صحيفة عبرية: "بزوغ الفجر".. تسريحة شعر جديدة لحكومات "إسرائيل" المتعاقبة ضد غزة

السبت 13 أغسطس 2022 08:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة عبرية: "بزوغ الفجر".. تسريحة شعر جديدة لحكومات "إسرائيل" المتعاقبة ضد غزة



القدس المحتلة/سما/

إسرائيل اليوم- بقلم: أريئيلهوروفيتس     ثلاث ملاحظات في أعقاب الرسالة التي كتبها رئيس الوزراء لبيد مع نهاية حملة “بزوغ الفجر”.

1. لليسار قصة غرام طويلة مع كلمة “فجر”

وعد إيهود باراك في حينه إسرائيل بفجر يوم جديد. صحيح أن هذا انتهى في "موجة الإرهاب" الأكثر وحشية في تاريخ الدولة – الانتفاضة الثانية، لكن الاصطلاح بدا جميلاً في حملة الانتخابات التي سبقتها. كما أن الحملة الحالية والناجحة في غزة تتباهى باسم مشابه: “بزوغ الفجر”، لتقول لك إن كل ما سبقها لم يكن سوى تحسس بائس للطريق في الظلام، بينما الآن حين تكون اليد الواثقة للحزب الحاكم المنتعش “يوجد مستقبل” على الدفة، فإنه وكما كتب لبيد في رسالته: “أعادت الحملة الردع الإسرائيلي”.

تذكرنا أحبولة لبيد هذه بنكتة عن صديقين يجلسان في مطعم. بقيت في الصحن حبة زيتون وحيدة، فيحاول أحدهما التقاطها بالشوكة المرة تلو الأخرى عبثاً. حين ييأس، ينجح الآخر في القبض عليها بالضربة الأولى. ينظر إليه الصديق الذي فشل بإحباط ويقول: “حسن، هذه ليست شطارة، فأنا دوختها لك”.

في حملة “بزوغ الفجر” كان العدو الفلسطيني مثل حبة الزيتون الدائخة على نحو خاص. فقد قاتل الفلسطينيون مع يد ونصف مرتبطة من الخلف، إذ إن "التنظيم الإرهابي" الأساس في القطاع؛ أي حماس، امتنع عن الدخول إلى المواجهة. ولماذا امتنع؟ صحيح – بسبب الردع الإسرائيلي الذي تحقق في “حارس الأسوار” وفي كل الجولات التي سبقتها. شعب إسرائيل دخل إلى الملاجئ، أفضل أبنائه من كل أطراف الطيف السياسي يخاطرون بأنفسهم في كل ليلة في اجتياحات داخل “يهودا والسامرة” فيها احيانا لأسفنا، مصابون لقواتنا، وفي رسالة النصر التي يبعثها رئيس الوزراء لهم، لا يضبط نفسه ويسرب أحبولة سياسية رخيصة غير رسمية قبيل الانتخابات.

2. ها هي جملة رسمية أكثر من داخل الرسالة: “بودي أن أشكر المعارضة أيضاً، رئيس المعارضة نتنياهو، الذين أبدوا مسؤولية وأعطوا إسناداً للحكومة على مدى الحملة”. هذه الروح التي يجدر أن تكون في مثل هذه الرسالة، التي تتوجه إلى الشعب في ساعة التصدي. لكن الخسارة أن كرئيس معارضة بعد أسبوع من حملة “حارس الأسوار” – التي بخلاف “بزوغ الفجر” لم تبدأ بمبادرة إسرائيل، بل عقب الصواريخ على القدس (!) – لم يحرص لبيد على إبداء المسؤولية التي يوليها لنتنياهو.

بل العكس؛ شكك أثناء القتال في الاعتبارات التي أدت إلى الخروج إلى الحملة، وقال: لو كانت لها حكومة لما سأل أحد نفسه لماذا تنشب النار خصوصاً عندما يكون هذا مريحاً لرئيس الوزراء”. في الأيام التي يشكل فيها المنقذون المدعون أحزاباً دكاكين للحظة لإنقاذ “اليمين الرسمي”، من الشائق أن نتبين أن فيتامين الرسمية ينقص اليسار، على الأقل حسب مقياس المسؤولية الوطنية في ساعة القتال.

3. في نهاية المطاف، ما يمكن أن نتعلمه من حملة “بزوغ الفجر” هو أنه لا يهم من يجلس على طاولة الحكومة، ميراف ميخائيلي أم بتسلئيل سموتريتش، "فالإرهاب الغزي" سيفرض علينا رد فعل، وإن عدم رغبتنا في عدم حكم غزة ستجعل الرد مقنوناً. مع كل الاحترام (ويوجد احترام!) لم يبزغ اي فجر جديد في الجيش الإسرائيلي، ويبدو أنه لن يبزغ على غزة.

ما رأيناه هذا الأسبوع هو السيدة إياها بتسريحة شعر مختلفة.