لقي عاملان من كفر مندا وأبو سنان مصرعيهما، بعد وقت وجيز من إصابتهما بجراح حرجة، إثر تعرّضهما لصعقة كهربائية خلال عملهما في حقل زراعيّ في منطقة مفتوحة، وسط البلاد، اليوم الجمعة.
وجاء في التفاصيل أن العاملين هما حسين صويلات (28 عاما) من أبو سنان، وسعيد كامل سعيد قدح من كفر مندا، العشرين من عمره.
وتعرّض العاملان لصعقة كهربائية، إثر اصطدام رافعة شاحنة بسلك كهربائيّ، في منطقة مفتوحة بالقرب من "حروت"، وسط البلاد.
الشاب سعيد قدح أحد ضحيتي حادث العمل
ونقل طاقم طبيّ وصل إلى المكان، العاملين المصابين إلى المشفى، بالتزامن مع استمرار إجراء عمليات إنعاش لهما في محاولة للإبقاء على حياتيهما، غير أن وفاتهما أُعلنت هناك، بعد فشل ذلك.
وذكرت الشرطة في بيان أصدرته عقب إعلان وفاتهما، أن العاملين هما من مُستقلِّي الشاحنة، مشيرة إلى أنها فتحت تحقيقا للوقوف على أسباب الحادث.
وقال أحد أفراد الطاقم الطبيّ في بيان صدر قبيل إعلان وفاة العاملين: "عندما وصلنا إلى المكان... رأينا شاحنة مزوّدة برافعة، وعلى مسافة نحو 10 أمتار كان رجلان مستلقيان على الأرض، وكانا فاقدين للوعي بعد تعرضهما لصعق كهربائية".
وأوضح أن أشخاصا آخرين تواجدوا في مكان وقوع الحادث، شرعوا "في إجراء عمليات إنعاش قلبيّ ورئويّ، بتوجيهات هاتفيّة" من قِبل المركز الطبيّ.
وأضاف: "قمنا بإجراء عمليات إنعاش متقدِّمة ومكثّفة، شملت استخدام الصدمات الكهربائية وبعد جهود الإنعاش المطولة، تمّ إجلاؤهم إلى المشفى مع استمرار عمليات الإنعاش، فيما كانت حالتهما حرجة".
ويستدل من المعطيات المتوفرة أن 49 عاملا لقوا مصارعهم في حوادث عمل مختلفة بالبلاد، منذ مطلع العام الجاري 2022 وحتى الحادي عشر من الشهر الجاري.
وللمقارنة، بلغ في العام 2021 عدد ضحايا العمل في الصناعة والتجارة والخدمات والزراعة والبناء 66 ضحية، أكثر من نصفهم من عمال البناء العرب.
يذكر أن حوادث العمل ازدادت، في الأعوام الأخيرة، الأمر الذي تسبب بمصرع مئات العمال في ورشات عمل، غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين من كلا جانبي الخط الأخضر، وعمال أجانب، وذلك في ظل إهمال السلطات وحتى النقابات المهنية لهذه الحوادث وأسبابها، ولا سيّما انعدام وسائل الأمان والمراقبة الفعلية لتطبيق شروط السلامة العامة للعمال.
