ليس سرًّا أن السيّاح الإسرائيليين باتوا معروفين جدًا في جميع أرجاء العالم بسبب صلفهم ووقاحتهم وميلهم إلى البخل، واستغلال الفنادق التي يزورونها، وقد كشف النقاب اليوم الثلاثاء عن شريط فيديو جديد، قام إسرائيليٌّ بتصويره في أحد الفنادق باليونان، فيما كان (بطل) الفيلم يقوم بعملية “وداع” الغرفة التي كانا يقطناها خلال فترة “نقاهتهما”، وعرضت القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ الفيديو، واستضافت (البطل) الذي عبّر عن أسفه لما قام به.
شتائم لا يحتملها الورق خلال حفلة (وداع) الفندق اليونانيّ وتحطيم محتويات الغرفة
الإسرائيليّ، وهو شاب من مدينة بيت شيمش، القريبة من القدس، شوهِد في الفيديو وهو يقوم بتحطيم محتويات الغرفة، وفي النهاية قام بكسر زجاجة من مشروب الـ(فودكا)، فيما كان صديقه (المُصوّر) يُسمِع الشتائم التي لا يحتملها الورق، ويقول فيما يقول: “الإسرائيليون مختّلون، لا تسافروا إلى اليونان، لأنّها مملّة جدًا”.
وأوضح التلفزيون العبريّ أنّ الشابيْن وبعد عودتهما من أثينا، قاما بنشر الفيديو على (التيك توك) ليتحوّل للفيديو الأكثر مشاهدة في دولة الاحتلال.
وزير سياحة الكيان يعتذِر لنظيره اليونانيّ ويؤكِّد أنّ هولاء لا يُمثّلون الإسرائيليّ الحقيقيّ!
وفي تطوّرٍ لاحقٍ أعلن وزير السياحة الإسرائيليّ عن أسفه لما جرى، ووجّه رسالةً إلى نظيره اليوناني، أكّد من خلالها أنّه يرفض هذه الأعمال، لافتًا إلى أنّها لا تمثّل الإسرائيليين الحقيقيين، على حدّ وصفه.
وعن “الإسرائيليّ القبيح”، كانت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، قد بدأت سابقًا تقريرها عن تصرّف الإسرائيليين بعبارة الإسرائيليّ القبيح، حيث قامت بعرض شريط فيديو تمّ نشره وتعميمه على مواقع التواصل الاجتماعيّ، الأمر الذي أثار استياء المسؤولين والموظفين في مطار بن غوريون وفي شركات السياحة المختلفة.
وكانت الرحلة الجويّة قد أقلعت من مطار بن غوريون الدوليّ إلى فارنا في بلغاريا، وبدأت الرحلة بكيل من الشتائم من قبل إحدى المسافرات للمضيف داخل الطائرة الذي رفض بحسب زعمها بيعها الشوكولاطة المعفية من الضريبة.
وقالت المسافرة صارخةً على المُضيف المُرتبك: أنتَ تعمل لديّ، دفعت لقاء الرحلة وأريد الشوكولاتة. وبعد ثوانٍ انضمت أختها وصاحت في وجه المُضيفة التي قدمت لمساعدة زميلها: لقد دفعت مقابل تذكرة الطيران، لماذا لا تبيعها الشوكولاطة يا زبالة.
وحاول المضيف تهدئة الأجواء، إلّا أنّ كيل الشتائم البذيئة استمرّ لعدة دقائق، وبعد ذلك، قام زوج المسافرة من مقعده وتوجه إلى المضيف، وبعد أنْ كال له الشتائم التي لا يُمكن للورق تحملّها، قام بتهديده بالمسّ به جسمانيًا.
طوشة عموميّة بين الإسرائيليين بالطائرة لخلافٍ مع المضيف حول بيع الشوكولاطة المعفية من الضرائب
وقالت شركة (يسرائير)، المسؤولة عن الرحلة للتلفزيون الإسرائيليّ إنّ ما ظهر في الشريط ليس استثنائيًا وإنمًا يحدث بشكل دائم، لكن لا يتم الحديث عنه كما حدث في الواقعة الأخيرة، على حدّ تعبير الناطق بلسان الشركة الإسرائيليّة، الذي أضاف بأنّ قبطان الطائرة، قام بإبلاغ الشرطة البلغاريّة عن الحادث قبيل الهبوط في مطار فارنا، ولدى نزول المُسافرين منها، تمّ اعتقال أفراد العائلة المهاجمة، وبعد التحقيق معهم، وتقديمهم اعتذار رسمي وخطيّ، تمّ الإفراج عنهم. وشدّدّت الشركة أيضًا في تعقيبها على أنّها تدرس تقديم شكوى إلى الشرطة الإسرائيليّة ضدّ الذين هاجموا المُضيف.
وكانت صحيفة (يديعوت احرونوت) الإسرائيليّة قد وصفت السياح الإسرائيليين، الذين يتوجهون إلى الأردن بالبخل والوقاحة وقلة الأدب. فقد اعترفت الصحيفة مؤخرًا أنّ “الانطباعات السيئة تتولّد اليوم عن هؤلاء السياح ليس في الأردن وحده، بل وفي كل مكان تطأه أقدامهم، سواءً في تركيا، أوْ الشرق الأقصى أوْ أمريكا الجنوبية”.
