الالتفات إلى جذور القضايا قبل أن تطرق آثارها أبواب بلادنا”.

وفيما يتعلق بالملف الليبي، طالب آل ثاني “باتخاذ إجراء دولي وفوري لاستكمال العملية السياسية في ليبيا والاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة”.

وقال “الجميع بات يدرك أنه لا يمكن استعادة الدولة الليبية دون توحيد القوى العسكرية وإعادة تأهيل الفصائل المسلحة في جيش وطني واحد، ونبذ من يرفض هذا الحل ومحاسبته”.

وبالنسبة لليمن، عبر آل ثاني عن تفاؤله بالقول “نرى بصيص أمل في توافق الأطراف في اليمن على هدنة مؤقتة، ونتطلع إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار تمهيدا للتفاوض على أساس مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن”.

وعبر أمير قطر عن أمله في أن يتحقق التوافق الوطني في كل من العراق ولبنان والسودان ليكون ممكنا تحقيق تطلعات المواطنين التي تضمن وحدة الشعب والوطن، مشيرا إلى أن “هذا الأمر ليس ممكنا فحسب، بل هو واقعي للغاية لو توفرت الإرادة”.

وأكد أمير قطر أن بلاده تؤمن بضرورة التوصل إلى “اتفاق عادل حول البرنامج النووي الإيراني يأخذ في الاعتبار مخاوف الأطراف كافة، ويضمن خلو المنطقة من السلاح النووي، وحق إيران في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية”.

وانتقد آل ثاني السياسة الدولية التي قال إنها “ما زالت تدار بمنطق الدول المتفاوتة القدرات والمصالح والأولويات، وليس بمنطق العالم الواحد والإنسانية الواحدة”. وأشار إلى أن “الأزمات العالمية ما زالت تدار من منظور مصالح ضيقة قصيرة المدى وليس على أساس ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وهنا تبرز أهمية الحكمة والعقلانية في سلوك القادة والتمسك بمبادئ العدالة والإنصاف في العلاقات بين الدول”.

وانتقل آل ثاني للحديث عن أفغانستان، داعيا جميع الأطراف فيها إلى الحفاظ على مكتسبات اتفاق الدوحة للسلام والبناء عليه، “ومنها ألا تكون أفغانستان ملاذا للأفراد والجماعات الإرهابية والمتطرفة، حتى يحظى الشعب الأفغاني بالاستقرار والازدهار الذي طال انتظاره”.

وجدد التأكيد على ضرورة حماية المدنيين في أفغانستان واحترام حقوق الإنسان والمرأة، وحق الفتيات في التعليم وتحقيق المصالحة الوطنية بين فئات الشعب الأفغاني، محذرا من خطورة عزل أفغانستان وما يمكن أن يترتب على محاصرتها من نتائج عكسية.

وتطرق آل ثاني إلى الأزمة الروسية- الأوكرانية، قائلا “ندرك تماما تعقيدات الصراع بين روسيا وأوكرانيا والبعد الدولي له ومع ذلك ندعو إلى وقف إطلاق النار ومباشرة السعي إلى حل سلمي للنزاع، فهذا ما سوف ينتهي إليه الأمر على كل حال مهما استمرت الحرب”.

وتابع “دوام الحرب بين روسيا وأوكرانيا سوف يزيد من عدد الضحايا، كما سيضاعف آثارها الوخيمة على أوروبا وروسيا والاقتصاد العالمي عموما”.

وأشار آل ثاني إلى أزمة الطاقة غير المسبوقة التي يواجهها العالم اليوم، قائلا “ربما كانت أزمة الحرب في أوكرانيا جديدة، ولكن الأوضاع التي تتحول فيها الأزمات السياسية إلى أزمة طاقة ليست جديدة، فقد كانت تتفاقم بصمت حتى قبل الحرب في أوكرانيا”.

الدوحة تفتح أبوابها للجميع دون تمييز ليستمتعوا بكرة القدم، وليشهدوا التطور الاقتصادي والحضاري في بلادي

وتابع “بفضل استثمار قطر في الغاز الطبيعي المسال منذ عقود خلت، تمكنا الآن من الشروع في توسعة حقل غاز الشمال الذي سيلعب دورا محوريا في التخفيف من أزمة نقص إمدادات الطاقة في أجزاء مهمة من العالم”.

وعرج الأمير في ختام كلمته على استضافة بلاده لبطولة كأس العالم 2022، قائلا إن “التحدي الذي أقدمنا عليه منذ 12 عاما تطلب تصميما وعزما حقيقيين والكثير من التخطيط والعمل الجاد”. وأشار إلى أن الدوحة تفتح أبوابها للجميع دون تمييز ليستمتعوا بكرة القدم، وليشهدوا التطور الاقتصادي والحضاري في بلاده. وأكد أنه “مهما تنوعت قومياتنا وأدياننا وأفكارنا، واجبنا هو أن نتجاوز العوائق ونمد يد الصداقة ونبني جسور التفاهم ونحتفي بإنسانيتنا المشتركة”.