توصلت دراسة جديدة إلى أن الأدوية لوثت أنهار العالم بشكل خطير، محذرة من أن التلوث الدوائي يشكل "تهديدا عالميا على صحة الإنسان والبيئة".
وأشارت الدراسة إلى أن الأدوية والمركبات النشطة بيولوجيا الأخرى التي يستخدمها البشر تضر بالحياة البرية والمضادات الحيوية في البيئة تزيد من خطر مقاومة الأدوية، وهو أحد أكبر التهديدات التي تواجه البشرية.
وقام العلماء بقياس تركيز 61 مكونا صيدلانيا نشطا (APIs)، في أكثر من 1000 موقع على طول 258 نهرا وفي 104 دول، تغطي جميع القارات.
ولم يكن هناك سوى مكانين غير ملوثين (أيسلندا وقرية فنزويلية) حيث لا يستخدم السكان الأصليون الأدوية الحديثة، وفق "الغارديان".
وبينت الدراسة أن أكثر واجهات برمجة التطبيقات التي تم اكتشافها هي دواء مضاد للصرع، كاربامازيبين، الذي يصعب تحطيمه، وعقار السكري ميتفورمين، والكافيين، حيث تم العثور على العقاقير الثلاثة في نصف المواقع على الأقل.
ونبهت إلى أنه تم العثور على المضادات الحيوية عند مستويات خطيرة في واحد من خمسة مواقع والعديد من المواقع لديها أيضا API واحد على الأقل بمستويات تعتبر ضارة للحياة البرية، مع تأثيرات مثل تأنيث الأسماك.
تنتهي واجهات برمجة التطبيقات في الأنهار بعد أن يأخذها الناس والماشية ثم تفرز في نظام الصرف الصحي أو مباشرة في البيئة، على الرغم من أن بعضها قد يتسرب أيضًا من مصانع الأدوية.
وقال جون ويلكينسون، من جامعة يورك في المملكة المتحدة، والذي قاد الدراسة، التي شملت 127 باحثا من 86 مؤسسة إنه "في 19٪ من جميع المواقع التي راقبناها، تجاوز تركيز (المضادات الحيوية) المستويات التي نتوقعها، لتحفيز البكتيريا على تطوير المقاومة"، بمعنى أن فعالية الأدوية تضعف بوجه الميكروبات.
وأوضح ويلكينسون أن "منظمة الصحة العالمية، والأمم المتحدة، ومنظمات أخرى، تقول إن فعالية مضادات الميكروبات، هي أكبر تهديد فردي للبشرية، إنها جائحة قادمة".
وقدرت الأبحاث المنشورة في كانون الثاني/يناير أن 5 ملايين شخص ماتوا في عام 2019 بسبب الالتهابات البكتيرية التي كانت مقاومة للمضادات الحيوية.
ويعتقد الباحثون أن هذا قد يكون لأن الناس في هذه الدول لديهم دخل كاف لشراء الأدوية، لكنهم يعيشون في أماكن لا توجد بها أنظمة صرف صحي جيدة، والتي يمكن أن تبعد الأدوية عن مجاري الأنهار.
وقال الباحثون: "يمكن أن تكون المخاطر البيئية أكبر مما كان متوقعا لواجهات برمجة التطبيقات الفردية بسبب التفاعلات السمية لهذه الخلائط".
وهناك أكثر من 2500 دواء قيد الاستخدام، لكن التكنولوجيا الحالية تسمح بتحليل 50-100 فقط من عينة واحدة، لذلك ركز الباحثون على أكثرها استخداما.
ويأمل العلماء أن يساعد البحث في تركيز جهود التنظيف على المستحضرات الصيدلانية والمناطق المعرضة للخطر الأكبر.