قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ، اليوم (الاثنين) ، إن إسرائيل ستصوت لصالح إدانة روسيا للأمم المتحدة ، وأن الولايات المتحدة "تتفهم أن هناك نقاطًا تتطلب منا النظر فيها" فيما يتعلق برد إسرائيل على الحرب في أوكرانيا.
وستصوت الأمم المتحدة اليوم أو غدا على قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا ، وستنضم إسرائيل إلى القرار وتصوت لصالحه ، إلى جانب الغالبية العظمى من دول العالم.
ووفقا للقنوات الإسرائيلية تقوم إسرائيل بفحص دقيق لأهمية العقوبات المفروضة على روسيا." لقد شكلنا فريقًا وزاريًا لفحص آثار وانعكاسات العقوبات على الاقتصاد الإسرائيلي وسياساتنا".
واضاف لبيد " إسرائيل وستكون في الجانب الصحيح من التاريخ ، هذه هي قيمنا ، حليفنا الرئيسي كان وسيظل الولايات المتحدة ، لكن شركائنا الأمريكيين يدركون أيضًا أن هناك نقطتين تتطلبان منا توخي الحذر.
أولاً ، من نواحٍ عديدة ، تمتلك إسرائيل حدودًا أمنية مع روسيا. روسيا هي القوة العسكرية الأكثر أهمية في سوريا ، وآلية تعاوننا معهم تساعدنا في كفاحنا الحازم ضد المؤسسة الإيرانية على حدودنا الشمالية.
النقطة الثانية هي أن حوالي 4000 إسرائيلي غادروا أوكرانيا بالفعل ، بمساعدة مسؤولي وزارة الخارجية ، لكن لا يزال هناك آلاف الإسرائيليين هناك ، وحوالي 180 ألفًا يحق لهم الحصول على قانون العودة حسب لابيد.
من جهته نقل مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، اليوم الاثنين، نقل عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب تقديرها بأنّ ازدياد تأييد المجتمع الدوليّ بأوكرانيا من شأنه أنْ يؤدّي إلى تصعيدٍ روسيٍّ خطيرٍ، وأيضًا قد تتحوّل الحرب الدائرة الآن إلى حرب استنزاف، فيما تُواصِل إسرائيل الدوران في المجهول، وفق المصادر.
المصادر عينها عبّرت عن استغرابها الشديد من أداء الجيش الروسيّ حتى اللحظة، ولكنْ في الوقت عينه أكّدت أنّه من السابِق لأوانه رثاء الجيش الروسيّ، لأنّ الحرب ما زالت في أيّامها الأولى، وأنّ الأيّام القادِمة ستكشف الكثير، لأنّ موسكو تتبِّع سياسةً ضبابيّةً جدًا في كلّ ما يتعلّق بمجريات الأمور في ساحة المعركة.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، زعمت المصادر أنّه من الناحية السياسيّة فضلّت دولة الاحتلال الاعتبار الإستراتيجيّ على الاعتبار الأخلاقيّ، لافِتةً في ذات الوقت إلى أنّه في كلّ ما يتعلّق بالحرب ستُواصِل إسرائيل السير بين النقط، أيْ عدم الإعلان عن موقفٍ رسميٍّ يؤيِّد أوكرانيا، على الرغم من الضغوط الأمريكيّة التي تتعرّض لها، على حدّ وصفها.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت المصادر عن خشيةٍ إسرائيليّةٍ من انتقامٍ روسيٍّ ليس في المجال السياسيّ والأمنيّ فقط، بل في الشأن الاقتصاديّ، وأنّها باشرت منذ اندلاع الحرب الروسيّة الأوكرانيّة بالاستعداد لوقوع صعوباتٍ جمّةٍ في وصول الفحم والقمح من روسيا لكيان الاحتلال، وفق ما أكّدته.
وكشفت المصادر عينها النقاب عن أنّه في جلسة المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ التي عُقِدت في ساعةٍ متأخرةٍ من ليلة أمس ناقش الوزراء جملةً من القضايا الاقتصاديّة، والتي من شأنها أنْ توثّر سلبًا على الاقتصاد العالميّ، بما في ذلك الإسرائيليّ، إذْ أنّ روسيا وأوكرانيا هما من أكبر مصدّرات الطاقة والبقوليات في العالم، وأنّ أيّ تشويشٍ في تزويد الفحم والقمح منهما سيُلقي بتبعاته الخطيرة على الاقتصاد في كيان الاحتلال، إذْ أنّ الفحم، الذي يُستخدم بنسبة عشرين بالمائة للطاقة في إسرائيل يتّم استيراده من روسيا، كما أكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب.
وشدّدّت المصادر أيضًا في ختام حديثها على أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ السابِق، بنيامين نتنياهو، الذي كان يتباهى ويتفاخر بعلاقات الصداقة الحميمة مع الرئيس الروسيّ بوتن، “اختفى” منذ اندلاع الأزمة الروسيّة-الأوكرانيّة، مُشدّدّةً على أنّه لم يُكلِّف نفسه عناء الإدلاء بأيّ تصريحٍ حول القضية، التي باتت محّط أنظار العالم برّمته، بالإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر، إلى أنّ نتنياهو الذي يستخدِم وسائط التواصل الاجتماعيّ بكثافةٍ لتمرير الرسائل، امتنع حتى اللحظة من نشر أيّ مدونّةٍ حول الموضوع المُلتهِب، كما قالت.