انتهت سلطات الاحتلال من عملية تشييد مبنى تهويدياً جديداً يضم كنيساً يهودياً ومدارس توراتية ومصفات لسيارات المستوطنين، في حي المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى المبارك. ويشمل المبنى الذي بدأ العمل به عام 2017، عدة طوابق قرب حائط البراق، لاستيعاب أكبر عدد من المستوطنين الذين يقتحمون المنطقة.
وقال الباحث المقدسي جمال عمرو إن الاحتلال يدمر ما تبقى من حي المغاربة أمام أعين العالم بكل بساطة. وأشار إلى أن زاوية المغاربة التي بقيت من الحي وجمعت ضيوف القدس طوال عقود، باتت محاطة الآن بالمستوطنين وثكنة عسكرية.
وذكر أن الملك الأفضل ابن صلاح الدين الأيوبي اقتطع للمجاهدين المغاربة، جزء من أرض القدس يمتد من السور الخارجي في المدينة إلى باب المغاربة، حتى أقيم الحارة عام 1332 ميلادي. ويعمل الاحتلال أيضاً على توسعة باب المغاربة بهدف السيطرة على المسجد الأقصى المبارك، وفرض التقسيم الزماني والمكاني من خلال زيادة أعداد المقتحمين.
تهويد شامل وحذر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي من خطر مخطط توسيع باب المغاربة، معربًا عن تخوفه من أن يتحول الواقع في المسجد الأقصى إلى واقع المسجد الإبراهيمي. وأضاف أن الاحتلال يسعى لتوسعة باب المغاربة التاريخي من أجل زيادة أعداد المستوطنين المقتحمين، وبالتالي يدعي أن هناك أعدادًا كبيرة تؤدي صلواتها التلمودية في المسجد ولها الحق بالصلاة في مكان محدد.
وبين الهدمي أن مخطط توسيع باب المغاربة تم طرحه سابقا عام 2007، مما أدى لمواجهات كبيرة في مدينة القدس، تراجعت على إثرها سلطات الاحتلال، وتم في حينها الاستعاضة عن ذلك بإنشاء جسر خشبي لدخول المقتحمين من جهة باب المغاربة.
ولفت إلى أن هذا الجسر الخشبي تتحدث سلطات الاحتلال أنه أصبح متهالكا، ويحتاج إلى تغيير، وإنشاء جسر فولاذي أو أسمنتي يستوعب أعداداً كبيرة من المقتحمين، ودخول آليات الاحتلال واقتحامها للمسجد الأقصى. ورأى أن ذلك "يعبّر عن أطماع الاحتلال في تطوير عملية الاقتحام وعدم الاكتفاء أن يكون الاقتحام للراجلين، وإنما أن تدخل الآليات، ربما تهدم ربما تحفر، ربما تؤسس، وتعمل ما تشاء داخل المسجد".
مخطط 2050 من جانبه حذر خليل التفكجي الخبير في شؤون الاستيطان من استمرار الاستيطان على هذه الوتيرة في القدس المحتلة، وتوقع ماذا سيحدث في المدينة حتى عام 2050م.
وأوضح التفكجي أن الاحتلال قام بافتتاح نفق قبل أيام في القدس، يأتي من الجزء الغربي باتجاه الجنوب الغربي من المدينة، ليحيط المدينة بالأنفاق من الناحية الغربية.
وأشار إلى أن الاحتلال يعمل على ربط المستوطنات من "خارج القدس" بالقدس، ويسعى إلى توسيع سيطرته على المدينة إلى البحر الميت شرقاً وفقاً لمخططهم في عام 2050م. حارة المغاربة وهدم الاحتلال حارة المغاربة على 3 مراحل، إذ دمّر البيوت وما حولها عام 1967، ومجمع الزاوية الفخرية عام 1969، وأزال جزءا من تلة باب المغاربة عام 2007، كما هدم الاحتلال الطريق الواصل لباب المغاربة لمنع المقدسيين من العبور، وأصبحت الحارة ساحة فارغة يؤدي اليهود طقوسهم التلمودية فيها.
ولم يتبق سوى زاوية المغاربة والتي يقيم فيها اليوم مجموعة قليلة من العائلات المغربية الذين عايشوا الهدم، بينما عاد جزء كبير منهم للمغرب عقب التهجير، وقسم استقر في مناطق أخرى بالقدس المحتلة.
وأقام الاحتلال جسرا خشبيا بدعائم حديدية، لتسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وبعد ذلك بنى أسفله كنيسا يهوديا مربوطا بنفق. وعام 2012 أزال الاحتلال عددا من الحجارة الأثرية التي تعود إلى العصرين الأيوبي والمملوكي في الجدران الشمالية لطريق باب المغاربة، وفرّغ الأتربة أسفل محراب مسجد "الأفضل علي بن صلاح الدين الأيوبي" الذي يعد الأثر الوحيد الباقي من المسجد بعد هدم حارة المغاربة، والملتصق بالواجهة الشمالية من الطريق. وتواصلت الانتهاكات والأعمال الإسرائيلية في المكان حتى عام 2018، إذ وقع حجر من الجهة الجنوبية لسور الأقصى الغربي، ليبدأ الاحتلال بعد ذلك بنصب سقالات على السور، بحجة ترميمه، لكنها تنزاح رويدا رويدا نحو الشمال، الأمر الذي يهدد باختراق الاحتلال لسور الأقصى وإحداث ثغرات فيه.