لا يزال التوتر غير المعلن بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة قائما، في ظل تقارير تفيد بأن إدارة الرئيس جو بايدن تحاول تخفيفه دون تقدم ملحوظ حتى الآن.
نقلت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية عن 3 مصادر متطابقة، أن "إدارة بايدن حاولت ترتيب مكالمة بين الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي، لكن توتّر العلاقة بين البلدين أصبح عميقا لدرجة أن الأمر سيستغرق بعض الوقت".
وأكدت الوكالة ما تضمنته تقارير سابقة من أن إعادة بناء العلاقات بين واشنطن والرياض لن تكون سهلة، خاصة أنّ "ولي العهد النافذ في المملكة أصبح ينظر إلى قرار بايدن بتجاوزه والتعامل مع والده الملك سلمان فقط، على أنه إهانة شخصية".
"كما يستاء قادة البلاد أيضًا من الاهتمام الذي أولته الولايات المتحدة لجارتهم الصغيرة قطر، بعد أن أدركوا أن الولايات المتحدة تتصل فقط عندما تحتاج إلى خدمة"، وفقا لبلومبرغ.
ووفقا لتقرير الوكالة فقد أجبرت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وما تبعها من ارتفاع في أسعار النفط، على البحث عن علاقات وثيقة أكثر مع قادة المملكة النفطية، خاصّة ولي العهد محمد بن سلمان.
وكانت الولايات المتحدة أرسلت عددا كبيرا من بطاريات أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" إلى المملكة العربية السعودية لصد هجمات جماعة "أنصار الله" في اليمن، بحسب "وول ستريت جورنال".
ومنذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة، في يناير/كانون الثاني 2021، تعرضت الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة للاختبار؛ بسبب سجل الرياض في حقوق الإنسان، خاصة في ضوء الحرب في اليمن ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتيك" هذا الشهر، إنه "لا يهتم"، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يسيء فهم أمور تخصه.
وذكرت تقارير عدة في الأيام الماضية أن هناك توترا بين الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي، بسبب أن بايدن يرى أن الملك سلمان هو نظيره، ولذلك لا يهتم بالاتصال بالأمير محمد، لأنه أقل درجة منه وليس نظيرا له.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن البيت الأبيض حاول ترتيب محادثات هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، لكنهما تجاهلا الرد.
وتحاول واشنطن حشد دعم دولي للمواجهة ضد روسيا و احتواء ارتفاع أسعار النفط.
وردا على سؤال حول سبب تغيير إدارة بايدن سياستها السابقة حيث كان الرئيس الأمريكي يتصل بالملك سلمان وليس الأمير محمد، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي: "لقد تحدث الرئيس بايدن مع الملك السعودي قبل بضعة أسابيع فقط، ولم تكن هناك اتصالات تم رفضها" وفقا لشبكة "سي.إن.إن".