غزة / تلفت أراض زراعية وبساتين في بلدة خان يونس بجنوب قطاع غزة من جراء تسرب مياه الصرف الصحي التي حولت إلى محطة قريبة لمعالجة المخلفات في المنطقة. ويحاول سمير مجايدة ومزارعون آخرون التخلص من المياه الملوثة التي أتلفت زراعاتهم وأراضيهم بحفر حفر حول مزارعهم وبيوتهم ولكن ذلك أدى إلى تلوث المياه الجوفية أيضا في المنطقة. ويلقي المزارعون في خان يونس باللائمة على تسرب مياه الصرف الصحي من الأنابيب التي كانت تنقلها لمحطة المعالجة. وكان يفترض أن تعالج محطة معالجة المخلفات التي بنتها قبل نحو عام بلدية خان يونس ومولتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والحكومة التركية مياه الصرف وتنقيها لإعادة استخدامها لأغراض غير الشرب. والمياه شحيحة في خان يونس وفي قطاع غزة بصفة عامة. وكان الغرض من إنشاء محطة معالجة مياه الصرف هو الاستفادة منها في الزراعة بدلا من ضخها في البحر كما كان يحدث في السنوات السابقة. وقبل عامين تسربت مياه الصرف الصحي إلى أراضي منطقة المواصي بخان يونس مما أدى إلى وفاة العديد من الأهالي. وذكر المزارع سمير مجايدة أن أشجاره تلفت معظمها ولا يعرف ماذا سيفعل لاحقا. ومن غير المعتاد إقامة أي مشروعات جديدة في هذه المنطقة حيث يحول الحظر الذي تفرضه إسرائيل والغرب على قطاع غزة منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2005 دون وصول إي مواد للبناء إلى غزة. وتقول السلطات في خان يونس إن مياه الصرف الصحي لم تتلف الأراضي الزراعية فحسب بل لوثت أيضا مياه الشرب. وأقر محمد الفرا رئيس بلدية خان يونس لرويترز بأن المشكلة معقدة. وقال الفرا "الناس حفرت حفر امتصاصية. 25 ألف حفرة امتصاصية في البيوت. طبعا هذه سببت في دمار للخزان الجوفي. ارتفعت نسبة النترات بنسبة عالية جدا بحيث إنه عندنا 24 بئر بس (فقط) بئرين فيهم مياه حسب المواصفات الفلسطينية بسبب الحفر الامتصاصية." وارتفاع نسبة النترات في مياه الشرب أو الري قد يكون لها أضرار خطيرة على البشر لا سيما الرضع. ولكن الفرا يؤكد أن الوضع تحت السيطرة وأن حلولا طرحت بالفعل. وقال "نجحنا في أغلب مناطق خان يونس في معالجة البعوض بنسبة 98 بالمئة وسنعمل على أيضا معالجتها ومكافحتها في تلك المنطقة. ولكن أنا لا أنكر ان جيرة (السكن بجوار) أحواض الصرف الصحي هي جيرة سيئة ويعني صحيح انها حلت مشكلة 200 ألف نسمة ولكن نعترف انه حصلت بعض المشاكل لدى هؤلاء السكان والمزارعين وإن شاء الله نتعامل معهم من أجل يعني تقليل آثار جيرة الأحواض." وأصبحت برك الصرف الصحي مرتعا لحشرات تتكاثر مما يضيف إلى مشكلة تلف زراعات الفاكهة والخضر. وقال المزارع ابراهيم مجايدة "احنا منطالب الصليب الأحمر يعيد النظر بتمويل لهكذا مشروع لأن الأضرار اللي احنا منعرف الصليب الاحمر بدعم مشاريع تخدم المواطن وليس تضره. واحنا اليوم الثمار اللي انتم بتشوفوها (التي ترونها) والأشجار تاعتنا (أشجارنا) اللي خربت واللي كان يعتاش منها (يعيش عليها) قطاع غزة والضفة الغربية اليوم أصبحت عبارة عن أشجار جاهزة للوقيد (الوقود)." وتعالج المحطة 20 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميا ويفترض أن يفيد ذلك المشروع 176 ألفا من سكان غزة ويحمي الأهالي من الإصابة بأمراض تسببها المياه الملوثة.