بعد بضعة أيام من منع اسرائيل عن المشاركة في المناورة العسكرية الدولية الكبيرة، يبدو ان تركيا تسير نحو توثيق علاقاتها مع سوريا: وزير الدفاع السوري، علي حبيبي، اعلن امس بان بلاده ستجري مناورة عسكرية مع الاتراك. في الربيع الماضي أجرينا مناورة برية مشتركة اولى مع تركيا، واليوم وافقنا على اجراء مناورة أكبر وأكثر شمولا"، قال الوزير واثنى على تركيا على قرارها الغاء مشاركة اسرائيل في مناورة عسكرية مع قوات الناتو. وتحدث علي حبيبي بعد مؤتمر صحفي مشترك لوزيري الخارجية التركي والسوري أمس في مدينة حلب السورية، وفي اطاره أعلنت الدولتان عن توثيق العلاقات والتعاون الاستراتيجي في مواضيع مختلفة. وضمن امور اخرى الغيت الحاجة الى تأشيرات الدخول لمواطني سوريا وتركيا من والى البلدين. وانتقدت محافل امنية في اسرائيل أمس ما يلوح كشهر عسل بين دمشق وأنقرة. وقالت هذه المحافل ان "موافقة تركيا على اجراء مناورة مشتركة مع سوريا هو خطأ آخر يضاف الى خطأ الغاء المناورة مع اسرائيل. واكثر من أي شيء آخر تعبر هذه الموافقة عن ضائقة وعن تهور. فهم يبتعدون عن الغرب، يقتربون من ايران ولا ريب ان في اسرائيل وبالاساس في جهاز الامن سيتعين عليهم ان يقوموا الوضع من جديد فيما يتعلق بمنظومة العلاقات مع انقرة". وفي اطار جهاز الامن انطلقت اصوات مختلفة عن كيفية الرد على الازمة. فبينما حاول وزير الدفاع ايهود باراك تهدئة الخواطر، قالت محافل اخرى في وزارته ان الانبطاح امام الاتراك لن يجدي نفعا في هذه المرحلة وذلك لان الحكومة في أنقرة مصممة على هجر التحالف مع اسرائيل وتسخين علاقاتها مع سوريا ومع ايران. الروح الجديدة التي تهب من أنقرة ولا سيما الغاء مشاركة اسرائيل في المناورة أدى الى استياء شديد في واشنطن. وقال الناطق بلسان الخارجية الامريكية فيليب كارولي: "من غير المناسب الغاء مشاركة دولة ما في اللحظة الاخيرة". وأكد أن اسرائيل دعيت وان تركيا هي التي الغت. محافل في جهاز الامن قالت ان الاتراك لم يقدروا بان الولايات المتحدة ستقف بشكل واضح كهذا الى يمين اسرائيل وعليه فمن غير المستبعد أن يدفعوا ثمنا اقتصاديا وامنيا على الارتباط بالمحور برئاسة ايران – سوريا. ولعله من أجل تخفيف حدة الارتباط قال أمس وزير الخارجية التركي احمت دابوت اوغلو: "الغاء مشاركة اسرائيل في المناورة لا تشكل عقابا سياسيا. مع ذلك، لدينا حساسية تجاه غزة، شرقي القدس والمسجد الاقصى. اذا اخذت هذه الامور الحساسة بالحسبان، فيمكن للمسيرة السلمية أن تستأنف في المنطقة". وعلم أمس ان تركيا اوقفت مؤخرا عدة مجالات تعاون حساسة جدا مع اسرائيل في مجالات الاستخبارات. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس امس ان تركيا الغت ايضا صفقات امنية مع اسرائيل كصفقة الاقمار الصناعية. كما أن اسرائيل هي الاخرى "بردت" علاقاتها الامنية مع الاتراك في عدة مجالات بسبب تخوفها من أن تتسرب التكنولوجيات الاسرائيلية الى الايادي غير الصحيحة. وكان بدأ التدهور في العلاقات في اعقاب حملة "رصاص مصبوب" وسلسلة تصريحات حادة من جانب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالنسبة للحملة. وامس مرة اخرى اطلق اردوغان تعابيره اللاذعة واتهم اسرائيل بـ "القاء قنابل فسفورية على اطفال ابرياء في قطاع غزة". في خطاب القاه في المجلس الديني التركي قال اردوغان ان "الاطفال في غزة يقفون امام الفقر، اليأس، الحرب واسلحة الدمار الشامل الموجهة اليهم. علينا ان ننصت الى اصوات المضطهدين. العراق احتل وهكذا ايضا غزة. تعبير "ارهاب اسلامي" يشكل ذريعة للمعتدين والانسانية تنظر الى المظالم من مقعدها المريح". وتعقيبا على ذلك قالت مصادر سياسية في القدس: "مرة اخرى خرج من اردوغان الامام المتطرف. بعد أن بدا بالذات بان الدولتين تحاولان تهدئة الخواطر أثبت اردوغان مرة اخرى بانه يدير حملة شخصية ضد اسرائيل ويعمل على تقريب تركيا من ايران وسوريا على حساب اسرائيل". 14 اكتوبر 2009