حرب لبيد الانتخابية .. عدوان تكتيكي بعمق استراتيجي ..

السبت 06 أغسطس 2022 05:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
حرب لبيد الانتخابية  .. عدوان تكتيكي بعمق استراتيجي ..



تقدير موقف : مركز اطلس للدراسات الاسرائيلية


العدوان والاغتيال المفاجئ الذي لم يكن مفاجئا ضد قيادة سرايا القدس لا سيما بعد اربعة ايام من التوتر والاستنفار على حدود القطاع،  وما ساد  بين المستوطنين من شعور بفقدان الامن والسيادة، والاحتجاجات ضد حكومة لبيد الضعيفة التي لم تستطع ان تؤمن  لهم الحياة الآمنة ، بعد اعتقال الشيخ بسام السعدي ومحاولات الربط بين الضفة والقطاع ورفض الاحتلال لهذا الربط .
قبل ساعات من الاغتيال، صرح غانتس مهددا ان " ان وقتكم انتهى وان الجيش سينهي التهديد بكل الوسائل الممكنه " وهو تصريح حمل رسالة واضحة  بطبيعة القرار الاسرائيلي بتوجيه ضربه كبيرة لحركة الجهاد الاسلامي .
قرار لبيد الذي ينطوي على جرأة كبيرة بالمبادرة بعدوان كبير هو جزء من قرار استراتيجي اتخذ في عهد حكومة بينت عندما اصروا على تنفيذ مسيرة الأعلام  حتى بثمن حرب كبيرة .
حكومة بينت وحكومة لبيد الحالية بمساعدة واسناد المستوى الامني اخذت قرارا استراتيجيا بانها لن تحتوي أي تصعيد، وستدخل أي حرب مهما كانت التحديات والتهديدات، وهو امر له علاقة بالدوافع الانتخابية وصد كل انتقاد او هجوم عليها من جانب معسكر نتنياهو، ولأنها حكومة متهمة بالضعف وبانها تشكل خطرا على أمن إسرائيل،  وان زعامتها عديمة الخبرة ، كل هذا  جعلها ذلك اكثر قدرة على المغامرة، واقل رصيدا من حكومات نتنياهو على احتواء التصعيد . كما ان لبيد في قرارة نفسه يعتقد ان كل عدوان على القطاع مهما كان واسعا وكبيرا سيكون لصالحة انتخابيا وسيعزز مكانته كرئيس وزراء قادر على  ادارة الدولة والتصدي للتهديدات. 
نتائج عدوان مايو 2021 شكلت دافع وعنصر تعزيز،  فالجيش الذي شعر بالإهانة والفشل، كان بحاجه ماسة لاستعادة بعض كرامته واستعادة بعض الردع،  وقد شاهدنا ذلك ابان دعم الجيش لمسيرة الاعلام.   من جهة اخرى فان قصف تل ابيب والقدس والمدن البعيده بكثافة في الحرب السابقة قد حرر لبيد من تحمل مسؤولية ان تقصف هذه المدن لأول مرة وتكون في عهده،  وبالتالي يشعر ان ما حدث من قصف في عهد نتنياهو لن يسيئه شيئا اذا ما تكرر،  لكنه هو على غير موقف نتنياهو سيدفع باتجاه عدوان اكثر قسوة هدفه تأمين الردع  وانهاء تهديدات الربط بين الضفة والقدس والقطاع. .
كما ان فشل المقاومة في سيف القدس من القيام بعمليات نوعية " انفاق ..تسلل ..تفجير ..انزال بحري ...الخ  " واقتصار ردها على الصواريخ، جعلهم اكثر جرأة،  وان اقصى ما يمكن ان يكون من رد المقاومة هو ما قامت به من قصف في سيف القدس وهو امر محتمل لديهم وثمن قادرين على دفعه في سبيل تأمين الردع .
المبادرة  بالاغتيال لثلة من قادة السرايا كان له هدفين: الاول تسجيل نصر يسمح لهم بوقف الحرب في أي وقت، والثاني ارباك قيادة السرايا وجعلها غير قادرة على اتخاذ قرار الرد وخلق حالة من التشويش بضرب منظمة اتخاذ القرار الميداني .
الاعلان باقتصار الاستهداف فقط لحركة الجهاد الاسلامي هو محاولة لشق صفوف المقاومة، والاستفراد بحركة الجهاد ، وان نجحوا في استمرار تحييد كتائب القسام فقد حققوا بذلك هدفا نوعيا سيكون له تأثيراته المتعددة .
كما ان مبادرة حكومة لبيد الانتقالية بعدوان منفتح على احتمالات  تصعيد كبيرة يحمل رسالة  تهديديه لحزب الله،  لاسيما فيما يتعلق بمنصة كاريش لاستخراج الغاز .
التقديرات في اسرائيل ان رد الجهاد الاسلامي لازال رد محدود وضعيف،  وان الجهاد يرغب في اطالة امد العملية، وان الجهاد  يدير ما يسمى باقتصاد الحرب،  أي الاستنزاف في انتظار ان تواتيه فرصة لشن هجوم قاتل،  وان الجهاد لازال لم يستخدم قدراته المؤثرة .
ويحذرون في اسرائيل من ان حماس قد تدخل المعركة فيما لو ارتكب أي خطأ جسيم كأن يسقط عدد كبير من الضحايا .

مركز اطلس
6/أغسطس/2022