العدوان على غزة ومعركة الجهاد الإسلامي مع العدو الصهيوني هي معركة قلب موازين ومحطة جديدة من التحرر لم تكن حسب ما خطط له العدو وإن نجح أن تكون الجهاد منفردة مع بعض الفصائل الاخرى تواجه العدوان وابتعاد حماس عن المواجهة وكأنها سلكت سلوك السلطة الفلسطينية، ورغم اختلافنا مع حماس في المواقف السياسية إلا أن الموقف منها بالداخل الفلسطيني كان له نوع من الاحترام كونها تواجه عدواً مغتصباً للأرض والإنسان.
عندما تعرضت حماس لأكثر من استهداف كانت ومازالت الجهاد في مقدمة المدافعين وهو نفس الموقف لكل الفصائل الفلسطينية إلى جانب حماس، واستطاع الصهاينة تحييد حماس في المعركة الأخيرة وهذا أمر محزن ولم يكن في صالح حماس أبداً بل شكل لها خسارة كبيرة لذا يجب على حماس وكل فصائل المقاومة مراجعة المواقف وأخذ العبرة من معركة سيف القدس عندما توحدت المقاومة وأذلت الصهاينة.
اليوم العدوان يتكرر وينتقل إلى الضفة الغربية واقتحام مدينة نابلس واستهداف قائد كتائب شهداء الأقصى إبراهيم النابلسي، وكما هي عادة العدو الصهيوني في عدم الوفاء بأي اتفاق هدنة أو غيرها.
العدو الصهيوني نجح في اختراق الأنظمة العربية وأخذ العديد منها إلى صفه، فلا تسمحوا له باختراق فصائل المقاومة وأخذ بعضها إلى صفة أو تحييدها عن المواجهة لأنه حال ما بتخلص من أي فصيل سيتجه للفصيل الآخر حتى وإن أخذ موقف الحياد.
سيف القدس كانت درس مؤلم للعدو الصهيوني توحدت فيها المقاومة وتوحد معها الموقف العربي الشعبي من الخليج إلى المحيط حتى داخل دول التطبيع التي التزمت الصمت، وتسايرت مع الموقف الشعبي العربي.
من هنا بدأ العدو يستعيد مواقفه وخططه وما حدث في غزة يحدث الآن في الضفة، فكل ما يحدث هو ردة فعل لما حدث سابقاً في معركة سيف القدس، واستباق لما سيحدث قادماً في المعركة الفاصلة التي سيكون فيها كسر عظم وستنتقل إلى الداخل المحتل عبر بوابة جنوب لبنان وهو ما يخشاه العدو أن تتوحد المقاومة الفلسطينية مع اللبنانية، ويعرف تماماً النتائج الكارثية التي ستحل به في حال توحدت القوى ضده، فالذي يحدث اليوم ما هو إلا مقدمة لمعركة فاصلة يعرف العدو نتائجها مقدماً مما دفع به القيام بضربات استباقية معتقداً منه شل حركة المقاومة والاستفراد بكل مكون على حدة.
نحن أمام رسم خارطة جديدة للقوى الإقليمية والدولية ضمن متغير دولي أصبحت ملامحه واضحة ضمن معركة دولية ستحدد مستقبل العالم، لذلك علينا توظيف كل ما من شأنه ان يخدم القضية ويقود إلى تحرير الأرض والإنسان وأمل الامة بتوحيد مكونات المقاومة في المواجهات القادمة.
سفير اليمن في سورية