المملكة الهاشميّة تتجاهل تصرّفاتهم الوقحة لأنّ السياحة مصدر دخلٍ للأردنيين
وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ السياح الإسرائيليين القوانين المحلية، التي تنص على أنّ كل مجموعة من السياح يجب أنْ يقودها دليل محلي يحمل رخصة رسمية أردنية. وبهدف التهرّب من هذه التعليمات اعتاد الإسرائيليون اجتياز الحدود بشكل منفرد واحدًا تلو الآخر، ثم يتجمعون فيما بعد.
إضافة إلى تهرّبهم من دفع بدل الدخول إلى الأماكن الأثرية والسياحية، ولهذا الغرض يسلكون طُرقًا غير رئيسية لدخول البترا وغيرها من المواقع الأثرية، ويتخذون من المتنزهات القومية والمناطق المفتوحة أماكن للنوم بدلاً عن الفنادق، مع ما يرافق ذلك من انتهاك للتعليمات والقوانين وتلويث متعمد للبيئة وتشويهًا للمظهر العام للموقع، زد على ذلك تعاملهم بقلة أدب مع الشرطة وقوات الأمن الأردنية.
درجوا على سرقة الحنفيّات من فنادق تركيّا حتى باتوا غير مرغوبٍ فيهم
فبعد أنْ باتوا غير مرغوبٍ بهم في تركيا، التي درجوا على سرقة حنفيات الفنادق منها، وبعد أنْ قام سائح إسرائيلي بإضرام النار في عشرات آلاف الدونمات، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) النقاب أيضًا عن أنّ وزارة الخارجية الإسرائيليّة كانت قد أصدرت تحذيرًا أمنيًا رسميًا لجميع السياح الذين يتوجهون إلى المملكة الأردنية الهاشمية، لزيارة مدينة البتراء السياحية بعدم إحضار الأكل والشرب معهم من إسرائيل وذلك من أجل أمنهم.
وساقت الصحيفة قائلةً إنّ التحذير الأمني لا علاقة له بالأمن، إنما بتصرفات السياح في الأردن، وأن المخابرات الأردنية لا تخشى بالمرة من أنْ يقوم الإسرائيليون بنقل الأسلحة معهم إلى داخل حدود المملكة.
وقد تبينّ من الفحص الذي أجرته المصادر ذات الصلة، أنّ السياح من إسرائيل يصلون إلى الأردن عبر معبر الشيخ حسين، وهم يحملون معهم المأكولات التي جهزوها في البيت، كما أنهم يشترون المياه المعدنية من الجانب الإسرائيليّ ويدخلون إلى الأردن لزيارة تستمر يومًا واحدًا فقط، وخلال تواجدهم هناك لا يدخلون المطاعم أو المقاصف المنتشرة في المكان السياحي، لا بل أكثر من ذلك، فالعديد منهم، كما قالت الصحيفة، يدخلون مع المأكل والمشرب الذي بحوزتهم إلى المطاعم ويأكلون هناك، وبما أنّ الأردنيين يريدون المحافظة على السياحة التي تعتبر مصدر رزق جيد للكثيرين، فإنهم يمتنعون عن التعرض لهم، ولا يقومون بطردهم من المكان.
يسرقون الأغراض من الفنادق ويتصرّفون بوقاحةٍ حتى بزياراتهم لمعسكرات الإبادة
وقد درج هؤلاء، وفق ما أكّدته (يديعوت أحرونوت)، درجوا على سرقة غرف الفنادق التي يقيمون فيها، وهم لا يكتفون بإحضار المواد الغذائية التي يحتاجونها من إسرائيل، حتى لا يضطرون لشرائها من الأسواق المحلية مع أنّ ثمنها بخس، بل اعتادوا أيضًا على سرقة الأطعمة وأدوات الطعام من مطاعم الفنادق التي بات عددًا كبيرًا منها يرفض استقبالهم، حرصًا منها على الإبقاء على المستوى الرفيع لفئة السياح الأجانب الزائرين للمملكة.
ويُهدد السياح الإسرائيليون أنفسهم بالسفر إلى مناطق قريبة من الحدود السعودية والعراقية، ويتمادون بالاقتراب من مواقع عسكرية حساسة ومحظورة. ولعل هذه الممارسات تكشف أنّ بعضًا منهم يحضرون إلى المملكة ليس بصفتهم سياحًا يهتمون بتنوع البيئات المحلية، أو التمتع بجمال وادي رم والصحراء الشرقية ومياه البحر الميت العلاجية.
جديرٌ بالذكر أنّ موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، كان قد نشر تقريرًا مفصلاً عن تصرّفات الإسرائيليين المخجلة والمزرية في رحلاتهم في جميع أرجاء العالم، مُشدّدًا على أنّهم يتصرّفون بوقاحةٍ حتى خلال زياراتهم لمعسكرات الإبادة النازيّة، كما قال.


