عشية بدء تشغيل شبكات الاتصال من الجيل الخامس 5G في بعض المطارات الأمريكية، حذرت بعض شركات الطيران من خطورة ذلك على الملاحة الجوية، ما أثار التساؤلات حول سبب هذا التحذير ودوافعه.
شبكة الـ5G هي الجيل الخامس من تكنولوجيا الهاتف المحمول، ومثل 4G قبلها هي تقنية تتصل بها الهواتف والأجهزة اللوحية للوصول إلى شبكة الهاتف والإنترنت عبر موجات الراديو.
ومن المقرر أن تنشر شركتا الاتصالات الأمريكية "فيرايزون" و"آي تي أند تي" شبكة الجيل الخامس في نطاق 3.7 إلى 3.98 غيغاهرتز على الطيف المعروف بالنطاق "سي"، في حين تعمل أجهزة قياس الارتفاع في نطاق 4.2 إلى 4.4 غيغاهرتز.
وما يقلق شركات الطيران أن الترددات التي ستنتشر في نطاقها شبكة الجيل الخامس، قريبة من الترددات التي تعمل عليها أجهزة قياس الارتفاع التي تقيس المسافة التي تقطعها الطائرة فوق سطح الأرض، مما يسهل من عمليات الهبوط الآلي والمساعدة في رصد تيارات الرياح الخطرة.
وقد أعربت إدارة الطيران الفدرالية الأمريكية (FAA) عن مخاوفها من أن شبكات 5G سوف تتداخل مع أجهزة تحديد الارتفاع (radar altimeter) المجهزة بها بعض الطائرات، وهو أمر ضروري للهبوط في حالة ضعف الرؤية وللطائرات الهليكوبتر التي تحلق على ارتفاع منخفض.
ومع ذلك، فقد سمحت لجنة الاتصالات الفدرالية (FCC) بنشر هذه الشبكات، بما في ذلك قرب المطارات.
وحذر رؤساء شركات الطيران الأمريكية الكبرى في رسالة موجهة إلى وزير النقل بيت بوتيدجيج، ومسؤولين حكوميين من اضطرابات كارثية في قطاعي النقل والشحن في حال تشغيل شبكات الجيل الخامس دون وضع ضوابط لمحطات الإرسال الواقعة قرب المطارات.
وكانت إدارة الطيران الفدرالية قد أكدت الأحد الماضي أنها أعطت موافقتها على تشغيل بعض محطات الإرسال داخل مناطق سيتم نشر الجيل الخامس فيها، بحيث تم تأمين "ما يصل إلى 48 من المطارات الأكثر تأثرا بتداخل الترددات من أصل 88".
ونشرت اللجنة الفنية الراديوية للملاحة الجوية، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تقريرا في عام 2020 خلص إلى أن خطر الـ5G "واسع النطاق، وله لتأثيرات واسعة النطاق على عمليات الطيران في الولايات المتحدة".