في الوقت الذي تقترب فيه إيران والقوى العالمية من تجديد الاتفاق النووي، حذر مسؤولون كبار سابقون في الاستخبارات الإسرائيلية، من أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يبدأ على وجه السرعة الاستعداد لمواجهة عسكرية محتملة ضد إيران.
وفي مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الأحد، قال الرئيس السابق لمكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الجيش عاموس جلعاد، ومستشار الأمن القومي السابق اللواء المتقاعد يعقوب عميدرور: إن الجهود المبذولة لمنع الاتفاق النووي في هذه المرحلة لن تسفر عن أي نتيجة، وبالتالي يجب على إسرائيل أن تستعد لحماية نفسها.
وأكد يعقوب عميدرور، أن التهديد الإيراني هو تهديد استراتيجي كبيرة لإسرائيل، ويجب أن يكون مفهومًا أن هذه ليست مجرد رؤية، ولكن الإيرانيين يستثمرون جهودًا هائلة في تطوير قدرات تهديدية.
وأشار إلى أن إيران تمتلك 150 ألف صاروخ موجه إلى إسرائيل، فضلًا عن صواريخ بعيدة المدى، وقدرات إلكترونية، وقبل كل شي حقيقة أنهم على وشك أن يصبحوا نويين.
وقال عميدرور: "هذه صفقة سيئة، ومن الجيد أن إسرائيل أوضحت أنها غير مُلزمة بها. استنفدت الخيارات الدبلوماسية بعد أن قرر الأمريكيون السعي إلى التوصل لاتفاق بأي ثمن تقريبًا. لا أرى أي طريقة لا تنطوي على القوة لإقناع الإيرانيين، لأن إيران لا تتوقف تحت أي ضغط دبلوماسي أو اقتصادي، وهذا يتطلب منا التأكد من أننا مستعدون للخيار العسكري"، وفق تعبيره.
من جهته، يعتقد عاموس جلعاد أيضًا أن الاتفاق النووي الناشئ سيء، على الرغم من تصريحه بأن جميع الخيارات في الوضع الحالي سيئة بنفس القدر.
وقال جلعاد: "السؤال هو، هل يجب تأييد الولايات المتحدة أو انتقادها؟ وهل ستقرر الولايات المتحدة تجديد الاتفاق النووي أم لا، معنا أو بدوننا؟، ولدينا القدرة على التأثير على هذه المسألة".
وأضاف، أنه "من الناحية النظرية، إذا انتقدنا الولايات المتحدة فلن نكسب شيئًا. يجب أن نفهم أنه لا يمكننا مهاجمة إيران دون التنسيق مع الولايات المتحدة لأسباب مختلفة. ولهذا السبب من الممكن إجراء حوار حاد مع الولايات المتحدة، ولكن ليس بطريقة علنية. يجب علينا تعزيز العلاقات مع الدول الغربية والعلاقات الناشئة مع الدول العربية. هذا مضاعف للقوة، ولكن في الوقت نفسه يجب ألا نقع في وهم أننا يمكن أن نحقق تحالفًا هنا مثل حلف شمال الأطلسي الإقليمي".
وتابع جلعاد حديثه لصحيفة "يسرائيل هيوم"، قائلًا: "إذا حصلت إيران على قنبلة نووية، فسوف ترهب الشرق الأوسط بأكمله، ويمكن أن تتدهور المنطقة بأكملها إلى سباق نووي. ميزتنا هي أن لدينا قدرات استراتيجية، ويمكن أن يُنظر إلينا في ضوء مختلف تمامًا في الشرق الأوسط النووي".
وفي السياق، قال الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي، العميد المتقاعد يوسي كوبرفاسر: إنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة وعدت باستخدام أي وسيلة ضرورية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، إلا أنها في هذه المرحلة لن تكون قادرة على منعها؛ لأن إيران قريبة جدًا من الهدف".
وبدوره، اعتبر الرئيس السابق للمكاتب الدولية والإيرانية بمديرية الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، المقدم المتقاعد مايكل سيغال، أنه بعد انتهاء القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم، ستتمكن إيران في غضون بضع سنوات، من الاستفادة من المعرفة والمعدات التي اكتسبتها لتحديث صواريخها الباليستية وتطوير قنبلة في وقت قياسي.
وحذر سيغال من أنه "في غضون فترة زمنية قصيرة، أدى الاتفاق النووي إلى تعزيز حزب الله والحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا ودول الخليج، بشكل كبير".
ومن جهته، أشار كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يوئيل غوزانسكي، إلى أن الاتفاق النووي الناشئ سيء، مؤكدًا أنه لا يرى في هذه المرحلة بديلًا عن العمل العسكري.
وقال غوزانسكي: إن "إسرائيل تريد ولكن ليس من المؤكد أنها تستطيع ذلك، والولايات المتحدة تستطيع ولكنها لا تريد ذلك".