إعلام عبري: مسيرة الأعلام منصة لاختبار السنوار الذي أصبح "الوصي على أسوار القدس"

الأربعاء 25 مايو 2022 02:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
إعلام عبري: مسيرة الأعلام منصة لاختبار السنوار الذي أصبح "الوصي على أسوار القدس"



القدس المحتلة / سما /

تزداد المخاوف الإسرائيلية من أن تترك مسيرة الأعلام الاستيطانية المقررة في "ذكرى استكمال احتلال القدس"، تأثيرها على مستقبل الحكومة الهشة، في ظل ما سيواجه هذه الفعالية المستفزة من ردود فعل فلسطينية غاضبة.

وفي حال تم السماح لها من قبل شرطة الاحتلال بالمرور عبر باب العامود في القدس المحتلة، فإن هذا سيضع قادة التحالف الحكومي في شرك خطير، لأنه يعني المخاطرة بعدم أخذ تهديدات حماس على محمل الجد، وهنا قد تقع الحكومة تحت خطر الصدمة والتفكيك.

في الوقت ذاته، فإن هذه المسيرة المستفزة تأتي كجزء من الممارسة الدائمة لحكومة بينيت-لابيد التي تتبع نهج "القفز على الأهداف"، في حين شكلت الموافقة على الخطوط العريضة لمسيرة الأعلام مغامرة لا تعرف مآلاتها.

وذكرت خبيرة الدعاية والإعلان، والمستشارة الإعلامية السابقة لنفتالي بينيت، شير ساغيه، في مقال على موقع القناة 12، ترجمته "عربي21" أن "موافقة الحكومة على مسيرة الأعلام تعتبر منصة لاختبار قائد حماس في غزة يحيى السنوار، الذي أصبح يعتبر نفسه وصياً على أسوار القدس".

وتابعت: "هو لم ينتظر طويلا، وأطلق تهديدا بأنه إذا مرت المسيرة من باب العامود، فستطير الصواريخ فوق القدس المحتلة، وهكذا أصبح إعلان الحكومة عن موافقتها تلك إيذانا بتنفيذ السنوار لتهديداته".

وأضافت أن "موافقة بينيت على المسيرة ربما تضعه في "فخ"، لأنه إذا تراجع، وغيّر مخططها خشية من تهديدات حماس، فسيكون لذلك تبعات باهظة عليه وعلى حكومته في أوساط اليمين، فضلا عن أنه سيصدم التحالف القائم، الذي يعاني من أزمات تكاد أن تطيح به بين حين وآخر، فضلا عن الانسحابات المتلاحقة، فيما تصمد حكومة بينيت-لابيد، رغم الرواية السائدة بأنها على وشك التفكك، لكن أعضاءها لديهم أسباب كثيرة للبقاء أكثر من الرحيل". 


ولفتت بالقول إنه من الصحيح أن حكومة الاحتلال تأخذ مخاطرة من العيار الثقيل في ما يتعلق بالموافقة على مسيرة الأعلام على ذات خط مسارها من باب العامود، لكنها في الوقت ذاته تعتقد أن فصائل المقاومة قد تتروى قبل اتخاذ قرار بإطلاق الصواريخ من غزة باتجاه القدس المحتلة، وقد تفكر ملياً قبل أن تأمر بذلك، لاعتبارات عديدة، ما قد يجعل ظروف بينيت مهيأة لتحمل مخاطر من هذا النوع، على الصعيدين السياسي والأمني. 


في الوقت ذاته، تتحدث الأوساط المحيطة بحكومة الاحتلال عن أن تهديد حماس بالعودة لذات سيناريو 2021، بقصف القدس المحتلة وتل أبيب في حال تنفيذ مسيرة الأعلام، قد يدفع حكومة بينيت-لابيد للتمسك بموافقتها المعلنة عن المسيرة، وإلا فسيكون أي تراجع معناه تفكك الحكومة، وظهورها بموقف المتراجع أمام الفلسطينيين فإن ذلك يعني شهادة وفاتها، الأمر الذي قد يعني، ولو بنسبة ضئيلة، الذهاب الى مواجهة مع حماس، الأمر الذي يستدعي منها إدارة دقيقة للمخاطر الناجمة، وقراءة أسباب بينيت السياسية والحزبية الداخلية التي قد تدفعه لتغيير سياسته تجاه حماس، والرد على تهديداتها.