باهر يعيش: ثاني مرّة… رحلة الذهاب إلى فلسطين عبر الجسر.. تجربة شخصية..

السبت 10 سبتمبر 2022 05:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
باهر يعيش: ثاني مرّة… رحلة الذهاب إلى فلسطين عبر الجسر.. تجربة شخصية..



كتب المهندس باهر يعيش:

في الأولى… أوضحنا رحلة العذاب من فلسطين إلى الأردن…شقيقها التوئم عبر جسر الآلام…فوق ما تبقى من النهر. هنا سنشرح رحلة العودة للوطن، للمواطن الفلسطيني المقيم على أرضه أو الذي يقوم بزيارة لها.

نبدًأ من عمان، مثلًا. من كراج سيارات الجسر في شرق شمال عمان. أو عبر سيارة من مكتب. تصل المعبر. يتجمع الحمالون …ليساعدوا، لا يوجد عربات للزبائن، تقف مع جمهور العائدين المتجمعين صفوفوًا هم وحقائبهم  معًا. رجالًا نساءًا أطفالًا في ذيلٍ طويلٍ لباب بعرض بسيط تدخل من خلاله كلّ ما ذكرت، بموازاة صف طويل بذيل (شبّاك تذاكر) مسجون داخله موظف لشركة الباصات الناقلة للحقائب والركاب. باصات حملت الرعيل الأوّل من الركَاب.(أُلغي شراء التذاكر من هذا الشباك منذ فترة واستعيض عنه (تخيفًا للزحام ورغبة في اختصار الوقت والجهد!!!!)ب…قيام المسافرين قبل قدومهم الجسر العتيد… بالبحث بالتحري عن مكاتب شركة الباصات العتيدة في أنحاء الأردن، لشراء تذاكر مقدمًا. باستئجار تكسيّات أو الحج مشيًا على الأقدام أو عن طريق الشراء على الموقع الإلكتروني لهذه الشركة السعيدة…مقدّما. علمًا أن معظم المسافرين أناس على…البركة، لا يعرفون انتر نيت ولا خلافه. هم ينتظرون العبور على أحرّ من الجمر. أما الغافلين عن الإعلان أو القادمين من الخارج فسيتجهون للجسر..كما العادة…لسنا ندري كيف تتم معاملتهم). ذاك تخفيفًا للإزدحام على هذا الباب…الضيق.
 اهل قاعة الإنتظار..عادية…عادية بل أقلّ منها. تعبئ الكارت الأبيض ، “تمامًا كما الجدود.”، تقف على الشباك أمام الأخوة في الأمن العام…منتهى اللطف …فعلًا. نحوّل أوراقك للشباك الثاني المجاور، يتجمهر الناس حتى ينادى على أسمائهم…يحولون للباصات في ساحة تتكوّم  فيها الحقائب بعد الفحص كيفما كان!!…تختار حقيبتك!! بعد جهد في البحث. يحملها الحمّال ليودعها في قفص وهي وحظها…على جنبها على سيفها على وجهها على مؤخرتها ….تحت فوق!!. تصعد الباص وتنتظر حتى يمتلئ.
في المواسم الصيفية لا تنتظر…يسير الباص. تشعر بالسعادة والحبووور حتى تصل الماء…حيث الجانب الآخر من بعيييد “”لتفاجأ!!””  بأن أعداد لا تحصى من الباصات بركابها الحزانى يتجمعون في صفٍ طوييييل ، عشر حافلات خمسة عشر بل وتزيد خلاف الحافلات التي دخلت فعلًا وتنتظر نزول الركاب.
الحرارة خانقة وأنت والأطفال والختيارية في هذه الزنزانات، تنتظرون أن يتعطف الجانب الآخر ليدخلكم لأرض فلسطين…ساعات طوال من العذاب. تتسائل!! لماذا لا ينتظر المسافرون في صالات مكيفة على أرضنا حتى يحين دور حافلاتهم …كما في مناطق العبور الأخرى في بلاد الله الواسعة. عذاب وانتظار وأنت تتقلّى تتشوّي والأطفال على نار التّرقّب  في علبة الباص قد تحتاج الحمام أو شربة ماء أو هواء نظيف من الوطن قد تمر عليك خمس ساعات أكثر أو أقلّ…حسب الضغط.الجانب الأخر لا يستقبل سوى باص واحد في كلّ مرة. نحن نسير على هواه. لا يدخل  باص جديد إلا بعد نزول الركاب والحقائب ودخولهم للقاعات..أو يكادوا. لا يفتح سوى منفذ واحد للدخول…هو الإحتلال لا يحب العائدين.
تدخل لقاعات الإحتلال تفتيش حقائب وجسدي  وعلى شبابيك الأمن…  حسب الضغط. بعدها التجمهر في انتظار أن يسمح لك بدخول مكان تجمع الحقائب بعد التفتيش وبعد أن تفقد الحقائب لونها شكلها وكرامتها. بعدها شراء تذاكر للحقائب والركاب على باصات هي ذاتها تحمل اللون والإسم منذ بداية الإحتلال. فإلى استراحة أريحا….بيت الفيل، في انتظار الحقائب ومنها إلى مواقف التكسيات. تبتهج وهم ينادون…نابلس نابليييس..بالنابلسيّة، الخليييييل ….بالخليلي، رام الله…جنين…وما أجملها، تدفع الأجرة أو تنتظر امتلاء الحافلة السّبعة ركّاب أو …ربما تأخذها(إسكارسة)… على حسابك…إنت وشطارتك.
يقولون يوم الطحان ب….نحن نقول يوم الجسر بألف…يوم من العذاب صفوف ودفع وضغط وإهانة…نسأل الله الرحمة والخلاص.
ملاحظة…للمستعجلين…هناك ال V I P. لمن يدفع
هم يصنفون العابرين….عاديون للخلق العادييّن و…V I P.نحن في الأردن دولة ذات سيادة، لنا قرارنا الذي تحترمه  الدول الكبرى. وعلى الإحتلال أن يحترمه… وإلا فلنغلق الجسور… و…غيرها. هو احتلال باحتلال.
كاتب من الاردن