بعد "بني براك".. معاريف: العملية التالية مسألة وقت مهما أحكمنا جدار الفصل

الثلاثاء 05 أبريل 2022 07:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
بعد "بني براك".. معاريف: العملية التالية مسألة وقت مهما أحكمنا جدار الفصل



القدس المحتلة/سما/

معاريف - بقلم: موشيه نستلباوم   على جهاز الأمن ألا يبدي مفاجأته؛ فالثغرات التي في جدار الفصل، وبخاصة الثغرة التي في جنوب الخليل، يعلمها جهاز الأمن منذ فترة طويلة، غير أنه لم يفعل شيئاً حتى وقت أخير مضى كي يمنع تسلل "المخربين". ثمة ثغرات أخرى في الجدار يعرفها جهاز الأمن موجودة قرب معبر “ميتاريم”، وفي منطقة جلبوع قرب “مجين شاؤول”. ما كان ينبغي أن يتم قبل أشهر عديدة، يعالج بتأخير كبير، وللأسف، كانت معالجة فاشلة أودت بحياة البشر.

في هذه الأيام تكتمل نحو 20 سنة على إقامة جدار الفصل الذي يقع على أقل بقليل من 720 كيلومتراً. فقد أقيم الجدار عقب الانتفاضة الثانية، وكان الهدف الأساس من إقامته منع العمليات "الانتحارية"، لكن كان لذلك أيضاً اعتبار اقتصادي مهم. عندما يكتمل معظم مسار الجدار، يتبين تسجيل انخفاض كبير في سرقة السيارات في إسرائيل. فالسارقون الذين جاءوا من أراضي السلطة الفلسطينية وجدوا صعوبة في نقل السيارات المسروقة إلى مسالك السيارات في “المناطق” [الضفة الغربية]، ما أدى إلى تخفيض أسعار بوليصات التأمين التي حتى إقامة الجدار ارتفعت بمعدلات كبيرة في كل سنة. وفي الأيام الأخيرة، كان هناك من تذكّر جدار الفصل خصوصاً المقاطع التي لم ينتهِ فيها البناء أو التي يمكن التسلل عبرها بسهولة إلى أراضي إسرائيل. قرر رئيس الأركان أفيف كوخافي أن يتجول على طول الجدار كي يقف عن كثب عند المخاطر التي في ثغرات الجدار.

وحسب التقديرات، يدخل إسرائيل كل يوم عبر الثغرات في الجدار أكثر من 30 ألف عامل. هي تقديرات فقط، لأنه لا يمكن أن نحصي بدقة عدد من يدخلون إلى إسرائيل بطرق غير قانونية. إضافة إلى ذلك، يوجد نحو 15 ألف عامل يحملون تصاريح دخول إلى إسرائيل. على مدى فترة طويلة، لم يتم أي شيء كما أسلفنا لمنع دخول الماكثين غير القانونيين إلى إسرائيل. ومؤخراً، حين أدرك الجيش بأنه لا يمكن تجاهل هذا الوضع على مدى الزمن خصوصاً على خلفية التفاقم الأمني، دفع بالمقاتلين من الوحدات الخاصة مثل غولاني وجفعاتي ليرابطوا فيها ويقيموا كمائن قرب بعض الثغرات، وهكذا توقف على نحو شبه مطلق دخول الماكثين غير القانونيين إلى إسرائيل.

لجعل الجدار منيعاً غير قابل للاختراق، ثمة حاجة فورية لبناء وترميم قرابة 100 كيلومتر من الجدار الذي لم يكتمل بعد أو اقتحمه الفلسطينيون على مدى السنوات الأخيرة. وثمة شهادة عملية على الواقع الأمني الصعب، وهو قرار المجلس الإقليمي “جلبوع” إلغاء مسيرة جلبوع الـ 54 هذه السنة، التي تعدّ إحدى المسيرات التقليدية في إسرائيل. رئيس المجلس الإقليمي جلبوع، عوفد نور، قال بأنه “في ضوء التسيب الأمني على طول خط التماس، لا يمكن للمجلس أن يـتحمل المسؤولية ويضمن أمن السائرين. وعلى حد قوله، فإن الثغرات التي في الجدار بعرض أكثر من ثلاثة أمتار على مسافة خمس دقائق سير من بيوت السكان، أصبحت خطراً حقيقاً بالنسبة لسكان المنطقة. من يدعون بأن جدار الفصل فالت بشكل مقصود انطلاقاً من الفهم بأن من يخرج للعمل في إسرائيل لن يعنى بالإرهاب، لا يستندون إلى أساسات ثابتة، خصوصاً على خلفية الثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.

مع أن معظم الفلسطينيين الذين يدخلون إلى إسرائيل يستنكرون الإرهاب ويسعون إلى الرزق، على خلفية الضائقة الاقتصادية في “المناطق” [الضفة الغربية]، ولكن بالتوازي على معارضي الإرهاب من “المناطق” ضغوط شديدة من جانب قادة منظمات" الإرهاب" كي يوافقوا على التعاون.

يقدر جهاز الأمن بأن العملية التالية مسألة وقت. لكل من هم خبراء في المجال، واضح أن العمل العسكري وحده لن ينجح دائماً في إحباط أعمال "الإرهاب" المخطط لها.

ولتحقيق هدوء طويل المدى، ثمة حاجة إلى مفاوضات سياسية فورية. غير أن الحكومة غير مستعدة لمثل هذه المفاوضات بدعوى أنه لا يوجد من يمكننا الحديث معه. وهذا يشير إلى أنه إذا ما سدت ثغرات الجدار، فلن يتوقف "الإرهاب" تماماً، بل سيتقلص فقط.