تُدار من تل أبيب.. مباحثات سرية بين "إسرائيل" ودول خليجية لإنشاء نظام دفاعي مشترك

الأربعاء 23 فبراير 2022 06:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
تُدار من تل أبيب.. مباحثات سرية بين "إسرائيل" ودول خليجية لإنشاء نظام دفاعي مشترك



لندن/سما/

بينما تضع إيران والولايات المتحدة والقوى الخمس الأخرى اللمسات الأخيرة على اتفاق لإعادة العمل بـ الاتفاق النووي لعام 2015، تستعد إسرائيل وحلفاؤها في دول الخليج العربي لما بعد ذلك. حيث قال مسؤولون دبلوماسيون وأمنيون إسرائيليون لموقع MEE البريطاني، إنهم مع نظرائهم في الإمارات والبحرين والسعودية، يجرون محادثات لإنشاء دفاعات جوية مشتركة. فما قصة التعاون الدفاعي بين إسرائيل ودول الخليج؟

ما تفاصيل مباحثات التعاون الدفاعي بين إسرائيل ودول الخليج؟
يقول الموقع البريطاني، إن الإسرائيليين واثقون من إمكانية إبرام اتفاقية لبناء نظام دفاعي مشترك مع الإمارات والبحرين وحتى السعودية، حيث يخططون لمرحلة ما بعد عودة الاتفاق النووي الإيراني.

وبحسب ميدل إيست آي، فإن المباحثات السرية التي يتم إجراؤها بين الأطراف الأربعة تخص تثبيت برنامج دفاع جوي مشترك لحمايتهم من تهديد الطائرات بدون طيار، التي تأتي من إيران أو من أذرعها وحلفائها بالمنطقة.

وتدعم واشنطن هذه المبادرة وتشجعها، كجهد منسق للتعامل مع إيران ووكلائها في الشرق الأوسط، وخاصة الحوثيين في اليمن، كما تقول مصادر إسرائيلية للموقع.

وشهدت أبوظبي في الأسابيع الماضية هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، تم تصنيع الطائرات بدون طيار في إيران، ووفقاً لمسؤولين استخباراتيين في إسرائيل وأبوظبي صدرت التعليمات من طهران، وتنفي إيران مسؤوليتها.

فيما تتعرض المملكة العربية السعودية أيضاً باستمرار لهجمات بعضها مدمرة بطائرات بدون طيار، يتم إطلاقها من اليمن أو من إيران نفسها، وفقاً للمخابرات الأمريكية. وخلال العام الماضي، أصدر قادة الحوثيين عدة تهديدات بأنهم قد يستخدمون صواريخهم وطائراتهم بدون طيار لضرب إسرائيل نفسها.

هل يمكن أن تهدد الطائرات بدون طيار الإيرانية أو الحوثية إسرائيل؟
تقع مدينة إيلات الساحلية الجنوبية المحتلة على خليج العقبة في البحر الأحمر، على بعد 1500 كيلومتر من اليمن، حيث الحوثيون. وتقول المخابرات الإسرائيلية إن لدى جيش الحوثي صواريخ بعيدة المدى قادرة بالفعل على الوصول إلى إيلات ومحيطها.

نتيجة لهذه التهديدات، ينشر الجيش الإسرائيلي من حين لآخر أنظمة دفاع جوية مثل "القبة الحديدية" حول إيلات. ويدعم الحرس الثوري الإيراني الحوثيين الذين يسيطرون على ما يقرب من نصف اليمن، بما في ذلك العاصمة، وتعتقد إسرائيل أن الحرس الثوري يمدهم بالصواريخ والطائرات المسيرة ومعدات الاستخبارات والتدريب وغيرها.


يقول الكاتب الإسرائيلي المتخصص بالشؤون الأمنية والعسكرية، إنه بالنسبة لإسرائيل، فهي تمتلك بالفعل ثلاث طبقات من الدفاعات الجوية: القبة الحديدية، وأنظمة David's Sling، التي يمكنها اعتراض الصواريخ على بعد 200 كيلومتر، وبطاريات Arrow، القادرة على اعتراض وإسقاط الصواريخ بعيدة المدى على نطاقات تصل إلى 2000 كيلومتر، بما في ذلك الباليستية. الصواريخ التي تمتلكها إيران.

ويضيف ميلمان في تقريره بموقع MEE، إنه يتم تطوير وإنتاج هذه الأنظمة من قبل مقاولين عسكريين إسرائيليين كمشاريع مشتركة مع مقاولين أمنيين أمريكيين، حيث تكون التكلفة مشتركة بين البلدين.

