اتفقت وزارة التربية والتعليم (المعارف) الإسرائيلية مع جهاز الأمن العام (الشاباك) على أن ينقل الأخير إليها مباشرة معلومات حول معلمين عرب يعبرون عن مواقف سياسية، بزعم أنهم "يؤيدون أو ضالعون في نشاط إرهابي"، حسبما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" اليوم، الإثنين.
يشار إلى أن الشاباك، الذي كان يعرف باسم الـ"شين بيت" في الماضي، كان ضالعا باستمرار منذ تأسيس إسرائيل في تعيين مواطنين عرب في وظائف حكومية وبشكل خاص في سلك التعليم، وبذلك تم منع واستبعاد مواطنين عرب يحملون موقفا سياسيا، ليس بالضرورة ضد إسرائيل، وإنما لمجرد أنهم يسعون لخدمة مجتمعهم، عن وظائف حكومية، والتركيز على سلك التعليم بشكل خاص.
من جهة أخرى، لا تتدخل السلطات الإسرائيلية، وبضمنها وزارة التربية والتعليم والشاباك، في المدارس اليهودية، وخاصة تلك الموجودة في المستوطنات وييشيفوت (معاهد دينية) فيها، التي تشمل مضامين التعليم فيها تشجيع على قتل الفلسطينيين، مثل كتاب "عقيدة الملك".
وتتذرع وزارة التربية والتعليم والشاباك بالتعاون بينهما من أجل استبعاد عرب عن العمل في سلك التعليم بعمليتين مسلحتين نفذهما معلمان - هما فادي أبو شخيدم من مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة والضي نفذ عملية إطلاق نار بالبلدة القديمة؛ ومحمد أبو القيعان الذي نفذ عملية بئر السبع، في آذار/مارس الماضي.
ويهدف هذا التعاون بين وزارة التربية والتعليم والشاباك إلى رصد مسبق لمعلمين توجد تجاههم شبهات حول ضلوع في "الإرهاب" أو تشجيع "الإرهاب". إلا أن إسرائيل ومعظم وسائل إعلامها تتعامل مع "الإرهاب" كمصطلح واسع وفضفاض، ويشمل ناشطين سياسيين واجتماعيين مناهضين للاحتلال، مثلما تستخدم مصطلح "مخرب" حتى ضد متظاهرين أطفال.
وأشارت "كان" إلى أن التعاون بين وزارة التربية والتعليم والشاباك في هذا السياق لم يأت بسبب العمليتين المذكورتين فقط، وإنما "في أعقاب حالات أخرى (تشمل) منشورات في الشبكات الاجتماعية من جانب معلمين عرب. ووزارة التربية والتعليم معنية بإخراجهم من جهاز التعليم أو منع دخولهم إلى الجهاز".
وتم الكشف عن هذا التعاون بين الوزارة والشاباك خلال جلسة مغلقة عقدتها لجنة التربية والتعليم التابعة للكنيست. ونقلت "كان" عن أعضاء كنيست حضروا الجلسة قولهم إن رئيس الشاباك، رونين بار، والمديرة العامة لوزارة التربية والتعليم، داليت ستوبير، اجتمعا مؤخرا وقررا أن "الشاباك سينقل منذ الآن معلومات إلى وزارة التربية والتعليم مباشرة حول حالات توجد فيها شبهات حول معلم يؤيد أو ضالع في نشاط إرهابي".
وأضافت "كان" اجتماع لجنة التربية والتعليم في الكنيست كان صاخبا وتخلله صراخ بين عضوي الكنيست عوفر كسيف، من القائمة المشتركة، وكيتي شيتريت، من حزب الليكود. ومن المقرر أن تعقد اللجنة اجتماعا مغلقا آخر حول الموضوع نفسه، اليوم، ليكون الاجتماع الرابع حول الموضوع، الذي بادرت إليه رئيسة اللجنة، عضو الكنيست شارين هاسكل، من حزب "تيكفا حداشا".
وأشارت "كان" إلى أن وزارة التربية والتعليم قررت مؤخرا أن أي معلم من القدس المحتلة بريد التعليم في مدرسة تابعة لبلدية القدس، أي لجهاز التعليم الإسرائيلي، ملزم بالخضوع لاستجواب أمني.