شارك عشرات المواطنين وممثلو مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية، اليوم الثلاثاء، في وقفة إسناد للأسير المريض ناصر أبو حميد، في خيمة الاعتصام الدائم التي تقام أمام مخيم الأمعري في مدينة البيرة.
ورفع المشاركون في الوقفة، صور الأسير أبو حميد، ورددوا هتافات تدعو إلى الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عنه وباقي الأسرى المرضى وكبار السن.
وقال ناجي أبو حميد، شقيق الأسير، إن القلق على وضع ناصر ما زال يساور العائلة، رغم التقارير الطبية التي صدرت بالأمس حول التحسن الذي طرأ على وضعه، حيث أن السبب الرئيسي الذي أدى لإدخاله قسم العناية المكثفة في مستشفى "برزلاي" ما زال قائماً، وهو الالتهاب الجرثومي الذي أصاب رئتيه.
وأوضح أن ناصر دخل في حالة غيبوبة نتيجة تأخر علاجه ونقله من السجن إلى المستشفى، حيث يجب أن يكون بالأساس، خاصة أن إعادته إلى السجن بعد جلسات العلاج الكيماوي التي أخضع لها بعد عملية استئصال ورم سرطاني في الجهة اليسرى من رئتيه، أدت لإصابته بالالتهاب.
وبيّن رئيس نادي الأسير قدورة فارس، أن الأنباء التي نقلت بالأمس حول التحسن الذي طرأ على وضع ناصر أبو حميد تحمل تفاؤلاً مبالغاً فيه، خاصة أن الأسير يعاني من مرض خطير وتعطلت رئتاه نتيجة إصابته بجرثومة أدت لهبوط المناعة لديه لمستوى صفر، ما أدى لدخوله في الغيبوبة.
وقال: "يبدو أن جسد أبو حميد تفاعل بقدر ما مع الأدوية التي أعطيت له خلال الفترة الماضية، فعادت الرئتان للعمل بشكل جزئي بنسبة 30%، وهذا ينفي احتمالية إزالة أجهزة التنفس الاصطناعي".
وأكد على ضرورة أن تقدم جهة رسمية إسرائيلية للعائلة تقريراً مفصلا عن حالته الصحية، وعدم الانزلاق إلى أنباء تخاطب العواطف وليس العقول.
من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين أمين شومان، إن الاعتصام يؤكد على أن كل الأطياف السياسية تعلي الصوت لأجل حرية الأسرى، وتحمل كل المؤسسات الحقوقية المسؤولية الكاملة عما يجري من انتهاكات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأعرب شومان عن استهجانه، بأن أي طبيب من مؤسسات دولية أو حقوقية لم يتمكن من الوصول إلى سرير الأسير ناصر أبو حميد في مستشفى "برزلاي" ليطلع على حالته الصحية عن كثب.
وأضاف: "حكومة الاحتلال تدير الظهر لكل العالم والمؤسسات الحقوقية وتمنع أي طبيب مهما كانت صلته بالمنظمات الحقوقية من التوجه إلى المشفى ويقول كلمة الفصل بشأن الحالة الصحية للأسير أبو حميد".
مدير الإعلام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين ثائر شريتح، أكد أن المؤسسات المعنية العاملة في مجال الأسرى طالبت بتشكيل لجنة طبية للتوجه إلى مستشفى "برزلاي" وزيارة الأسير ناصر أبو حميد لمعاينته والوقوف على كل تفاصيل حالته الصحية.
وأضاف أن الهيئة قامت بصياغة تقرير عن كل ما تعرض له الأسير أبو حميد، وإرساله إلى الرئيس محمود عباس ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية والعديد من المسؤولين وجهات دولية، على أمل أن يتم التفاعل أكثر مع هذه القضية.
وأشار إلى أن التحسن على حالة الأسير لا تعني التقليل من التضامن مع قضيته، حيث الشارع مطالب بالبقاء حياً ورفع وتيرة التضامن في كل المواقع، لكشف الجريمة الطبية التي ارتكبت بحقه، ولوضع حد لكل التفرد الإسرائيلي بالأسرى وخاصة المرضى منهم.
بدوره، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، نائب مفوض التعبئة والتنظيم عبد المنعم حمدان، إن الوقفات التضامنية والإسنادية تؤكد للعالم أجمع أن الشعب ملتف خلف قضية الأسرى في سجون الاحتلال.
وطالب حمدان أحرار العالم لممارسة كافة أشكال الضغوط على أنظمتها المنحازة للإجرام الإسرائيلي، للإفراج عن الأسرى وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة كباقي شعوب العالم.
وأضاف: "على العالم أن يفهم أن الشعب الفلسطيني مصمم على النضال ومصمم على أن يأخذ حقه. لا نطالب بأشياء ليست من حقنا، ونحن أصحاب هذه الأرض ولسنا دخلاء، بالتالي لا نريد إلا أن نأخذ حقنا ونقف خلف الأسرى والشهداء والجرحى فهم يمثلون رمز الإرادة والعزيمة".