نيوز وان- بقلم يوني بن مناحيم نقل أبو مازن رسائل إلى إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي مفادها أن موجة الإرهاب الحالية هي نتيجة مباشرة لدخول قوات الجيش الاسرائيلي إلى مناطق أ وأن المسلحين يقومون ببساطة بالدفاع عن السكان المدنيين من الجيش الاسرائيلي . وكشف حسين الشيخ ، الخليفة المتوقع لأبو مازن ، قبل أيام قليلة عن أن السلطة الفلسطينية اقترحت على إسرائيل عدم دخول الجيش الإسرائيلي مناطق أ في يهودا والسامرة لمدة 4-5 أشهر لتجنب الاحتكاك مع المسلحين ، وخلق حالة من الهدوء ، لكن المستوى السياسي الاسرائيلي رفض الاقتراح .
مثل هذه الخطوة كانت ستعكس ضعفا واستسلاما للإرهاب وإعطاء الأكسجين للمسلحين لإعادة تنظيم انفسهم من جديد وإنشاء أطر إرهابية جديدة مزودة بالسلاح لمواصلة الحرب على إسرائيل في نهاية المهلة الزمنية. تفاخر العضو في قيادة فتح عزام الأحمد هذا الأسبوع بأن السلطة الفلسطينية أنهت جميع اتفاقيات أوسلو ، بما في ذلك التنسيق الأمني واتفاق باريس الاقتصادي.
أبو مازن الذي وصل إلى نهاية مسيرته السياسية ، لا يهمه تهدئة الوضع طالما أن المسلحين لا يهددون المقاطعة في رام الله ، وهو يشعر بالأمان على عرشه ، لانه يحظى بدعم أمريكي وأوروبي وكذلك من الدول العربية المعتدلة ، ومن وجهة نظره هذا هو الوقت المناسب لابتزاز اسرائيل وجعلها تقدم تنازلات كبيرة وسكين الارهاب على رقبتها .
خطاب ابو مازن في الامم المتحدة
يتوجه رئيس السلطة الفلسطينية في الأسبوع المقبل إلى نيويورك لإلقاء خطابه السنوي في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، حيث بدات السلطة الفلسطينية حملة سياسية منذ عدة أسابيع تهدف الى الحصول على موافقة الأمم المتحدة على الاعتراف ب "دولة فلسطين" دولة عضو كاملة في المنظمة ، فيما هي اليوم تتمتع بوضع دولة مراقب.
وتعارض إسرائيل بشدة هذه الخطوة ، ويعارضها الرئيس بايدن ، ولهذا ارسل الأسبوع الماضي باربرا ليف ، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية في رام الله.
رفض أبو مازن الاجتماع بها ، لكنها اوضحت في لقاءها مع حسين الشيخ موقف الرئيس بل ووجهت تحذيرا له من أنه في حالة لم يقبل ابو مازن موقف الرئيس ، فإن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض في مجلس الأمن على طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين .
في المناطق ، بدأوا في متابعة الاعمال الاستفزازية التي يقوم بها أبو مازن باهتمام ، لا سيما في ضوء مرور عام كامل على الانذار الذي وجهه لاسرائيل في خطابه العام الماضي فيما لم يحصل اي تغيير على الارض منذ ذلك الوقت . وأعلن أن أمام إسرائيل عام واحد للانسحاب إلى حدود 67 ، بما في ذلك القدس الشرقية ، وإذا لم تمتثل لمطلبه ، سيلغي الفلسطينيون الاعتراف بها ويلجأون إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي حتى تتخذ قرارا بشأن شرعية الاحتلال".
تداعيات ذلك
إن السلوك الحالي لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن الذي يرفض محاربة الإرهاب في أراضي يهودا والسامرة ويحاول الشروع في تحرك سياسي أحادي الجانب في الأمم المتحدة يؤكد مرة أخرى على مدى الاحباط وخيبة الامل التي يشعر بها رئيس السلطة الفلسطينية من عدم وجود عملية سياسية مع اسرائيل على الرغم من تغيير الحكومة في إسرائيل والولايات المتحدة. يرفض رئيس الوزراء لابيد الاجتماع معه ، كما ان الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن يعتقد أن هذا ليس الوقت المناسب لاستئناف العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين رغم أنه يؤمن بحل الدولتين.
القضية الفلسطينية ليست على رأس أجندة الإدارة الامريكية التي تفضل حالياً إدارة الصراع بدلاً من محاولة حله. تكتفي الادارة حاليا بمحاولة تحسين الوضع المالي للسلطة الفلسطينية وتعزيز موقعها في المناطق في ضوء تنامي قوة حركتي حماس والجهاد الاسلامي.
سيكون من الأفضل لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن ان يستغل خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليعلن اعتزاله الحياة السياسية ، فقد فشل كزعيم ولم يعد يمثل الفلسطينيين ، لقد كان مريحا لإسرائيل حتى قبل أسابيع قليلة من الناحية الأمنية ، لكنه غير قادر على دفع أي عملية سياسية ، فهو يعيش في أوهام بأنه سيتمكن من فرض "الخطوط الحمراء" الفلسطينية على إسرائيل من خلال السماح بالارهاب ، هذه الطريقة لن تؤدي إلى أي سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ، ولا حتى لتسوية سياسية جزئية.
أبو مازن يلعب بالنار ، وإذا لم يستعيد رشده فقد ينهي حكمه تمامًا مثل ياسر عرفات ، حملة السور الواقي في عام 2002 ادت في حينه الى نهاية سلطة ياسر عرفات ، ابو مازن يدفع اسرائيل نحو الزاوية ، ان حملة اخرى للجيش الاسرائيلي في يهودا والسامرة على غرار حملة السور الواقي قد تضع حدا هي الاخرى لسلطة ابو مازن .
( ترجمة/ معاويه موسى)