كيف احتلت الإمارات المرتبة الأولى إقليميا في مؤشر القوة الناعمة العالمي ؟

الأربعاء 16 مارس 2022 05:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف احتلت الإمارات المرتبة الأولى إقليميا في مؤشر القوة الناعمة العالمي ؟



وكالات/سما/

وضع مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2022، الإمارات العربية المتحدة في المرتبة العاشرة عالميا والأولى إقليميا، في قوة التأثير، ما يضيف مكانة جديدة بعد أن أصبحت واحدة من أكبر دول المنطقة والعالم من حيث التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة.

يرى الأكاديمي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، أن تصنيف الإمارات ضمن القوى الناعمة العشرين في العالم ليس بجديد عليها، وكان هذا وضعها منذ 5 سنوات من وقت صدور هذا التقرير..


دور إكسبو
وأشار في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أن الإمارات "قفزت الآن للمرتبة الخامسة عشر دوليا في مؤشر القوة الناعمة والمرتبة العاشرة من حيث قوة التأثير في تقرير 2022، وفي اعتقادي أن هذا التقدم يعود إلى تنظيم الإمارات لأكبر حدث عالمي تستضيفه الإمارات حاليا"أكسبو 2020" والذي ساهم كثيرا في تعزيز موقع الإمارات في الخارطة السياحية والاستثمارية الدولية".


وأضاف عبد الله: "بعد تنظيم "إكسبو" بنجاح وجدنا الإمارات تقدمت على دول كثيرة مهمة في العالم مثل، الدنمارك، النرويج، سنغافورة، فالإمارات سبقتهم جميعا، وليس المهم حاليا ترتيب الإمارات العربي والإقليمي، بينما صرنا الآن نحتفي بالترتيب العالمي للإمارات".

تراكمات عقود
وحول المقومات التي أوصلت أبو ظبي إلى تلك المكانة الدولية يقول عبد الله إن نموذج الإمارات التنموي والمعرفي يتميز ببنية تحتية متقدمة وانفتاح تشريعي ومرونة إجتماعية، هذه المكاسب لم تأت بين ليلة وضحاها، بل هى تراكمات عبر العقود الخمسة الماضية، فالإمارات هى من أكثر الدول التي استثمرت في بنية تحتية حديثة، وأيضا من أكثرها تطويرا وتجديدا لتشريعاتها، وأكثرها انفتاحا على الاستثمار والسياحة، وفوق كل ما سبق، ما تتمتع به الإمارات من الأمن والاستقرار، هذه العوامل ساهمت في أن تضع الإمارات ضمن القوى الناعمة التي تتصدر هذا المؤشر العالمي.
رؤية القيادة


وفي السياق نفسه، يقول الكاتب الإماراتي، أحمد إبراهيم: "إن مؤسس الاتحاد الإماراتي والأب الروحي له والذي كان ينظر إلى ما وراء البحار وما يوجد خلفه "الشيخ زايد آل نهيان"، والذي أسس البلاد ووضعها في مكانة الدول بعد أن كانت دويلات، فتحولت البلاد من إمارات إلى الإمارات الوحدوية السباعية، هذا الرجل كان لديه رؤية في كيفية التأثير على الشخص الذي يعيش في الإمارات دون أن ينظر في النظرة الإقليمية أو العرقية، فقد كان الشيخ زايد إذا دخل إلى أحد أماكن العمل التي بها جنسيات مختلفة، كان ينزل إليهم ويصافحهم جميعا، هذه البادرة زرعت تأثير فيمن رأى ومن سمع ومن نقل، وبالتالي صار التأثير الإيجابي على الإقليم بشكل تدريجي".

السبب الرئيسي
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "إن تجربة القيادة الإماراتية أثبتت أن البترول ليس السبب الأساسي للنمو، هناك دول بترولية كثيرة ومنها دول عربية تملك البترول وقد تكون حصتها ليست قليلة، لكن تأثيرها على الإقليم ليس كبيرا، ولو نظرنا إلى المؤشرات الدولية الأخرى والتي احتل فيها "جواز السفر" الإماراتي الترتيب الأول عربيا والخامس عشر عالميا ويستطيع حامله دخول 175 دولة دون تأشيرة مسبقة أو تأشيرة عند الوصول، وذلك بحسب مؤشر "هينلي" لجوازات السفر".
إرادة حكيمة
وتابع الكاتب الإماراتي: "المؤشرات جميعها تدل على أن هناك رؤى من خلال القيادة للتعامل مع الإنسان من الخارج والداخل، بحيث يقتنع المتلقي بتلك الرؤية، وهناك الكثير من النجاحات التي حدثت، وتقول الدراسات إن اكسبوا الذي لا يزال واجهة على الشاشات بتلك النجاحات التي تحققت عالميا، ولا توجد أي دولة يمكن أن تصل لما نفذته الإمارات في أكسبو من حيث الإمكانيات والتقنيات، وتم الرد عمليا على الشائعات التي قالت إن الإمارات فشلت في أكسبو2020، لأن 2020 قد انتهت، لكن ما حدث أن أكسبوا نفذ تحت 2020 وبغطاء 2021/2022".

واختتم إبراهيم: "كل ما سبق يقول أن النجاح ورائه إرادة حكيمة ورؤية سديدة ونوع من التواجد السلمي، ونجاح أعلى برج في العالم لم تستطع اليابان أن تنتجه وأن يكون مقاوم للزلازل حتى الآن، وكل المؤشرات تقول أننا ذاهبون إلى الأفضل في قادم الأيام".

احتلت دولة الإمارات المرتبة العاشرة عالميا، والأولى إقليميا، في قوة التأثير وفق مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2022، لتعزز مكانتها كواحدة من أكبر دول المنطقة والعالم من حيث التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة.


وتقدمت الإمارات إلى المرتبة 15 عالميا في الترتيب العام للمؤشر، بعد أن كانت في المركز 17 عام 2021، لتحتفظ بريادتها الإقليمية وتبقى في صدارة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لاسيما بعد أن حققت تقدما في كافة المؤشرات الرئيسية والفرعية لأول، مرة في تاريخها.


وتحظى الإمارات بتأثير كبير على المستويين الإقليمي والعالمي، مما انعكس على المرتبة المتقدمة التي احتلتها الدولة في هذا المؤشر، حيث جاءت في المركز العاشر عالميا، في حين أن الدول التسع التي سبقت الإمارات في الترتيب تُعد من الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة، التي تزيد عن الإمارات بأضعاف كثيرة .."بحسب وام".
وعلى الرغم من تقدم العديد من دول المنطقة في محور "التأثير"، فإن الإمارات تبقى في صدارة المنطقة في هذا المحور المهم. وقد أظهر المؤشر أن التقدم الذي أحرزته الدول في هذا المحور جاء في الأسواق النامية في منطقتي الشرق الأوسط وآسيا.