أكد رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي نفتالي بينيت، اليوم الجمعة، أن مستقبل دولة "إسرائيل" في خطر، في إشارة إلى تحول الحكومة الإسرائيلية إلى أقلية في البرلمان.
وكتب بينيت في أول تصريح عقب تحول حكومته لأقلية بعد انسحاب نائبة عربية من الائتلاف عبر موقع (تويتر) "تحملي لمسؤولية تشكيل حكومة إنقاذ كان خيار صعب، لكن مستقبل البلاد في خطر وعلينا أن نكافح للحفاظ على وحدة شعبنا، فليس لدينا دولة أخرى".
وأضاف "قبل نحو عام، وبعد أربع جولات انتخابية وكنا على وشك إجراء انتخابات خامسة وعملية حارس الأسوار واندلاع أعمال شغب في المدن الإسرائيلية وانتشار البطالة الجماعية وشلل حكومي كامل وإغلاق ثالث بسبب كورونا اتخذت قرارا صعبا بتشكيل حكومة إنقاذ".
وأوضح أن نجاح الحكومة كان بسبب موافقة جميع مركباتها على تقديم تنازلات، وتنحية الخلافات الأيدولوجية جانبا والتركيز على إعادة البلاد للعمل".
وشرح بينيت الإنجازات التي قامت بها حكومته قائلا إنها عززت الاقتصاد خلال العام الماضي إلى نمو بنسبة 8 في المائة، وانخفضت عدد جرائم القتل في المجتمع العربي بنسبة 30 في المائة.
وأضاف "جلبنا لسكان غلاف غزة وسديروت أطول فترة هدوء منذ سنوات، وقمنا بتمرير الميزانية العامة لدولة إسرائيل".
ويوم أمس الخميس، أعلنت عضو الكنيست العربية عن حزب ميرتس اليساري غيداء ريناوي زعبي انسحابها من الائتلاف مما جعل التحالف يمتلك 59 صوتا فقط وتحوله إلى أقلية.
وفي خطاب استقالتها لرئيس الوزراء بينيت كتبت زعبي، أن أحداث الأسابيع الماضية كانت "لا تطاق".
وأدت التوترات المتصاعدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى سقوط قتلى من الجانبين، مما أدى إلى زيادة الخلافات السياسية داخل التحالف الذي يضم أحزابا يمينية ويسارية.
وتحدثت زعبي عن الصدامات التي وقعت في المسجد الأقصى (جبل الهيكل) في القدس خلال شهر رمضان الماضي قائلة "لا أستطيع أن أدعم ائتلافا يضايق بشكل مخزي المجتمع الذي أتيت منه".
وكانت الحكومة الإسرائيلية المكونة من أطياف سياسية متعددة من اليمين واليسار والوسط وحزب عربي إسلامي واحد قد أدت اليمين الدستورية في يونيو العام 2021.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المعارضة أعلنت أنها ستطرح اقتراحا بسحب الثقة من الحكومة يوم الأربعاء القادم على البرلمان الإسرائيلي.
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد عبر موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) أن "الحكومة ما زالت مستمرة ولم ينتهي أمرها".
وأضاف "هذه الحكومة هي الشيء الصحيح لدولة وشعب إسرائيل، وليس لدينا أي نية للاستسلام أو التخلي عنها، وسنصلح ما يحتاج إلى الإصلاح".
وفي سياق متصل، ذكرت الإذاعة العبرية العامة أن مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أجرى مفاوضات مكثفة مع أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير أحد الأحزاب المكونة للقائمة العربية المشتركة لمناقشة تخصيص الحكومة ميزانيات لشق الطرق في البلدات العربية مقابل دعم الطيبي للحكومة في الكنيست.
وقالت الإذاعة إن الطيبي طلب 200 مليون شيقل إسرائيلي جديد (60 مليون دولار أمريكي) لتمويل مشاريع البنية التحتية.
في المقابل، نفى حزب يمينا الذي يتزعمه رئيس الوزراء بينيت في بيان أي تعاون مع القائمة العربية المشتركة.
وقال البيان "الحكومة لن تعتمد على القائمة العربية المشتركة في أي وضع، ولا توجد اتفاقات معهم"، مضيفا أن دولة إسرائيل "تهتم بكل المواطنين الإسرائيليين".
وفي وقت سابق من اليوم، تحدث رئيس ميرتس نيتسان هوروفيتس مع زعبي لبحث تداعيات انسحابها من التحالف، وفقا لصحيفة (هآرتس) الإسرائيلية اليومية.
وبحسب الصحيفة، فأن زعبي تعهدت لهوروفيتس بعدم التصويت على قرار حل الكنيست وإسقاط الحكومة، مشددة على أنها لا تنوي العودة للتحالف وستضغط على الحكومة من خارج الائتلاف من أجل البدء بأخذ مطالب العرب بجدية.