وصف المؤرّخ الإسرائيليّ د. عوفر ألوني الدولة العبريّة، في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة أن “إسرائيل في القرن الـ21 مضطربة، مُشوشّة ومجنونة تمامًا مثل الرؤيا المُروّعة، وإسرائيل أيضًا نكتة وأضحوكة، تمُرّ في وقتٍ عصيبٍ للغاية، تمامًا مثل كتاب خياليٍّ”.
وتابع المؤرّخ، الذي يسكن في ألمانيا، ويقضي أيضًا فتراتٍ في إسرائيل، قائلاً إنّ هناك مَنْ يزعمون أنّ قاعدة فكرة النهضة الصهيونيّة يحمل في طيّاته أساسًا دينيًا مسيحانيًا، أيْ أنّ المسيح هو شخصية التي تجلِب الخلاص، التعاطف، والأمل للإنسانيّة، وتؤدّي لتغيير وجه الكرة الأرضيّة، علمًا أنّ هذا المصطلح مذكور في الديانة اليهوديّة وفي دياناتٍ أخرى.
وأوضح أنّ الطرح المسيحانيّ يعتمِد على اقتباس مقولة الباحث الكبير والمعروف في شؤون اليهوديّة، غيرشوم شالوم، والذي كان قد حذّر في منتصف القرن التاسع عشر من أنّه في يومٍ من الأيّام قد تنفجِر القوّة الكبيرة الكامنة في اللغة العبريّة ضدّ مُستخدميها، وأضاف: “أتمنّى أنّ الطيش الذي أرشدنا إلى الطريق المُروّع، لن يجلِب فقداننا ونهايتنا”، على حدّ تعبيره.
المؤرّخ الإسرائيليّ أكّد في مقاله بـ(هآرتس) أنّ هذا التوقّع (النبوءة) نعيشه ونشهده إلى حدٍّ كبيرٍ أمام أعيننا في هذه الفترة بالذات، مُوضحًا في الوقت ذاته أنّه كلمّا تبنّت الدولة اليهوديّة مبدأ المسياحنيّة السياسيّة المُتطرفّة، والتي يظهر التعبير عنها، بالإضافة إلى أمورٍ أخرى، عن طريق تعزيز وتقوية الحركات من أجل العودة إلى (جبل الهيكل)، فإنّه النبوءة بزوال إسرائيل تتحقق، على حدّ تعبيره.
ومع ذلك، شدّدّ المؤرّخ الإسرائيليّ، من المهم التذكير بأنّ الفكرة الصهيونيّة تعتمِد على طبقاتٍ أخرى، مُشيرًا إلى أنّه خلال مئات السنين فإنّ حلم إقامة الدولة اليهوديّة، تمّ تبّنيه ودفعه للأمام من قبل مسيحيين متطرّفين الذين يؤمنون بنهاية العالم، وعن طريق إقامة إسرائيل تتحقق أمنيتهم بنهاية العالم.
وخلُص المؤرّخ الإسرائيليّ إلى القول إنّ دولة اليهود لم تكُن قبل إقامتها نكتةً معاديةً للساميّة، إنمّا أيضًا سيناريو يتبع لعلم الخيال، لافِتًا إلى أنّ هذه الأمور ربّما تابعة للماضي، ولكنّها تُواصِل الحضور والوجود في الحياة اليوميّة الوجوديّة لإسرائيل الحاليّة، مختتمًا بالقول أيضًا في القرن الـ21 تواصل إسرائيل كونها مضطربة ومشوشة مثل الرؤية في حلم مُروّعٍ، ودولة مُضحكة مثل النكتة، وفاقدة للمصداقية وأثبت التاريخ أنّها وُلِدت بالخطأ، على حدّ وصف المؤرّخ الإسرائيليّ.