غزة /سما / نظمت نقابة العاملين في جامعة الأزهر بغزة اليوم, ندوة سياسية بعنوان " القدس مفتاح الحرب و السلام في يوم نصرة القدس" , وذلك بمركز المؤتمرات في الجامعة، بحضور كلا من فضيلة الشيخ الدكتور يوسف سلامة نائب رئيس مجلس الأمناء، د.عمر شلايل سفير فلسطين السابق في جمهورية السودان، م.حاتم أبو شعبان نائب أمين سر مجلس الأمناء، د.محمد الشرافي عضو مجلس الأمناء، د.جواد وادي رئيس جامعة الأزهر بغزة، د.عبد الكريم نجم النائب الأكاديمي لرئيس الجامعة، د.جبر الداعور نائب رئيس الجامعة للشئون الإدارية والمالية، د.أحمد التيان رئيس نقابة العاملين بالجامعة وأعضاء النقابة، د. رياض الأسطل عضو هيئة التدريس بكلية الآداب و العلوم الإنسانية، وعدد من أعضاء الهيئتين الأكاديمية و الإدارية بالجامعة وحول الندوة تحدث فضيلة الشيخ الدكتور يوسف سلامة عن أهمية القدس فهي العاصمة الروحية والدينية والسياسية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، كذلك مأوى الأفئدة وملتقى المؤمنين في شتى أنحاء العالم.وأشار الي أن الإدعاءات اليهود بأن القدس مهملة من الأمة الإسلامية عموماً، والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص ومن هذه الإدعاءات أن القدس تعتبر ثاني القبلتين و هذا ليس إنقاصا من مقدراها بل هي تعد توأماً للمسجد الحرام كما ذكر في القرآن الكريم، علاوة على أن المسجد الأقصى قد أخذ مساحة من البركة أكثر من المسجد الحرام لقوله تعالى "الذي باركنا حوله"، أما الإدعاء الثاني الذي أشار إليه د.سلامة هو إهمال فلسطين أو القدس من حيث عدم ورود اسميهما في القران الكريم، حيث نفى ذلك لأن القدس وردت في القران بأسماء كثيرة منها (الأرض المقدسة), مؤكداً على أهمية القدس بالنسبة للأمة الإسلامية وبالنسبة للشعب الفلسطيني قائلا "عندما نتحدث عن عدم اهتمام المسلم بالقدس، نقول كيف أهملها المسلمون وجاءها الرسول في الإسراء والمعراج، كذلك جاءها عمر فاتحاً، وناضل الشعب الفلسطيني من أجلها وضحى الكثير وما زال يضحي" من ناحية أخرى تطرق سلامة إلى أبرز المحطات التي تبرهن على أن القدس مدينة الحرب والسلام، بادئاً بحادثة الفتح الروحي في ليلة الإسراء و المعراج،التي شهد المسجد الأقصى خلالها عقد مؤتمر قمة بحضور الأنبياء جميعاً ، لذلك فالمسجد الأقصى شهد يوم الصلة والسلام بين الأنبياء ، فهي مدينة السلام،وصولاً إلى المرحلة الحالية والتي تعيشها مدينة القدس وما تتعرض إليه هذه البقعة المقدسة من هجمات و اعتداءات و هدم للبيوت وتشريد للأسر، ومصادرة الهويات، وتدنيس للحرمات و المقدسات، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني على يقين بأن اليهود سيفشلون كما فشل من جاء قبلهم من غزاة غاصبين . أما عن المطلوب منا كعرب فلسطينيين فقال سلامة" اليهود لن يستطيعوا الاستمرار في احتلال المدينة المقدسة، على أرض فلسطين، حيث تحطمت أحلام التتار والصليبيين ونابليون بونابرت، فالقدس لفظت المحتلين عبر التاريخ وسوف تلفظ هذا المحتل،فالمسلمين والعرب لن يسمحوا باستمرار الاحتلال، فقد تكون ضمائرهم ما زالت ميتة لكنها ستتعافى عما قريب، لاسيما و أن السنة النبوية الشريفة أكدت أن القدس ستشهد الملحمة الأخيرة وعهد الخلافة سيأتي قريبا، والملحمة الكبرى ستكون في هذه البلاد وسينتصر الحق على الباطل". ومن جهته تحدث د. عمر شلايل سفير فلسطين السابق في جمهورية السودان عن أهمية الموقعين الاستراتيجي و الديني لمدينة القدس، معدداً الانتهاكات التي تعرضت لها هذه الزاوية من الكرة الأرضية، فهي تعرضت للغزو على مدار 6 آلاف عاما إلى 25 غزوة، وللهدم والبناء 18 مرة ، وحكمتها أمم متعددة وكثيرة ، فهذه المنطقة لم تعرف الاستقرار إلى هذه اللحظة، مؤكداً على عروبة القدس فهي عربية منذ فجر التاريخ فأول أسمائها عربياً (يبوس)، وأول من بناها عرب، كذلك سميت 15 اسماً هذه الأسماء عربية ما عدا (ايلياء). وأوضح القرارات الدولية التي صدرت لصالح القدس ووصفها بأنها أكثر من مائة قرار، وأمريكا لم تصوت على أي قرار صدر بعد القانون الأساسي الذي يقول أن القدس الموحدة هي عاصمة دولة إسرائيل الأبدية، ومن أهم وجوه التقصير التي صرح بها د.شلايل هو تقصير الأمة العربية تجاهها، مؤكداً أن على الفلسطيني ألا يصمت أمام هذا السقوط العربي البشع. من جانبه أشار د.رياض الأسطل عضو هيئة التدريس بكلية الآداب و العلوم الإنسانية إلى الملابسات والمناكفات السياسية التي تتصل بمدينة القدس و أبرزها أن اليهود على مدى التاريخ هم صناع الحرب وممارساتهم تثبت أنهم لم يذهبوا إلى سلام، متناولاً في حديثه مجموعة القوانين التي وضعتها إسرائيل لتهويد القدس لا للانسحاب ولا لإعادة التقسيم ، بل إسرائيل طرحت فكرة المجلس الديني بدون التحدث بالحقوق السياسية،مؤكداً على فشله، فكرة الحل الوظيفي الذي يجعل الفلسطينيون أيادي مسخرة لليهود وخدمة اليهود وهذا أيضا تم رفضه، فإسرائيل آخر ما يمكن أن تقبل به هو الحل الجزئي.وأكد الأسطل :" أن الصراع مع اليهود هو صراع وجود ليس صراع حدود ولكن لا بد من مخاطبة اليهود بصراع الحدود حيث انه إذا نجح الخطاب على أساس الحدود فهو تحجيم للمشروع الصهيوني وتأجيل الصراع لمرحلة قادمة يضعف فيها الجانب اليهودي" . وأفاد الأسطل إلى أن النجاح يكمن في توحيد الخطاب والتخلي عن الشعارات الرنانة لتكون وحدة عربية تدعم النظام السياسي القادر على الوفاء بمطالب المرحلة، كذلك لا بد من أن نكون عقلانيين وحريصين على بناء نظام سياسي فلسطيني يدرك ما يقول ويعرف اتجاهه بتحديد مطلق.