أحد سكان ابو ديس الفلسطينية، طعن في اثناء مشادة ونقل في سيارة اسعاف فلسطينية الى مستشفى هداسا المشارف في القدس، توفي متأثرا بجراحه بعد أن منع من الدخول الى المستشفى – رغم أن الجيش الاسرائيلي سمح بدخول الفلسطيني وكان يجلس في السيارة مضمد عن نجمة داود الحمراء. هكذا يتضح من دعوى رفعت أول امس الى محكمة الصلح في تل أبيب. وحسب الدعوى، طلب المضمد الاسرائيلي من حراس المستشفى السماح بدخول الجريح وجادلهم على مدى عشرين دقيقة فيما كان يقترح عليهم اجراء فحص أمني له ولكن دون جدوى. وفي الختام اضطر طاقم سيارة الاسعاف الى نقله الى مستشفى المقاصد في شرقي القدس ولكن في الطريق الى هناك تقررت وفاته. واضيفت الى الدعوى فتوى طبية تقول انه كان يمكن انقاذ حياته لو انه تلقى علاجا طبيا في الوقت المناسب. الراحل هو محمد خنافسة، ابن 28 عند موته. وحسب لائحة الدعوى التي رفعها المحامي احمد النجيب، فان خنافسة طعن في صدره في اثناء مشادة في ايلول 2006. وبسبب خطورة الجرح قرر طاقم سيارة الاسعاف الفلسطينية التي وصلت الى المكان نقله الى مستشفى هداسا، وهم في طريقهم الى الجانب الاسرائيلي اتصلوا بمركز نجمة داود الحمراء. واقترحوا في نجمة داود على السائق الوصول الى حاجز الزعيم حيث ارفق بسيارة الاسعاف الفلسطينية مضمد اسرائيلي من نجمة داود الحمراء مع معدات انعاش ورافقهم الى المستشفى. دخول سيارات الاسعاف الفلسطينية الى الاراضي الفلسطينية ممنوع، باستثناء خمس سيارات اسعاف للهلال الاحمر. وفي الغالب ينقل الجرحى من سيارات الاسعاف الفلسطينية الى السيارات الاسرائيلية على طريقة من "ظهر الى ظهر": ولدوافع الامان متبع وقف سيارة الاسعاف الفلسطينية وظهرها الى الخلف في مواجهة الحاجز بابواب مفتوحة، والصاقه بالقسم الخلفي من سيارة الاسعاف الاسرائيلية. وعندها نقل الجريح الى الاخيرة. هذه الطريقة تؤدي الى ضياع الوقت، الامر الذي قد يكون حرجا. في حالة خنافسة، وبسبب الخطر الذي كان يتعرض له، سمح الجيش الاسرائيلي لسيارة الاسعاف الفلسطينية بالدخول الى نطاق اسرائيل.بعد دقيقة من مرور سيارة الاسعاف الحاجز ودخولها اسرائيل فقد خنافسة الوعي وربط بجهاز التنفس. بعد ثلاث دقائق من ذلك وصلت سيارة الاسعاف الى المستشفى. الحارس عند الباب الخارجي سمح بدخولها بعد أن شرحت له ملابسات الحالة، ولكن عندما وصلت سيارة الاسعاف الى الباب الداخلي اوقفها الحراس ومنعوا دخولها الى المستشفى. وجاء في كتاب الدعوى انه "بشكل غريب رفض الحراس السماح بدخول سيارة الاسعاف وذلك رغم المطالبات العديدة من مضمد نجمة داود الحمراء، الذي صرخ واستجدى واصر... قرابة عشرين دقيقة بانه يجب ادخال الراحل الى المستشفى كي يتلقى العلاج اللازم واشار للحراس المرة تلو الاخرى بانه لا توجد فرصة للراحل للنجاة اذا لم يتلقى العلاج اللازم وان المسألة هي مسألة حياة او موت". واضيفت الى الدعوى فتوى طبية من البروفيسور عمرام ايالون، مدير قسم الجراحة العامة وزرع الاعضاء في مركز شيبا الطبي في تل هشومير. في الفتوى يقرر البروفيسور بانه "كان احتمال معقول" بانقاذ خنافسة لو أنه تلقى علاجا طبيا. "التأخير لنحو عشرين دقيقة عند بوابات المستشفى كان بالتأكيد حرجا في هذه الحالة"، كتب البروفيسور ايالون. خنافسة كان الثاني من بين خمسة اخوة وكان يعمل كسائق. وروى ابوه بانه كان معين العائلة. وقال عن ملابسات وفاته ان ابنه "تورط مع ابن عم احمد قريع في أزمة على الشارع، فطعن ابني بمفك". أما عن سلوك حراس المستشفى ونتائج ذلك فيرفض الاب التسليم. "كل حياتنا، نحن الفلسطينيين، معاناة وتمييز. ولكن في مثل هذه الحالة لا يوجد عربي او يهودي، توجد انسانية. ابني نزف ومات عند مدخل المستشفى لانهم لم يسمحوا بادخاله بسبب انعدام الانسانية". وجاء من مستشفى هداسا بان الدعوى لم تصل بعد وانه "عندما تصل سندرسها ونرد في المحكمة".