أصدر رئيس القائمة الموحدة، منصور عبّاس، مساء الإثنين، خطبة مصورة بثها عبر "فيسبوك". وفي "نفحة رمضانية" لم تأت على ذكر القدس والمسجد الأقصى ولم تتطرق إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المصلين وتضييقها عليهم، استنكر عباس ربط شهر رمضان بـ"العنف"، إلا أن كلمته لم تتعد ذلك.
وكانت سلطات الاحتلال ووسائل الإعلام الإسرائيلية قد دأبت، منذ منتصف شباط/ فبراير الماضي، على التحذير من سيناريوهات تتوقع اشتعال الأوضاع في القدس والضفة المحتلتين خلال شهر رمضان، والذي وصفه قادة في جهاز الشاباك الإسرائيلي "رمادام" بمعنى "رمضان الدم".
وأكد عبّاس أن كلمته تأتي في ظل "الأحداث الدامية التي حصلت في الأيام الأخيرة" والتي "أفزعتنا جميعا"، وذلك في إشارة إلى العمليات الثلاث التي وقعت خلال أقل من أسبوعين، بدءا من عملية بئر السبع، في 22 آذار/ مارس الماضي، وحتى عملية بني براك، وأوقعت 11 قتيلًا إسرائيليًا.
وقال عبّاس إنه من "باب المسؤولية" ارتأى أن يتوجه لأنصاره ومتابعيه داعيا إياهم إلى أن يكونوا "عُمّال خير ورسل سلام، ورفض العنف وتطليقه إلى غير رجعة"؛ وفي هذه الأثناء - بالتزامن مع بث كلمته المصورة - اعتدت سلطات الاحتلال على المحتفلين برمضان في ساحة باب العامود، واعتقلت عددا منهم.
وأضاف عبّاس: "يكثر الحديث حول تخوفات في الشارع من رمضان وعمليات في رمضان، وكأنهم يربطون بين شهر الرحمة والمغفرة وما هو بخلاف ذلك". وفي ما بدا وكأنه محاولة لاستصدار شهادة حسن سير وسلوك لأبناء المجتمع العربي في مناطق الـ48، أضاف "نحن طلاب عيش كريم وسلام عادل لا طلاب عنف وإجرام".
وطالب متابعيه بتبديد "الشائعات والإشاعات ولنعط رمضان قيمته وقدره الذي يستحقه"، ودعاهم إلى "الفرح والتنعم، فأنتم تستحقون الأمن والأمان، والسلم والسلام"، في حين تتصاعد حملة الاعتقالات في المدن والبلدات العربية وجرائم الاعتداءات العنصرية للمستوطنين وفي الـ48 وتعالي جوقة التحريض الإسرائيلية، في إطار تعامل المؤسسة مع العربي كـ"تهديد أمني".
وقال إنه يدرك أن "الهدوء والسلم وتوقف العنف على أشكاله هو مصلحتنا نحن أولا. نحن أكثر من يتضرر من العنف والتحريض"؛ وتابع "نحن نعيش بواقع مليء بالتحديات والضغوطات والتناقضات تتطلب الحكمة والتروي كي لا نقع بمعادلات صفرية".
وذَكّر عبّاس بدوره الذي اعتبر أنه "لا يخفى على أحد" في "إرساء السلم والصلح الأهلي (...) وإحلال روح المحبة" قبل دخوله إلى الكنيست، مشيرا إلى خطة معالجة العنف والجريمة في المجتمع العربي التي أقرتها حكومته واعتبر أنها "بدأت تؤتي ثمارها"، علما بأن معدلات الجريمة والعنف تواصل الارتفاع ووقوع ضحايا قتلوا برصاص الشرطة الإسرائيلية بذرائع واهية.
وقال: "من كان همه أمن وأمان مجتمعه فعليه أن يتحدث ويكتب بمسؤولية، وهو مطالب بذلك في كل وقت وعبر كل منصة، وأن لا يكون بوجهين، فتارة يُحرض بما يكتب وتكون كلماته كالوقود على نار الأزمات، ثم يستنكر العنف ويتبرأ منه".
وفي تجاهل للاحتلال وممارساته والسياسات العنصرية الإسرائيلية المستمرة في النقب والقدس والضفة، أضاف أن "الحوار العقلاني والتدافع السلمي هو الحل لكل إشكال"، مطالبا أنصاره بـ"قلع الكراهية والضغينة وزرع الرحمة والتسامح"، فيما يضرب المحتل على خده الأيسر.