أجرت صحيفة "الغارديان" لقاء مع مخرجي فيلم "11 يوما في مايو"، والذي يروي قصص أطفال في غزة كانوا ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع في العام الماضي.
وأسفر عدوان الاحتلال حينئذ عن استشهاد 261 فلسطينيا في غزة، وآلاف الجرحى.
ومن المقرر أن تبدأ العروض السينمائية الأولى للفيلم في العاصمة لندن في السادس من آيار/ مايو المقبل، تزامنا مع الذكرى الأولى للعدوان، في صالات سينما "بيكتشر هاوس" البريطانية، حيث حجزت 10 دور عرض الفيلم بالفعل.
وعنونت الكاتبة المقال "يجب أن نشعر بالصدمة: فيلم مايكل وينتربوتوم الجريء تكريما لأطفال غزة القتلى".
وتذكر الصحيفة، أن "الفيلم يبدأ بمشاهد من بي بي سي نيوز للغارات الجوية من الذي يعرفه المشاهدون، 'لكن بعد ذلك يميلون إلى نسيانه'، كما يقول وينتربوتوم، قبل أن يخوض الصراع ترتيبا زمنيا، ليخبر المشاهد عن الأطفال الذين ماتوا كل يوم، عبر المقابلات مع 28 عائلة".
وجاءت فكرة الفيلم لوينتربوتوم، وقام بتحرير اللقطات التي تم تصويرها بالتنسيق مع المخرج محمد الصواف.
ورفضت عائلات الأطفال في غزة المشاركة، ولكن الصواف أقنعهم بأنهم يجب أن يظهروا للعالم للحديث عن أطفالهم "الذين كانت لديهم تطلعات ولم يعد لهم وجود".
ووفقا للصحيفة، فقد اندهش الصواف من صمود الأهالي ويقول: "هؤلاء الناس بطبيعتهم طيبون ومرحبون. إنهم يتحدثون عن أطفالهم الذين فقدوا بسبب العنف. لكن، أيضا، كلفتهم الوفيات الكثير. إنهم يشعرون بالانهيار، والإرهاق الشديد من الحزن لدرجة أنهم لا يستطيعون إظهار الكثير من الغضب".
وتنقل الكاتبة عن الصواف: "اتضح أن الشيء الأكثر إزعاجا الذي سألنا عنه لم يكن ظروف القتل، بل بالأحرى الآمال المعلقة قبله: بماذا كانوا يحلمون؟ ما الذي كان يحمله مستقبلهم؟".
ووافقت قلة من العائلات على إجراء مقابلات في الموقع الذي استشهد فيه أبناؤهم، وصور طاقم الفيلم عددا قليلا من الأشخاص وهم يزورون القبور، في بعض الأحيان، تطغى الذكريات على الأحباء كما تشير الصحيفة.
وترى الصحيفة أنه "بالنسبة للجماهير الغربية، من المرجح أن تكون أكثر اللحظات إثارة للصدمة هي صور الأطفال القتلى أو المصابين بجروح قاتلة، والتي تتخللها صور لهم في الأوقات السعيدة. هذه الصور التي لا تمحى، بالإضافة إلى لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي لهم أثناء نقلهم إلى المستشفى أو وضعهم على الأرض، وتم نشرها من قبل العائلات، كما يقول الصواف".
ويقول وينتربوتوم إنه فكر كثيرا في تضمين صور الأطفال القتلى أو المحتضرين، فالعلاقة بـ"الخسارة والحزن" في غزة هي "بالتأكيد مفهوم مختلف عن ذلك في بريطانيا".
ويذكر وينتربوتوم أنه لو كان الفيلم يدور حول أطفال فقدوا في إنجلترا، فمن غير المرجح أن تكون عائلاتهم قد وافقت على استخدام مثل هذه الصور الثابتة، أو حتى امتلاكها في المقام الأول.
ويوضح الصواف أنه من الجدير بالذكر أنه في حين أن أولئك الذين علقوا في حروب أخرى "قد تتاح لهم فرصة البحث عن ملجأ في بلدان أخرى حتى تنتهي، فإن هذا ليس خيارا متاحا لمعظم الفلسطينيين".