تستعد شرطة الاحتلال الاسرائيلي لاقتحام الحرم القدسي مجددا لتنفيذ اعتقالات في صفوف الشبان الفلسطينيين فيه، بعد غد الذي يصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.
ووجه مسؤولون كبار في وزارة الأمن الداخلي انتقادات لجهاز الأمن العام (الشاباك) بأنه لم يكن مستعدا بالشكل الكافي للأحداث في المسجد الأقصى في الأسابيع الأخيرة.
وقال المسؤولون في وزارة الأمن الداخلي إنه "يوجد حتى الآن فجوة بين جمع المعلومات المخابراتية وأعمال الشغب في المسجد. واضطرت الشرطة إلى العمل في ظلمة مخابراتية وبالرد على الأحداث بعد اندلاعها فقط" حسبما نقل عنهم موقع "واينت" الإلكتروني اليوم، الأربعاء.
وتنفذ الشرطة الإسرائيلية اقتحامات استفزازية لباحات المسجد الأقصى، بهدف فتح الطرق فيها لمجموعات المستوطنين التي تقتحم الحرم القدسي وتقيم صلوات ودروس تلمودية فيه، أو في أعقاب رصد حالة غليان في المسجد إثر علم المصلين بنية الشرطة تنفيذ اقتحامات، وتصريحات قادتها حول ذلك.
واليوم، ادعى المسؤولون في وزارة الأمن الداخلي أنه "في الوقت الذي تشير فيه الشرطة منذ أكثر سنة إلى وادي عارة كمكان يخرج منه المتطرفون من خلال دعوات تحريضية في الشبكات الاجتماعية، لا ينجحون في الشاباك في توفير معلومات مخابراتية حول تنظيمات ونوايا مواطنين عرب بخرق النظام".
ويبدو أنه لا توجد لدى الشاباك، وهو جهاز أمن وقائي وعملاؤه منتشرون في البلدات والمدن العربية، معلومات كهذه لأنه لا توجد تنظيمات ونوايا كالتي يتحدث عنها المسؤولون في وزارة الأمن الداخلي. ويبدو أن أقوالهم تأتي بهدف التغطية على الانتقادات الموجهة للشرطة بسبب استخدامها العنف المفرط في المسجد الأقصى، وبضمن ذلك إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من طائرة مسيرة بشكل عشوائي على المصلين في الأقصى، يوم الجمعة الماضي، والتي أكد ضباط شرطة بأنه لم تكن هناك أي حاجة لها.
ويبدو من تقرير "واينت"، اليوم أيضا، أن الشرطة الإسرائيلية ما زالت تواجه "عقدتها" المتمثلة بالهبة الشعبية في البلدات والمدن العربية احتجاجا على العدوان في الأقصى وعلى غزة في أيار/مايو الماضي. "التخلف في الاستعداد برز أمام الجمهور قبل سنة، خلال عملية حارس الأسوار العسكرية. لم يتوقع أحد في جهاز الأمن موجة العنف التي اندلعت في البلدات العربية، كما أن الشرطة لم تكن مستعدة لها".
وبذلك تحاول الشرطة التغطية على فشلها في رصد مسبق لاحتجاجات، من جهة، وهي تتعامل مع المواطنين العرب كأنهم "خطر أمني" وليس كاحتجاجات مدنية مشروعة، من الجهة الأخرى.
وأضاف "واينت" أن وزارة الأمن الداخلي قررت تشكيل غرفة قيادة مخابراتية وأن ترصد الشبكات الاجتماعية، بادعاء وجود منشورات "تحريضية" فيها. وفي هذا السياق، فإن الشرطة تعتبر أي منشور احتجاجي على قمع الشرطة أو استنكاري لاقتحامات المستوطنين وإعلانهم عن "ذبح قرابين" في الأقصى، أنه "تحريض".
وقال مسؤول في وزارة الأمن الداخلي أن "المسؤولية هي على الشاباك، الذي يدرك أنه ملزم بتحسين قدراته في جمع المعلومات المخابراتية، بحيث يستخدمها جهاز الأمن وخاصة الشرطة الإسرائيلية. ومعلومات مخابراتية نوعية ستسمح للشرطة والجيش الإسرائيلي بالاستعداد بشكل أفضل، وتنفيذ اعتقالات وقائية، وإزالة مضامين تحريضية من الشبكة وتفكيك تنظيمات قبل وصول المشاغبين إلى المسجد".
يذكر أن الشرطة شنّت حملة اعتقالات وتنكيل واسعة بين الناشطين العرب الذين ينظمون احتجاجات في البلدات العربية على قمع الشرطة في القدس. وأشار تعقيب الشاباك على تقرير "واينت" إلى ذلك. "الشاباك والشرطة الإسرائيلية يعملان بتعاون كامل، وفي إطار المجهود المشترك اعتقل مسبقا وقبل بدء الأحداث عدد كبير من الناشطين المحرضين والعنيفين، وذلك إلى جانب عمليات إحباط كثيرة لعمليات في المناطق المختلفة، وغالبيتها كانت استنادا إلى معلومات مخابراتية زودها الشاباك".
وفي سياق متصل قال القيادي في حركة حماس د. إسماعيل رضوان نحن نتابع عن كثب كل تطورات الأحداث في القدس والأقصى ونراقب سلوك الاحتلال، سواءً على صعيد غرفة العمليات المشتركة وعلى صعيد القوى الوطنية والإسلامية.
وأضاف "رضوان عبر اذاعة صوت الأقصى : سلوك الاحتلال هو الذي يحدد المرحلة القادمة، ونحن أبلغنا كل الوسطاء بذلك، والرسالة كانت واضحة بأن الاحتلال إذا تجاوز كل الخطوط الحمراء، فعلى الاحتلال أن يعلم بأن المقاومة تُسخّر كل إمكانياتها دفاعاً عن القدس والأقصى.
وتابع" المرابطون في ساحات المسجد الأقصى أعادوا الإعتبار للقضية الفلسطينية المقدسة، وهم الذين أفشلوا كل المخططات الصهيونية.
ووجه رضوان التحية إلى أهلنا في القدس وإلى المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، فالاحتلال الصهيوني لن يفلح في كي وعي الأمة وعزلها عن قضيتها المركزية الأولى ألا وهي قضية فلسطين.
وأضاف " اليوم ودّعت جنين الشاب المجاهد المُدافع عن القدس والأقصى أحمد مساد، واستشهاده يؤكد أن كل شعبنا منخرط في معركة القدس والأقصى.