لا تزال أغنية الفنانة الفلسطينية لينا صليبي التي قدمتها في حفل الأولمبياد الشتوية في بكين يوم (الجمعة) الماضي في أول مشاركة عربية في هذا الحدث الضخم يتردد صداها حتى اليوم، فيما انتشرت مقاطع الأغنية وصورها بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت لتحقق عدد مشاهدات كبير.
وعرضت أغنية صليبي باللغة العربية وحملت اسم "معا للمستقبل" على شاشة عرض ضخمة في الأولمبياد، حيث قامت بتصويرها في مدينتي بيت لحم والقدس.
وتقول صليبي في مقابلة وكالة أنباء ((شينخوا)) في منزلها القريب من مهد المسيح في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية "حتى اليوم يقوم المعجبون من الشبان ببث مقاطع الأغنية مما يجعلني أشعر بالفخر والسعادة لأنه من المهم أن يتسلى الناس وأن يسمعوا ما أقوم به".
وأضافت الفنانة الشابة "عندما يسمع الناس هذه الأغنية، يبدأ الجميع بترديدها بالرقص، فهي أغنية ناجحة تلامس الروح والقلب".
وانطلقت فعاليات حفل الأولمبياد الشتوية "بكين 2022" يوم (الجمعة) الماضي في الاستاد الوطني الصيني وسط حضور جماهيري محدود بفعل الإجراءات المشددة لمواجهة انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وارتدت الشابة الفلسطينية خلال تصوير الأغنية مدتها 3 دقائق و18 ثانية ملابس تمزج بين ثقافة الشعبين الفلسطيني والصيني.
وتقول صليبي، أشعر بسعادة كبيرة بإتاحة الفرصة لي كي أشارك في مثل هذا الحدث الضخم (....) حقا لقد كان حلم حياتي أن أتواجد في مثل هذا المكان إلى جانب ذلك هذه فرصة جميلة لوجود لغتنا العربية في حدث كبير ومهم مثل هذا".
وأضافت، لطالما عشقت الصين منذ نعومة أظافري (..) وتزداد دقات قلبي كلما أتذكر بأنني أمثل دول الشرق الأوسط في أغنيتي الرئيسية لفعاليات الأولمبياد الشتوية.
وتابعت علينا الاستمرار في الغناء تحت أي ظرف لنوصل رسالة الحب والأمل إلى العالم فالموسيقى لغة الشعوب، وهي قادرة على ملامسة المشاعر وتجاوز الحدود والوصول لأبعد مكان دون أي ترجمة.
وتمتاز أغنية صليبي التي كتبها الشاعر الصيني وانغ بينغ جيو ومن تأليف دنغ يي لون وألحان تشينغ شي لي، بالمزج ما بين الموسيقى الصينية والغناء العربي.
ورغم كون كلمات الأغنية كانت باللغة الصينية إلا أنها تلامس الروح حتى لو لم يكن من يسمعها لم يجد اللغة بحسب الفنانة صليبي.
وتتابع بابتسامة عريضة "في أول مرة سمعت الأغنية باللغة الصينية لم أفهم الكلمات لكني شعرت وأحسست بأنها حيوية وذات طابع جميل من خلال الموسيقى، مشيرة إلى انه بعد ترجمتها من الصينية للعربية وفهم عمق معانيها أدركت تماما بأن إحساسها وشعورها كان صحيحا.
وتضيف الشابة التي تحمل درجة البكالوريس في إدارة الأعمال والتسويق وولدت في بيت لحم "لقد كنت سعيدة جدا بهذه التجربة خصوصا أنها تجمع بين ثقافتين مختلفتين من أقصى الشرق وأقصى الغرب، ومع ذلك تجمعهما الإنسانية وحب الحياة والطموح نحو المستقبل".
وتجيد الفنانة الشابة الغناء بعدة لغات كالعربية والانجليزية والهندية والفرنسية والآرمية، معربة عن أملها أن تتعلم اللغة الصينية في المستقبل القريب كي تتمكن من إحياء حفلات في الصين.
وتقول صليبي "ليس من السهل الوصول إلى قلب الجمهور الصيني فهو عريق وحساس ويمتلك ذوق وثقافة كبيرة، لذلك كان تحدي كبير بالنسبة لي الحصول على ثقتهم".
وأعربت الشابة عن أملها وشوقها لزيارة الصين قريبا والتعرف عليها بشكل أكبر، مشيرة إلى أن الصين بالنسبة لنا كفلسطينيين هي كوكب مليء بالتطور والتقدم والنجاح.
وسبق أن أطلقت صليبي أول أغانيها للجمهور في العام 2014، ووصلت أعمالها حتى الآن إلى أكثر من 30 أغنية من بينها أغنية "حلوة يا بلدي" التي وصلت عدد المشاهدات لها على الإنترنت أكثر من 9 ملايين مشاهدة.
كما شاركت الفنانة الفلسطينية في العديد من المهرجانات العربية والإقليمية من بينها مهرجان "دبي أوبرا" في أكتوبر 2019، حيث قدمت خلالها 19 أغنية.
وتحظى صليبي بمتابعة وتفاعل كبير من قبل الجمهور الفلسطيني والعربي عبر مواقعها على التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و "انستغرام" وتقوم بين الفينة والأخرى بنشر صورها ومقاطع الفيديو الخاصة بأغانيها.