بيروت قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسئولها في لبنان ومسئول ملف إعمار مخيم نهر البارد مروان عبد العال أنه لم يعد الصمت ممكناً على استمرار حالة الانقسام، التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى مستوى خطير جداً، داعياً الشعب الفلسطيني أن يقول كلمته إذا استمر هذا الانقسام. وشدد عبد العال في مقابلة في برنامج نهار جديد على فضائية القدس الفضائية على ضرورة الدفع باتجاه القضية الوطنية وليس باتجاه قضية فصيل، وأن تعكس الفصائل الفلسطينية القواسم المشتركة، لتشكيل ضمانة وصمام أمان لحفظ الوحدة الفلسطينية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني. وأضاف عبدالعال أنه كان من الخطأ ارجاء التوقيع على المصالحة من قبل حركة حماس وكان ينبغي لها أن تفصل بين خطيئة التقرير والمصالحة، والاستفادة من الزخم الشعبي الذي انتفض على تأجيل التقرير للمضي قدماً في المصالحة، بل وتشكيل لجنة تحقيق فلسطينية وطنية في هذا التأجيل، لافتاً أنه من حق أي أحد الاعتراض على الورقة ولكن لا يحق له المقاطعة، مشدداً على أنه بدون المصالحة الفلسطينية فإن المعركة القادمة على تقرير غولدستون سيفقدها عناصر القوة. وأوضح عبد العال أن الإجماع الوطني والشعبي على ما جرى من تأجيل التصويت على تقرير جولدستون، والمطالبة بالمحاسبة والمكاشفة واحدة من المسائل التي أجبرت السلطة على إعادة التصويت داخل مجلس حقوق الإنسان. ورأى أن المتابعة الحثيثة لهذه المعركة التي انتقلت إلى أروقة الأمم المتحدة بهذا الزخم يمكن أن يوفر العديد من عوامل النجاح، حتى لو وقفت الولايات المتحدة ومارست حق النقض الفيتو، والذي سيؤكد اصطفافها مع إسرائيل وسيكشف وجهها الحقيقي القبيح أمام العالم وستكون إسرائيل أمام الجميع دولة خارجة عن القانون، وسيساعد الشعب الفلسطيني في صناعة رأي عام لصالحه. وأشار إلى أنه سيكون لهذا التقرير تداعيات كبيرة، وستكون الولايات المتحدة في موقف حرج وصعب، فأوباما حاز على جائزة نوبل للسلام، وأنه دائماً يردد أنه جاء بسياسة مغايرة عن سلفه بوش، وبالتالي سيكشف وجهه أمام العالم إن صوت على التقرير، هذه واحدة من مفاعيل الحرب الدبلوماسية التي ستفتح في هذا المجال، والحرب القانونية في نفس الوقت. ولفت إلى أن إسرائيل أصبح التصويت على التقرير شغلها الشاغل، ومبعث قلق بالغ لها، مشيرة إلى أنها وجهت رسائل بأن معاقبتها بمثابة منع الدول الديمقراطية من الدفاع عن نفسها، وتذكر دائماً أنها جزء من سلسلة تبدأ بإسرائيل وتنتهي عند الولايات المتحدة إلى بريطاينا ولكافة الدول التي استخدمت العنف في افغانستنان والعراق. وأضاف: " نتنياهو من المؤكد أنه سيعلن أن أهم عقبة في طريق تحقيق السلام هو تقرير جولدستون، خاصة أنه قال تعقيباَ على التقرير أن من يريد أن يحاكمنا فلينظر ماذا يفعل في أفغانستان والعراق والشيشان ..إلخ". وحول تحفظات الجبهة على الورقة المصرية قال عبد العال: " بشكل عام ما يمنع هذه التحفظات هو الذهاب إلى الحوار والمصالحة ، هذه مسألة مهمة، وردت الكثير من الملاحظات في الورقة ليست من منهجنا السياسي، مثلاً من عبارة " أن السلام مع اسرائيل أمر حتمي"، ، أيضاً الورقة لا تتحدث عن حق العودة، و المقاومة التي يجب أن تقوم على أساس الوحدة ، ومسألة قانون الانتخابات، وتأجيله إلى شهر 28 /6 الأمر الذي نرفضه، فماذا سنعمل أيضاً بالاستحقاق الانتخابي الكبير عندما ستنتهي في 25 يناير/ 2010، وهذا كان ضمن ما اتفق عليه من قبل الفصائل في القاهرة، وماذا عن التمثيل النسبي الكامل، سؤال كبير حول نسبة الحسم، وفي مسألة لجنة التنسيق والتي هي عبارة عن لجنة تنسيق بين فتح وحماس وأربع فصائل .. إن مبدأ اللجنة ومبدأ التنسيق بين غزة والضفة من خلال لجنة وطنية يكرس الانقسام تريده فتح ونستهجن موافقة حماس عليه، الأمر الذي دفعنا لضرورة تشكيل حكومة توافق وطني بدون برنامج سياسي اساسها التهيئة لانتخابات واعمار غزة والتهيئة للمصالحة". وشدد في ختام مقابلته على أن شعبنا الفلسطيني في مرحلة تحرر وطني وبحاجة إلى كل طاقاته، بمختلف أطيافه وقواه ويحتم عليه وجود قواسم مشتركة بينه، وإرادة سياسية حقيقية ، والحفاظ على الثوابت، متساءلاً أين مكان اللاجئ من قضية المصالحة؟ فهل علاقة الشعب الفلسطيني فقط بالضفة وغزة؟