وصف رئيس قسم العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال عوديد بسيوك، العلاقات العسكرية والأمنية بين الاحتلال والدول العربية التي وقعت "اتفاقيات أبراهام" (الإمارات، المغرب، البحرين، والسودان) عام 2020، بأنها "ذخر استراتيجي"، معللاً ذلك بأنها فتحت أمام جيش الاحتلال "مجالات تعاون لا سابق لها".
وجاءت أقوال الجنرال الإسرائيلي في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نشرت، اليوم الجمعة، أشار فيها أيضاً إلى أن العلاقات مع الأردن هي بدورها ذخر استراتيجي ينبغي الحفاظ عليه".
وكشف بسيوك عن زيارة قائد عسكري عربي تل أبيب، دون ذكر هويته، قائلاً "لن أقول من أي دولة. هنا وعلى مدار عشر دقائق جال جنرال عربي ببصره في أنحاء مدينة تل أبيب".
وأضاف "قال لي هذا الجنرال لو كنت ستقول لي قبل عام أنني سأقف هنا في مكتب مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في البرج جي (في قلب تل أبيب) لما كنت أصدق ذلك"، مجدداً قوله إن "العلاقات مع هذه الدول هي ذخر استراتيجي لإسرائيل وعلينا أن نحافظ عليها".
وتطرق بسيوك في المقابلة إلى الغارات الإسرائيلية في سورية، نافياً أن تكون تأثرت بتوتر العلاقات مع روسيا مدعياً في الوقت ذاته، أن إسرائيل نجحت في ضرب التموضع الإيراني في سورية، خصوصاً في ظل استمرار عمل "آلية التنسيق العسكري مع روسيا" بشكل اعتيادي.
وقال إن "الهجمات والاعتداءات التي تشنها إسرائيل في سورية تعتمد بالأساس على المعلومات الاستخباراتية، وأنه لا يوجد أي تباطؤ فيها، وستكون هناك هجمات أخرى مهمة، علينا ألا ننسى أن فصل الشتاء كان طويلاً".
وأضاف أنه "حتى الآن كان نشاطنا ضد إيران ناجحاً"، زاعماً بأنه "طهران غيرت قائد الفيلق الإيراني هناك لأنها غير راضية. نحن نواصل إحباط نقل أسلحة استراتيجية عبر سورية إلى حزب الله في لبنان".
وبحسبه فإن "السوريين يمرون أيضاً في العام الأخير بتغيير كبير، فهم (أي النظام) يسيطرون اليوم على 70% من الأرض ولا يريدون أن يزعجهم أحد، الأمر الذي يدفعهم لتقييد حركة الإيرانيين ميدانياً".
ولفت الجنرال الإسرائيلي، إلى أن "مصلحة الروس في سورية بأن يسيطر السوريون على الأرض، هذا الوضع يخدمنا حالياً، لن يدوم إلى الأبد لكنه جيد حالياً".
ورداً على سؤال حول المواجهة مع إيران خارج إطار الملف السوري، قال الجنرال الإسرائيلي "الاحتكاك مع إيران مستمر ومتواصل، بل إنه موجود هنا. فتعيين جنرال خاص في الجيش الإسرائيلي للشؤون الإيرانية وتخصيص قسم لإيران في قسم العمليات ليس مصادفة. نحن مستعدون لمواجهة. هناك ساحة الملف النووي ومجالات أخرى مثل الطائرات المسيرة".
وادعى أنه "تم إحباط كل محاولات إيران التصعيدية بفعل قدرات سلاح الجو وشعبة الاستخبارات ولا يقف الأمر عند هذا الحد. فعلى أثر اتفاقيات أبراهام، بدأ الإيرانيون يرون الإسرائيليين وهم يتجولون في محيطهم".
التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة
كذلك، تطرق بسيوك إلى التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، الذي أطلق عليه مسمى "كاسر الأمواج". ولفت إلى أنه يقوم على أربعة أسس وهي "إحباط عمليات، دفاع، إدارة وسياسة مدنية، سياسة العقوبات الاقتصادية".
كما لفت إلى سياسة العزل التي اتبعها الاحتلال مثلاً في محافظة جنين وشن حملات اعتقال فيها لا سيما في مدينة جنين ومخيم جنين والقرى المحيطة بهما.
وأقر الجنرال الإسرائيلي في الوقت ذاته إلى "استمرار ارتفاع" مستوى المقاومة الشعبية التي يطلق عليها الاحتلال مسمى "الإرهاب الشعبي".
وزعم الجنرال الإسرائيلي أن حركة "حماس" مرتدعة في المرحلة الحالية، مستدركاً بالقول "لكن لا يمكن التكهن بما ستقدم عليه لاحقاً.
وأشار إلى اعتقال أكثر من 300 فلسطيني في القدس المحتلة، كاشفاً أن "قسماً كبيراً منهم من فلسطينيي الداخل المحسوبين على الحركة الإسلامية الشمالية المحظورة؛ وهي الحركة الإسلامية التي يقف على رأسها الشيخ رائد صلاح، والتي تم حظرها وإخراجها عن القانون في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2015 بقرار من الكابينت السياسي والأمني للحكومة الإسرائيلية في عهد رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال زاد من انتشار القوات في الضفة الغربية المحتلة ودعم هذه القوات بـ5000-6000 جندي، إضافة إلى نشر 4000 جندي على امتداد خط التماس بين الضفة الغربية والقدس المحتلة عام 1967 وبين دولة إسرائيل.
وأقر بسيوك، بأن جيش الاحتلال ووزارة الأمن الداخلي وافقت، أخيراً، على تشكيل ما سمي بـ"الحرس القومي الوطني"، والمقصود به تخصيص ثلاثة ألوية في حرس الحدود والجيش لصالح الجبهة الداخلية والتي ستكون مهامها الرئيسية في حال اندلاع حرب قادمة على أي من الجبهات تأمين الأوضاع في داخل إسرائيل وتأمين حركة نقل الجنود والعتاد الأسلحة للجبهات المختلفة.
وهي جزء من الاستعدادات التي يسوقها الاحتلال باعتبارها نتاج "استخلاص العبر"، بحسب ادعاء قوات الجيش والأمن الإسرائيلي المختلفة من التظاهرات والاحتجاجات في بلدات الداخل الفلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي العام الماضي على قطاع غزة، بالإضافة إلى ما نتج في أعقاب التصعيد ضد أهالي حي الشيخ جراح والذي دفع إلى هبة تضامنية في الداخل الفلسطيني، وما تبعها من مواجهات واعتداءات على الفلسطينيين في المدن الساحلية التاريخية: حيفا واللد والرملة ويافا وعكا.