كشفت المقدسية فاطمة سالم عن تهديد أحد المستوطنين لها بحرقها وأبنائها داخل منزلها، في حال لم تغادر حي الشيخ جراح، وتخلي منزلها مطلع الشهر القادم لصالح الجمعيات الاستيطانية.
تروي الحاجة سالم التفاصيل لـ “القسطل” وتقول: “يوم أمس، بعد اندلاع مواجهات بيننا وبين قوات الاحتلال ومستوطنيه، جاء أحد المستوطنين وقال لي: “إذا لم تخرجي من منزلك سنقوم بحرقك داخله أنتِ وأبنائك”.
وتتابع بقوّةٍ وصبر: “أخبرتهم أن هذا لن يحدث إلّا بالأحلام، وأننا لن نخرج من المنزل مهما حصل، وإذا أرادوا حرقه فليفعلوا ما يشاؤون.. وتعاركنا معاً”.
وتبيّن سالم أن المستوطنين اعتدوا عليها وعلى عائلتها بالضرب المُبرح داخل منزلهم، وأسقطوها أرضاً، ما تسبب بجروح في يدها، وبالرغم من كل ذلك، قامت شرطة الاحتلال باعتقال نجلها خليل وزجّه في السجون.
وتضيف: “الاحتلال طالبنا بإخلاء منزلنا بداية شهر آذار/ مارس القادم.. لن نخرج مهما حصل.. هذا منزلنا ولو أرادوا قتلنا داخله لن نخرج منه.. هنا كل ذكرياتي وكل حياتي أنا وعائلتي”.
يقفُ بجانبها نجلها خليل، ويُحدّث متألّماً عن اعتقاله من قبل شرطة الاحتلال بعد اعتداء المستوطنين عليه وعلى عائلته، ومن ثُمّ الإفراج عنه بشروطٍ مُقيّدة.
ويقول: “تم الاعتداء علينا يوم أمس من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.. اعتدوا عليّ وعلى والدتي الكبيرة بالسن وعلى أخواتي والأطفال وسط منزلنا.. والدتي كُسرت يدها وذهبت إلى المستشفى، ورشّوا علينا الغاز”.
ويوضح سالم أن عناصر من شرطة الاحتلال المدججة بالأسلحة قامت باعتقاله، والاعتداء عليه؛ بتهمة مهاجمة المستوطنين، الذين اقتحموا منزله واعتدوا على جميع أفراد العائلة.
وعقب ذلك، أفرجت قوات الاحتلال عنه بشرط الحبس المنزلي لمدة 5 أيام، بالإضافة لكفالة مالية قدرها 5 آلاف شيقل، كما بيّن.
ووصف معاناتهم مُردداً: “هذا شيء صعب جداً، اقتحم عضو الكنيست ايتمار بن غفير ساحة منزلنا ووضع فيه مكتبه من أجل استفزاز أهالي الحي.. الجميع هنا يتعرض للاعتداء بشكلٍ مستمر.. يقومون بتحطيم مركبات الأهالي، هو من يحرضهم على استفزازنا وإيذائنا.. هذا شيء لا يُطاق.. نفسيتنا تعبت.. الأطفال والنساء تعبوا”.
يشار إلى أن التوتر في الحي ما زال موجوداً عقب يوم كامل من المواجهات والاعتداءات التي طالت أكثر من مائة فلسطيني، إصاباتهم كانت ما بين رصاص مطاطي واعتداء بالضرب أو القنابل الصوتية أو غاز الفلفل، بحسب مصادر طبية.