ما حاجة دول الخليج لأنظمة دفاعية إسرائيلية وهي تمتلك أخرى أمريكية؟
في الوقت نفسه تتمتع السعودية والبحرين والإمارات بالحماية من تهديدات الصواريخ والطائرات بدون طيار بواسطة الدفاعات المضادة للصواريخ الأمريكية الصنع، ولا سيما أنظمة باتريوت، لكن أداءها حتى الآن كان أقل من مرضٍ كما يقول ميلمان.

لذلك، جاءت هذه المحادثات السرية حول تركيب دفاعات جوية مشتركة، وهو ببساطة تطور أكثر دراماتيكية في العلاقات الأمنية والعسكرية المتنامية بسرعة بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمملكة العربية السعودية.

لأكثر من عقد، كانت العلاقات بين هذه الدول سرية، وبحسب ميلمان قام المصنعون العسكريون الإسرائيليون ببيع دول الخليج هذه معدات استخباراتية وأمنية في صفقات تم تسهيلها جزئياً بواسطة جهاز الموساد.

كما قام خبراء عسكريون إسرائيليون بتدريب طواقم عمل في دول الخليج، واجتمع رؤساء الموساد بشكل متكرر مع نظرائهم الخليجيين لتبادل المعلومات الاستخبارية حول الأعداء والتهديدات المشتركة، مثل الإرهاب وجهود إيران لزيادة نفوذها في لبنان والعراق وسوريا واليمن.

لكن الأمور بدأت تتغير، حيث شعرت دول الخليج بآثار الرياح الخلفية لإدارة ترامب، وعلى الفور غيرت الإمارات والبحرين سياستهما، واتفقتا على إخراج العلاقات الإسرائيلية إلى العلن، في أغسطس/آب 2020، حيث وقعوا اتفاقيات أبراهام التطبيعية، وافتتحت سفارات في تل أبيب وأبوظبي والمنامة.

لم تنضم السعودية إلى الاتفاقات، لكن علاقاتها مع إسرائيل، وإن لم تكن رسمية بعد، تتطور بشكل كبير للغاية بحسب ميلمان، ليس فقط في المجال الأمني، ​​ولكن أيضاً في التجارة العامة والطيران والسياحة.


إسرائيل تزيد من وتيرة نشاطها الدبلوماسي والأمني في الخليج العربي
في الآونة الأخيرة تم تسريع المبادرات الدبلوماسية الإسرائيلية في الخليج، من خلال سلسلة من الزيارات والاتفاقيات، حيث زار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت البحرين والإمارات. كما أن وزير دفاعه، بيني غانتس، كان أيضاً في المنامة، حيث وقع مذكرة تفاهم غير مسبوقة لتمهيد الطريق لاتفاقية تعاون أمني رسمية في المستقبل، هي الأولى من نوعها بين إسرائيل ودولة عربية.

ويوم الإثنين 21 فبراير/شباط 2022، صرح نائب وزير الخارجية البحريني عبد الله الخليفة، بأن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" موجود بشكل رسمي وعلني في البحرين، في تصريح علني خليجي هو الأول من نوعه.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، عن الخليفة قوله خلال مؤتمر ميونيخ للأمن إن "هناك تعاوناً استخباراتياً بين البحرين وإسرائيل"، وذكر أن الموساد حاضر ويعمل في البحرين والمنطقة أيضاً، في إشارة لدول خليجية أخرى.

والآن تأتي فكرة تطوير أنظمة دفاع جوي مشتركة ونشرها لاحقاً، والتي ستربط البحرين والإمارات والسعودية بإسرائيل. البرنامج الذي تتم مناقشته سيخلق "مركز تحكم موحداً مدعوماً بالرادارات وطبقات مختلفة من الأنظمة والمعدات المضادة للصواريخ الإسرائيلية الصنع"، كما تقول المصادر الإسرائيلية.

وإذا سارت الأمور وفقاً للخطة، فمن المحتمل أنه في مرحلة لاحقة سيتم نشر بطاريات "القبة الحديدية" الإسرائيلية وبطاريات "ديفيدز سلينج" في الإمارات والبحرين، ثم السعودية لاحقاً.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم متفائلون بفرص الفكرة المقترحة، ويعتقدون أنه إذا تحققت فليس من المستحيل أن تنضم إليها أيضاً الأردن ومصر، اللتان تعتبران أيضاً حليفين استراتيجيين لإسرائيل.