السلطة الفلسطينية والدول العربية تدير حملة دبلوماسية في جنيف بهدف اقناع اعضاء المجلس لحقوق الانسان في الامم المتحدة تأييد مشروعهم والتبني الكامل لتقرير غولدستون وتوصياته. الرسالة الفلسطينية هي أنه اذا لم ينل المشروع الدعم ولا يجري تبني التقرير – فالمعنى سيكون انهيار حكم رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن). سفيرة اسرائيل في الامم المتحدة، البروفيسور غبريئيلا شليف، هاجمت أمس اعضاء مجلس الامن الذين قرروا البحث في تقرير غولدستون "الذي يشجع الارهاب" بدلا من "البحث في المواضيع الحقيقية والمقلقة المتعلقة بالوضع في الشرق الاوسط". وحسب موظفين كبار في وزارة الخارجية في القدس، يحظى الفلسطينيون في جنيف بمساعدة دبلوماسية من مصر، الباكستان، كوبا ودول اخرى. اضافة للتشديد على المس الشديد الذي قد يقع بمكانة ابو مازن كرئيس للسلطة، يشدد ممثلو السلطة والدول العربية على الضرر الجسيم الذي قد يلحق ايضا بحركة فتح حيال حماس. وقال موظف كبير ان "الكثير من الدول مقتنعة بالادعاءات الفلسطينية".اسرائيل، الى جانب الولايات المتحدة، تحاول رسم خط مضاد بموجبه دفع التقرير الى الامام وتبني توصياته سيكون فيهما مس شديد بالمسيرة السلمية مما سيؤدي الى وقفها. ويشدد الدبلوماسيون الامريكيون في جنيف امام ممثلي باقي الدول بان الادعاء الفلسطيني ليس مقبولا عليهم وليس ذا صلة. ويقول الامريكيون: "لا يمكن ولا ينبغي حل المشاكل السياسية الداخلية للفلسطينيين في جنيف". التقدير: الفلسطينيون سيحظون بالاغلبية في التصويتاليوم يبدأ البحث في تقرير غولدستون في مجلس حقوق الانسان في جنيف. ويجري البحث حتى يوم الجمعة بعد الظهر حين سيتم التصويت. ويشار الى أنه في حالة استمر البحث لزمن اطول فسيؤجل التصويت الى يوم الاثنين القادم. التقدير في القدس هو أن الفلسطينيين سيحظون بالاغلبية في التصويت. توظف دولة اسرائيل الان اساس جهودها السياسية في محاولة لاقناع دول الاتحاد الاوروبي على التصويت ضد تبني التقرير او على الاقل الامتناع عن التصويت. في اسرائيل يأملون بانه اذا تم تبني التقرير دون تأييد من الدول الغربية، ستمس شرعية القرار وسيكون من الاسهل احباطه في مراحل لاحقة. وهكذا، تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليلة أول أمس مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون؛ وتحدث وزير الدفاع ايهود باراك مع وزراء خارجية فرنسا، بريطانيا، اسبانيا والنرويج؛ وتحدث وزير الخارجية افيغدور ليبرمان مع وزير خارجية النمسا في لقاء بينهما في فيينا. وشدد نتنياهو، ليبرمان وباراك على أنه يجب معارضة تبني تقرير غولدستون في جنيف ونقله الى مجلس الامن او الى المحكمة الجنائية الدولية. "تبني التقرير – ريح اسناد للارهاب"وقال باراك امس لوزراء الخارجية الاوروبيين ان "تقرير غولدستون مشوه، مغرض ويشجع الارهاب. تبني التقرير من شأنه ان يمنح ريح اسناد لمنظمات الارهاب في ارجاء العالم. على الدول الديمقراطية في العالم أن تفهم بان تبني التقرير سيمس شديد المساس بقدرتها على التصدي لمنظمات الارهاب والارهاب بشكل عام".والى ذلك، هاجمت السفيرة الاسرائيلية الى الامم المتحدة، البروفيسورة غبريئيلا شليف مساء أمس اعضاء مجلس الامن بانه بدلا من "البحث في المواضيع الحقيقية والمقلقة المتعلقة بالوضع في الشرق الاوسط" قررت هذه الدول البحث في تقرير غولدستون عن الحملة في قطاع غزة. وقالت شليف في النقاش في مجلس الامن ان "اسرائيل ترى فيه تقريرا يعطي شرعية للارهاب، يشجع الارهاب ويتنكر لحق اسرائيل في الدفاع عن مواطنيها". بشكل شاذ تقرر دفع البحث الى الامامالبحث العادي في "الوضع في الشرق الاوسط ومسألة فلسطين"، والذير يجري مرة في الشهر، كان يفترض أن يجري في نهاية تشرين الاول ولكن بسبب التطرق الى تقرير غولدستون، تقرر تقديم موعد البحث بشكل استثنائي. هذا، بتأييد ليبيا التي تعمل كعضو في مجلس الامن.في مستهل الجلسة دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اسرائيل والفلسطينيين الى الشروع فورا في تحقيق داخلي موثوق للادعاءات بجرائم الحرب في حملة "رصاص مصبوب". وعرض تصريحاته مساعد الامين العام للشؤون السياسية، لين باسكو، التي اضافت بان تأجيل البحث في تقرير غولدستون ادى الى اضطرابات في المناطق أجبرت السلطة الفلسطينية على التراجع عن موافقتها على تأجيل البحث. "الانسان العادي كان سيظن بان جلسة عاجلة لمجلس الامن تجرى بسبب القصف المتواصل نحو اسرائيل من قبل الارهابيين من غزة ولبنان او بسبب التهديد الايراني"، قالت البروفيسور شليف. "ولكن لا، الالحاح هنا هو ذريعة "لاختطاف" جدول اعمال المجلس لحث موضوع يجب البحث فيه في مكان آخر"، قالت البروفيسورة شليف.